تاريخ النشر2012 5 October ساعة 12:55
رقم : 111145
إختتام مؤتمر :دور القرآن في نهضة الأمة ووحدتها"

إسلامُ حياةٍ مزدهر ولا إسلامُ نظرياتٍ قاتل

"خاص تنا" - مكتب بيروت
"قتلنا إسلام النظريات المجردة فكاد يحولنا من أقصى الخلافة الإسلامية إلى أقصى الدولة المدنية"بهذه العبارات لخص رئيس معهد المعارف الحكمية الأوزة التي يعيشها الإسلام اليوم مستبشراً في إختتام مؤتمر دور القرآن بوجود مؤسساتٍ تعمل لإحياء الدين المحمدي على هدي النص القرآني والتجربة الإنسانية
إسلامُ حياةٍ مزدهر ولا إسلامُ نظرياتٍ قاتل


إختتم معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية مؤتمر "دور القرآن الكريم في نهضة الأمة ووحدتها" والذي أنهى جلساته لليوم الثاني والأخير في مركز معهد المعارف في بيروت – لبنان. 

وقد تطرق المجتمعون في جلسات اليوم الثاني للمؤتمر إلى عناوين عديدة تتعلق بالقرآن الكريم وثقافة الحياة،تجربة ثقافة الإسلام الحركي،الخطاب النهضوي في القرآن الكريم،فرضية التجربة النبوية وعلمنة الإسلام،وغيرها من الموضوعات العلمية والدينية.
 

أما الجلسة الأولى من اليوم الثاني والأخير للمؤتمر،فقد ترأسها رئيس الهيئة السنية لنصــرة المقاومــة في لبنــان الشيخ ماهر مزهر،وتلاه في الحديث الدكتور خسوبناه من الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث تتطرق إلى الحديث عن فرضية التجربة النووية وعلمنة الإسلام. 

المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان: إلتزام إيران براية القضية الفلسطينية كان الدافع لنجاح الثورة إلى جانب إتخاذها من القرآن دستوراً للحياة
بعد ذلك،كانت كلمة للمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمد حسن

رئيس زاده الذي تحدث عن نجاح الثورة الإسلامية في إيران كنموذج يُحتذى لكل مجتمعات وأمم العالم. 

في هذا السياق،رأى السيد رئيس زاده أن نجاح الثورة الإيرانية كان بإرتكازها على ثلاثة مرتكزات، أولها الإلتزام بالقرآن الكريم كدستورٍ للبلاد، والتمسك بالقضية الفلسطينية كراية لطالما رفرفت عى ربوع مؤسسات الجمهورية الإسلامية،إلى جانب التمسك بالسنة النبوية الشريفة لآل البيت عليهم السلام. 

كما لفت السيد رئيس زاده إلى أن تطبيق العدالة في كل أصقاع العالم لا يتم إلا بمحاكمة الطغاة ومواجهتهم،كما حصل في الثورة الإيرانية مع الشاه. 

الدكتور عادل بلكحلا:من اهم الأمور تحديد المفهوم الوطيفي للقرآن الكريم
من جهته،تحدث الدكتور عادل بلكحلا من تونس دور النص القرآني في نهضة الأمة تحت عنوان "التفسير عند أبي القاسم حاج حمد"،حيث تطرق إلى ثلاثة محاور في ورقته البحثية أولها كان تحديد المفهوم الوظيفي للقرآن الكريم،يليها التدبر في النصوص القرآنية وتفسير النصوص القرآنية بطرق عدة. 

أما الجلسة الثانية فترأسها الدكتور هشام نشابة الذي أثنى على عمل معهد المعارف الحكمية البارز على صعيد الدراسات الدينية والفلسفية والإصدارات والترجمات العربية للفلاسفة المسيحيين الأجانب ،كما نوه الدكتور نشابه بالمواضيع التي يطرحها المعهد على صعيد الفكر الديني بكل مذاهبه وأطيافه. 

الدكتور نشابة:عندما ندرس القرىن فإننا ندرس المقدس فإعلموا أن ما تقولون يرتبط بأعمق ما في النفس الإنسانية من مشاعر وأرقى وأسمى ما فيها من قيم
كذلك رأى الدكتور نشابة أن "العلم بما يقوله ويعتقده الآخر ضرورةٌ وواجب،إما لتعزيز المعرفة
في نفوسنا،وإما لتقدير ما يقوم به غيرنا في سبيل الدين والمعرفة أو من باب إعرف عدوك". 

وفي إطار عنوان المؤتمر قال الدكتور نشابة " إن هذا المؤتمر يتناول كتابنا الذي يجمعنا كتاب الله عزوجل فيجب مقاربة المواضيع التي نتناولها فيه بكثير من الدقة،وعلينا أن نعلم أننا حين ندرس القرآن الكريم فنحن ندرس المقدّس ولذلك إتقوا الله في أنفسكم وفيما تقولون وإعلموا أن ما تقولون يرتبط بأعمق ما في النفس الإنسانية من مشاعر وأرقى وأسمى ما فيها من قيم". 

الشيخ جرادي:في العلاقة بين النص الواقع فإن كلاهما يكشف بعضه بعضاً فمن دون الواقع لا يمكن فهم القرآن ومن دون النص القرآني لا يمكن فهم الواقع
بدوره،وتحت عنوان "الجدل بين النص والواقع"،تحدث الشيخ شفيق جرادي عن العلاقة الجدلية بين النص القرآني من جهة وبين التطبيق في أرض الواقع أي في الحياة الطبيعية اليومية للفرد والأمة. 

وقال في هذا السياق، "المقصود في جدل النص والواقع،أن أي نص ديني هو عبارة عن هوية الدين الذي ينبثق عنه هذا النص المكتوب،وهو هنا القرآن الكريم،أما الواقع فهو هذه الأمور الحياتية العامة بنظرته الأولى والتي يخوضها الإنسان في مسرح حياته الطبيعية والتي تتبدل بتبدل الأعراف والتقاليد وما إلى ذلك". 

كما أضاف
"وقد إختلف البعض في تحديد معنى الواقع ففي حين رأى باحثون أنه فلسفة ورؤية العصر الذي يتواجد فيه،وجد آخرون وهو التحديد الأدقّ بأن الواقع هو عبارة عن مجموعة القيم التي نتمسك بها وتعبر عن واقعنا". 

من هنا أوضح الشيخ جرادي الفكرة بالقول " في العلاقة بين النص الواقع فإن كلاهما يكشف بعضه بعضاً فمن دون الواقع لا يمكن فهم القرآن ومن دون النص القرآني لا يمكن فهم الواقع و عندما نتحدث عن علاقة بين النص والواقع فنحن لا نتحدث عن أمرين متناقضين ،الموجود فعلاً من حيثيات التناقض ليس الواقع نفسه بل القيم التي جعلها الناس لهذا الواقع،وهناك قيم يمكن أن تسود في أي زمن ما وهي قيم القطيعة بين الدنيا والوحي السماوي، وإذا ما قامت القيم على هذا الوحي فحتماً نحن أمام نص قرآني يتناقض مع هذا الواقع،أما حين نتحدث عن القيم الفطرية فنحن نتحدث حينها عن قيم موصولة بالوحي فلا قطيعة بين الواقع والنص". 

وأشار الشيخ جرادي إلى أن هناك محاولة بدأت ولكنها تيتّمَت ولكن يُعادُ إحياؤها اليوم من جديد،المحاولة التي بدأت ثم إنتهت كانت تحت عنوان مشروع إسلامية المعرفة والتي أرادوا منها إسقاط النص القرآني على العلوم الطبيعية وقد حُكم عليها بالفشل منذ البداية. 

كذلك أوضح الشيخ جرادي "اليوم هناك طرح في مؤسسات إيرانية كبرى يتحدث عن ضرورة الإستهداء بهدي القرآن وإكتشاف المعرفة البشرية في قيمها
المتصلة مع الوحي،حينما نستهدي بقيم التوحيد الموجودة بعلاقتها بالواقع وحينما نخوض إسلام الحياة. 

وختم بالقول "قتلنا إسلام النظريات المجردة وحولنا من أقصى فكرة الخلافة الإسلامية إلى أقصى فكرة الدولة المدنية،فإسلام الحياة ضرورة لنستخرج الأطر المعرفية التي نراعي فيها تجربتنا كما نستهدي بأصول هدي الوحي القرآني حينما نكون بلا ذات وبلا هوية وهذه التجربة هي في بداياتها على أمل أن يُكتب لها النجاح". 

د.نور الدين:القرآن في تجربة ثقافة الإسلام الحركي
إلى ذلك،تطرق أستاذ معهد العلوم الإجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتور نجيب نور الدين من لبنان إلى موضوع القرآن في تجربة ثقافة الإسلام الحركي،أوضح فيه كيف يتحول النص القرآني إلى ثقافة الإسلام الحركي أي تحول مضمون النص إلى عناصر تتبناها جماعاتٌ من الناس لمحاولة تجسيدها على أرض الواقع.

كما رأى في سياق متصل أن المشكلة في تشتت الفرق الإسلامية هو أن معظم الفرق تتعاطى مع القرآن بطريقة نمطية وليست حركية فيما الأسلوب الحركي يجعلنا نطبق النص على الواقع.

الشيخ الترنيني:ضرورة الغوص في الخطاب النهضوي في القرآن الكريم
من جانبه،أكد عضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ عبد القادر الترنني على ضرورة الغوص في الخطاب النهضوي في القرآن الكريم كما أهمية التدبر في أياته لأن الأمة الإسلامية لن تقدر على مواجهة الأعداء والصعاب من دون الإيمان بالخطاب النهضوي القرآني.

إعداد وتغطية: ياسمين مصطفى

https://taghribnews.com/vdcc0sqsp2bqss8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز