يعاني لاجئو الروهينغيا في مخيمات اللجوء ببنغلاديش، ظروفا صعبة بسبب القيود المفروضة، والتي تدفعهم للمجازفة بحياتهم على مراكب الهجرة غير الشرعية، أملا في الوصول إلى بلد يمنحهم حرية التجول وتلقي التعليم، ويجدون فيه فرص عمل.
شارک :
وتفرض السلطات البنغالية قيودا مشددة على الروهينغيا الفارين من ميانمار، والذين برزت قضيتهم مؤخرا مع مأساة مراكب اللاجئين العالقة وسط البحر، جنوب اسيا.
وأوضح اللاجئ زاهد حسين(28 عاما) المقيم في أحد المخيمات قرب الحدود مع ميانمار، أن 250 ألف شخص يعشيون في المخيم، ولا يسمح لهم بالخروج منه، مشيرا أنه جاء إلى بنغلادش عندما كان بعمر الخامسة.
ولفت حسين أن مهربي البشر يخدعون اللاجئين ويقنعونهم بالهجرة غير الشرعية إلى ماليزيا، ويعدونهم بتوفير عمل لهم هناك، مقابل مبلغ من المال.
بدوره ذكر أحد موظفي الإغاثة الذي يهتم باللاجئين القادمين من أراكان الواقعة شرقي ميانمار، ورفض الكشف عن هويته، أن الاعتقال التعسفي يعد من أبرز المشاكل التي يعاني مهنا الروهينغيا في بنغلادش.
ورغم أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة وزعت بطاقات على 32 ألفا من سكان المخيمات، إلا أن الشرطة البنغالية لا تعترف بها عموما على حواجز التفتيش، حسبما أفاد الناشط المدافع عن حقوق الروهينغيا زافور عالم ديبو، الذي يملك صيدلية في المنطقة.
ولفت ديبو أن الشبان الروهينغيا يعانون صعوبات مختلفة في بنغلادش، لا سيما حرمانهم من حق التعليم، لافتا أن السلطات البنغالية كانت تسمح للاجئين الروهينغيا المسجلين، بارتياد المدارس حتى سن الثالثة عشرة، ومن ثم خفضت ذلك إلى الحادية عشرة قبل 2014.
وأردف ديبو أن أطفال اللاجئين غير المسجلين لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس إطلاقا، وأن الكثير من المدارس لا تقبل أبناء الروهينغيا حتى لو كانوا يحملون بطاقات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
ويشكل الفقراء من سكان بنغلاديش والروهينغيا المحرومون من الجنسية الميانمارية، جل المهاجرين غير الشرعيين في جنوب اسيا، حيث يبحث البنغاليون عن فرص عمل في ماليزيا او إندونيسا، فيما يغامر المهاجرون الروهينغيا بحثا عن حياة أفضل، بعيدا عن ميانمار التي لا تمنحم حق المواطنة.
وأعلنت أندونيسيا وماليزيا، الأربعاء المنصرم في بيان مشترك صدر عقب مباحثات ماليزية، أندونيسية، تايلاندية جرت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، عن عزمهما توفير مأوىً مؤقت لمدة عام للمهاجرين من بنغلاديش ومسلمي إقليم أراكان في ميانمار، (الروهينغيا) الذين تخلى عنهم مهربو البشر في عرض البحر.
جدير بالذكر أن مسلمي الروهينغيا يعيشون في مخيمات وبيوت بدائية بولاية "أراكان" في ميانمار، فيما تحرمهم السلطات الحكومية من حق المواطنة منذ عام 1982، بينما تصفهم الأمم المتحدة بـ "أقلية دينية تتعرض للأذى"، وبعد اندلاع أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغيا في حزيران/يونيو 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم الهجرة إلى ماليزيا، على أمل الحصول على فرص عمل، ما أوقعهم في قبضة تجار البشر، بينما وصل عدد كبير منهم عن طريق البحر إلى السواحل التايلاندية.
وعثرت السلطات التايلاندية عام 2014، على أعداد كبيرة من مسلمي الروهينغيا، جمعهم تجار البشر في منطقة الغابات، جنوب تايلاند، بشكل سري، وفي مطلع أيار/مايو الجاري، تم رصد مخيم سري للعمال المهاجرين، بولاية "سونغ خلا"، جنوب تايلاند، حيث عثرت قوات الشرطة أثناء البحث في المكان، على بقايا جثث 32 من مسلمي الروهينغيا.