مصر والأردن والعراق تؤكد أهمية مشروع خط النفط بين البصرة والعقبة
تنا
أكدت مصر والأردن والعراق أهمية مشروع أنبوب خط النفط العراقي الرابط ما بين مدينتي البصرة والعقبة ، مشددة على أن هذا المشروع يعد مشروعا تكامليا ومهما للدول الثلاث.
شارک :
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزراء البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا والطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور إبراهيم سيف والنفط العراقي عادل عبدالمهدي بمقر وزارة الطاقة الأردنية بعمان.
من جهته، أكد المهندس طارق الملا أهمية هذا المشروع خاصة وأنه يربط البنى التحتية بين الدول الثلاث لا سيما في مجال الطاقة ، علاوة على أنه يعد قيمة مضافة للأطراف الثلاثة حيث سيفتح منافذ تسويقية مختلفة ، كما أنه يعتبر فرصة لتكرير الخام العراقي بمعامل التكرير المصرية.
ووصف الملا مشروع أنبوب خط البصرة/العقبة بأنه مشروع أمن قومي وتكامل إقليمي ويصب في مصلحة الدول الثلاث ، مؤكدا أن هناك اهتماما بين الحكومات والدول على ضرورة إتمام هذا المشروع القومي الوطني في أسرع فرصة.
من ناحيته، قال وزير الطاقة الأردني: "إننا جددنا اليوم التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء خط النفط العراقي ما بين البصرة والعقبة ، ومن المقرر أن تجتمع اللجان الفنية للدول الثلاث يوم 25 نوفمبر الجاري بعمان للمتابعة وللبحث عن الصيغة الفنية للمشروع".
وأضاف أن هذا المشروع يشكل أحد روابط العمل العربي المشترك ومصلحة مشتركة وبشكل متكافيء للدول الثلاث ، معربا عن التفاؤل بأن المشروع سيرى النور، وسيتم البدء في خطوات عملية لتنفيذه، مبينا أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم تشكل الإطار العملي لتنفيذ المشروع.
وبدوره وصف وزير النفط العراقي المشروع بأنه "استراتيجي" للعراق خاصة بعد أن فقد الكثير من منافذه التصديرية بسبب الأوضاع التي تشهدها المنطقة ومنها أعمال "داعش" الإرهابية، علاوة على أنه يعد مشروعا مهما للدول الثلاث.
وقال إنه من المتوقع أن تزيد طاقات العراق التصديرية والإنتاجية خلال الفترة القادمة بشكل متسارع، مؤكدا أن أنبوب البصرة/العقبة يعد شريانا أساسيا بالنسبة للعراق.
وأشار إلى أن المسار القديم كان يمر من البصرة إلى وسط العراق ، ثم محطة الحديثة ثم يتفرع فرعين إلى الأردن وسوريا ولبنان بطاقة تبلغ مليونين و250 ألف برميل ، ويرتبط ذهابا وإيابا بأنبوب من الحديثة إلى كركوك إلا أنه تأخر خلال الأعوام الماضية للأسباب الأمنية المعروفة .. قائلا "لذلك فكرنا بإيجاد خط إضافي ليس بديلا عن خط البصرة - الحديثة - الأردن وإنما للحفاظ عليه وعندما تتحسن الأمور الأمنية سنعود إليه لأننا نحتاج إليه نظرا لأهميته وجدواه الاقتصادية".
ولفت وزير النفط العراقي إلى أن هناك خطا إضافيا يقترب من الحدود السعودية ويدخل الأردن ويتصل بالزرقاء ثم بالعقبة وكذلك يتصل بمصر سواء عبر السفن الناقلة أو من خلال الأنابيب لاحقا.
وأوضح أن هذا العمل كبير حيث تم البدء في إنجاز كافة الاستعدادت الفنية ، وأنه من المأمول بدء العمل في الخط بشكل جدي في النصف الثاني من العام القادم 2016 من حيث التمويل، منوها بأن جميع الدراسات الجيولوجية والفنية قد أنجزت.
ووصف مذكرة التفاهم التي وقعت بأنها تعد خطوة مهمة إلى الأمام، قائلا: "إنه تم الاتفاق على اللقاء بشكل دوري سواء على صعيد اللجان أو الوزراء لمتابعة هذا الموضوع لأنه لا يرتبط فقط بأبعاد اقتصادية وإنما أيضا بأبعاد قومية وسياسية مهمة"، مؤكدا أن هذا الخط الإضافي "آمن" وأنه قد قلص المسافة من 685 كم إلى 490 كم ومن الممكن أن يستغرق العمل فيه ثلاث سنوات.
وردا على أسئلة الصحفيين..قال وزير الطاقة الأردني "إن البدء التنفيذي في المشروع سيكون تقريبا مع منتصف العام القادم"..مؤكدا على أن هناك إرادة سياسية لدى الدول الثلاث لتنفيذ هذا المشروع والدفع بهذا الاتجاه.
وأضاف أن هناك رؤية مشتركة بين الدول الثلاث على أهمية السير قدما في تنفيذ هذا المشروع ، فضلا عن أن الظروف التي تمر بها المنطقة تعد حافزا لتنفيذه..مؤكدا أن جميع الأطراف المشاركة في هذا المشروع ستكون رابحة ولن يكون هناك خاسر كما أنه سيغير من طبيعة الحوار الجاري وسيكون أحد المشاريع الإقليمية يفيد الأطراف الثلاثة.
وردا على سؤال حول خط الغاز العربي..قال الوزير المصري إن هناك ترتيبات بين البلدين للاستفادة من هذا الخط ، ونحاول تعظيم الاستفادة من البنية التحتية الموجودة.
وكانت حكومات الدول الثلاث قد وقعت في مارس 2014 بروتوكول تعاون مشترك في مجال الطاقة تشتمل على ربط العراق بخط الغاز العربي الممتد بين مصر والأردن للاستفادة من الطاقات الفائضة من الغاز العراقي.
واشتمل البروتوكول أيضا على مد خط أنابيب لنقل النفط الخام من العراق يمر عبر الأردن حتى ميناء العقبة لاستغلال الطاقات الفائضة من النفط الخام العراقي لتلبية احتياجات الأردن مع وجود خطة مستقبلية لمد الخط إلى مصر.