تعتبر بشكيريا أكبر جمهورية إسلامية ذات حكم ذاتي ضمن روسیا. هذا الإقليم المتعدد القوميات والأديان، والمتنوع الثقافات، يعد من أغنى الأقاليم الروسية، ويشتهر بالصناعات النفطية وإنتاج العسل الطبيعي.
شارک :
أنغام "القوبيز" تصدح لحناً متواصلاً فوق سهوب بشكيريا... منذ قرون غابرة وهذه القيثارة الشفوية، ترافق قبائل البشكير في استقرارهم وترحالهم. لكن البشكير غدوا اليوم جمهورية ذات سيادة وبحبوحة عيش، بفضل نعٓم الله عليهم من ثروات المعادن والطبيعة. بيوت الشعر ومحتوياتها باتت اليوم شاهداً على تراثهم وثقافتهم. وتقول سفيتلانا فوروبيوفا من المتحف الوطني البشكيري، إن البشكير تنحدر أصولهم من قبائل البدو الرحل، لذا كان لا بد أن تكون بيوتهم متنقلة وسهلة التفكيك والتجميع". تضيف إن "بيوت الشعر التي تسمى "يورتا" تعد بيوتاً تقليدية للبشكير، وبعض الأقوام الأخرى مثل القرغيز والمغول". تقاليد بشكيريا أصيلة تجذب السياح من كل مكان... فالصناعات الحرفية المتوارثة عن الآباء والأجداد، تجلب السياح لما فيها من إبداع وجمالية وأصالة، وهذا ينطبق على اللباس الشعبي والتحف والحلي والسلاح الأبيض.
آزاد نعمتيانوف، مدير مشروع متنزه الوطن يقول إن "البشكير اشتهر منذ مئات السنين بصناعة السلاح البارد، خاصة السيوف والخناج، وقد منح الحدادون البشكير من مدينة زلاتؤوست التي تقع حالياً في مقاطعة تشيليابنسك المجاورة، ترخيصاً سامياً لصب السيوف للبلاط، ولكبار ضباط الجيش القيصري، وكهدايا تقدم للأمراء والملوك الأجانب".
"من لم يذق العسل البشكيري لم يذق العسل أصلا"... إذ أن العسل البشكيري هو من أبرز بطاقات التعريف بهذه الديار... فقد اشتهرت به قبل اكتشاف النفط هنا بقرون.
إلدار كوداكاييف، اتحاد منتجي العسل البشكيري قال "في العقدين الأخيرين إسترجعنا تقاليد انتاج العسل البشكيري الذي فقدناه في العهد السوفييتي"، مضيفاً أنه "أيام روسيا القيصرية كان العسل البشكيري معروفاً في كل أرجاء العالم". "بشكيريا اليوم... رجل في الماضي وأخرى في المستقبل... البطل القومي البشكيري صلوات يولاي ينشد في إحدى قصائده "إذا غنى البلبل في ربوعك يا بلادي، لاصطفت الجبال في العلا... وإذا دوى صوت المؤذن تذرعاً لله لانفطرت السماء...". العسل والنفط سمتان تميزان بشكيريا التي تعتبر أكبر جمهورية إسلامية في الاتحاد الروسي. عسلها الذي يعتبر الأفضل عالمياً، يصدر إلى أكثر من مئة بلد. أما مشتقاتها النفطية، فهي الأكثر رواجاً في روسيا ودول الجوار.