"يديعوت أحرونوت": الهجوم الصاروخي الإيراني على "داعش" رسالة إلى العالم
تنا
علّقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على القصف الصاروخي الإيراني على معقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، معتبرة أن "الهجوم الإيراني في سوريا يوم الأحد هو إشارة تحذير ليس فقط لـ"إسرائيل"، إنما لدول الخليج (الفارسي) وللولايات المتحدة أيضاً" .
شارک :
واشارت أن "الهجوم الصاروخي هذا يشير إلى تصعيد "التدخل" الإيراني في سوريا، وفي حال أصابت هذه الصواريخ فعلاً أهدافها من مسافة أكثر من 600 كلم، فإن هذا الأمر يظهر عملياً أن لدى إيران خيارات إضافية للتعامل مع "إسرائيل"، غير استخدام حزب الله"، على حد تعبيرها.
وزعمت الصحيفة أن "إيران حاولت عبر الهجوم الصاروخي تحقيق عدة أهداف. الهدف الأساس هو تحسين صورة نظام "آيات الله" في إيران، بعد الضربة "الدعائية" التي تلقاها عندما نفذ مخربو "داعش" سلسلة عمليات ضد رموز السلطة والنظام في إيران"، على حد زعمها.
وأشارت إلى أن "عمليات الأسبوع الماضي حرّكت الشعور الأمني لدى المواطنين الإيرانيين وقضمت من انطباع عدم تعرض نظام "آيات الله" والحرس الثوري لأي سوء، لذلك، الرد الإيراني كان معقداً، ومتواصلاً ونُفذ عبر مرحلتين أساسيتين"، على حد قولها.
والمرحلة الأولى، بحسب يديعوت، كانت "تحديد مرسلي المنفذين، الذين هم إيرانيون وعملوا بشكل علني بأمر من "داعش"، ويتواجدون في إقليم بلوشيستان الواقع في شرق إيران وفي إقليم الأهواز الواقع في غرب إيران"، فيما رأت أن "المرحلة الثانية في الرد كانت إنزال ضربة لـ"داعش" نفسه في سوريا، بواسطة صواريخ أرض- أرض بهدف قتل عناصر "داعش" في معقلهم وإظهار أنهم ليسوا في مأمن من ذراع إيران الطويلة، هذه الضربة على منشآت "داعش" وتجمعات التنظيم في دير الزور وفي تدمر تساعد أيضاً النظام السوري والروس".
واعتبرت يديعوت أحرونوت أن "الهجوم الإيراني الصاروخي يساعد الحلفاء في سوريا إضافة إلى الضربة نفسها التي تعرض لها "داعش". وقالت "أصل عرض قدرة الاستهداف بشكل دقيق بواسطة صواريخ على مسافة 600 إلى 700 كلم في خط جوي هو "عرض عضلات" لإيران هدفه إعطاؤها هيبة وردع كقوة عظمى، لأنه حتى الآن فقط الولايات المتحدة وروسيا أطلقتا صواريخ دقيقة إلى مسافات كهذه في إطار الحروب في الشرق الأوسط"، على حد وصفها.
وتابعت الصحيفة "عندما تطلق إيران صواريخ أرض-أرض إلى مسافة كهذه، فإنها تكسب لنفسها مكانة وهيبة دولة عظمى عسكرية، وإقليمية وربما حتى عالمية. ويمكن الاعتقاد أن إيران أطلقت أيضاً صواريخ جوالة وصواريخ باليستية من أنواع مختلفة لاستغلال الفرصة لتجربة مستوى دقة الأسلحة البعيدة المدى التي بحوزتها"، مشيرة الى أن "كل هذه المعطيات ينبغي أن تثير الكثير من القلق والاهتمام في "إسرائيل" لأن من يقدر على إطلاق صواريخ من كرمنشاه الواقعة في غرب إيران ومن كردستان في شمال إيران على أهداف واقعة في الشرق وفي شمال شرق سوريا، فهو قادر بنفس الصواريخ على ضرب الجولان في "إسرائيل" وربما أيضاً أماكن أخرى".
واستنتجت الصحيفة أن "هذه لم تكن الكلمة الأخيرة للإيرانيين، وهم حتى لم يخفوا أنهم يملكون منذ سنوات صواريخ شهاب 3 التي يصل مداها إلى مسافة 1400 كلم، يوجد أيضاً صواريخ يصل مداها إلى مسافات أبعد، أي 2000 كلم وأكثر. لكن هذه الصواريخ ليست دقيقة"، لافتة الى أنه "من المعروف أيضاً أن لدى إيران صواريخ جوالة ذاتية الصنع، لكن الإيرانيين أخفوا ذلك حتى الآن. لذلك فإن هجوم الصواريخ الإيراني على أهداف "داعش" في شرق سوريا هو مسألة ينبغي أن تشغل "إسرائيل" أيضاً على المستوى الديبلوماسي".
وختمت بالقول "لذات السبب ينبغي أن يستخدم هذا الهجوم كإشارة تحذير للدول العربية في الخليج أيضاً التي تعتبر مع المعسكر "السني المعتدل" الموالي للولايات المتحدة". وأضافت "حقول النفط التابعة لهذه الدول ومنشآتهم العسكرية موجودة على مسافة حوالي 400 كلم من الأراضي الإيرانية ولذلك هم عرضة للهجوم أكثر، وينبغي للولايات المتحدة أيضاً أن تكون قلقة لأن قواعدها الجوية والبحرية وقيادتها في قطر والبحرين موجودة في مرمى الصواريخ الإيرانية، ولذلك فإن لهذا الهجوم مدلولات ليست فقط إقليمية بل عالمية أيضا".
وفي سياق متصل ذكر موقع "والاه" نقلاً عن مصادر سياسية صهيونية أن 7 صواريخ ايرانية ضربت دير الزور، وقدّرت المصادر أن "إطلاق الصواريخ الإيرانية في سوريا هو رسالة لإخافة دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية، وهو أيضاً اختبار للسياسات الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، ويعتقدون في "إسرائيل" أن الرسالة التي رغبت إيران في تمريرها عندما أطلقت سبعة صواريخ من نوع "ذو الفقار" لمسافة 700 كلم لم تكن موجهة إلى قادة "داعش" و"ناشطيه" الذين نفذوا العملية في طهران في مطلع الشهر".
وأضافت المصادر نفسها في "تل أبيب" أن "الهدف من ناحية الإيرانيين هو إظهار وجود قوة بواسطة الأسلحة التي استخدموها، هم يقولون عملياً نحن هنا لكي نبقى، نحن لاعب مستقل ولا تنسوا ذلك".
وبحسب الموقع، فإنه "يدور الحديث عن رسالة موجهة لكل دول المنطقة وللدول العظمى العاملة في سوريا،" وقدرت المصادر أن "تهديدات إيران موجهة بشكل أساسي إلى السعودية التي ترى في إيران دولة عدوة تسعى إلى إضعاف مكانتها".
ولفت الموقع الى ان "أن تقديرات المصادر السياسية تنسجم مع الانتقاد الذي أثير في القدس (المحتلة) بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين الغرب والجمهورية الإسلامية، حينها صرّحت مصادر سياسية ضد الاتفاق بحجة أن فيه "ثغرات" وهو يبقي مشروع الصواريخ الإيرانية بدون مراقبة جوهرية، فالصناعة العسكرية "الإسرائيلية" تطور وتصنع الأسلحة، ومنظومات سلاح، وطائرات، وقطعا بحرية، لكن مصدر القلق في المؤسسة الأمنية في "إسرائيل" هو مشروع الصواريخ ذات المديات المختلفة."
وقالت المصادر أيضاً ان "الخطوة التي قامت بها إيران هدفها أيضًا اختبار السياسات الأميركية في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص مستقبل سوريا والمنطقة"