معاون وزير الخارجية المصري الاسبق عبد الله الاشعل ينتقد بشدة سياسة التجاهل المتعمد للحكومة المصرية تجاه تآمر الامريكان والصهاينة في اهدار حقوق مصر المائية , ويتهم النظام بالتواطئ مع الصهاينة ضد الشعب المصري .
شارک :
وكالة أنباء تقريب(تنا) أكد دبلوماسيون وخبراء سياسيون أن اتفاقية "كامب ديفيد" التي وقَّعتها مصر مع الكيان الصهيوني فتحت الباب على مصراعيه أمام التوغل الصهيوني في إفريقيا، بعد أن ارتمت مصر في أحضان أمريكا والغرب، وتجاهلت النفوذ الصهيوني المتصاعد في دول حوض النيل.
شددوا في الندوة التي نظَّمتها لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مساء الجمعة ، على أن فشل الدبلوماسية المصرية في التعامل مع أزمة حوض النيل وضعف موقفها، انعكاس على الأوضاع الداخلية، وما تشهده من ضعف وتراجع.
وقال الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: إن السفراء المصريين قبل ذهابهم إلى الدول الإفريقية كان يتم تنبيههم أن لا يتدخلوا في أمر التغلغل الصهيوني، مشيرًا إلى أن الوضع المزري في علاقات مصر بدول حوض النيل وطريقة تعاملها مع الملف وصل إلى قيام الكيان الصهيوني بعرض وساطته بين مصر ودول النيل؛ لكي يحل المشاكل العالقة بين الطرفين.
واستنكر الأشعل التجاهل المتعمد من الحكومة المصرية للتآمر الواضح من قبل الصهاينة والأمريكان؛ لإهدار حقوق مصر المائية، رغم أنهما حليفين للنظام، قائلاً: "فإما أن النظام المصري متواطئ مع الصهاينة ضد شعب مصر، وإما أنه وصل لدرجة من السذاجة تجعله يتحالف مع من يتآمر عليه".
وأشار إلى أن قضية مياه النيل ليست قضية نظام، وإنما هي قضية وطن يجب أن تتضافر جهود الجميع؛ لتلافي الأخطاء السابقة، وحماية حقوق مصر التي ستضيع بسبب التصرفات العشوائية من قِبَل الحكومة المصرية في العديد من القضايا المصيرية.
وأوضح الدكتور إبراهيم نصر الدين "مدير معهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة" أن السياسة الخارجية المصرية المهترئة هي انعكاس للسياسة الداخلية للحكومة؛ حيث من الطبيعي أن يعتريها الضعف؛ لأن الوضع الداخلي المصري ضعيف.
وقال: "مصر كانت في الماضي قوية ومتماسكة داخليًّا، ما انعكس على تعاملها الخارجي، فكانت لها هيبة تجبر بقية الدول على احترامها ".
وأضاف أن مصر ليس لها أي بريق يجذب الدول الإفريقية لكي تقتدي بها، فلا نحن قوة اقتصادية عالمية صاعدة، مثل "ماليزيا" و"تركيا"، ولا قوة عسكرية لها هيبتها، ولا قوة سياسية ديمقراطية يقتدي بنا الآخرون، ولا قوة علمية وتكنولوجية تجعل الآخرين يرتبطون بنا.
وأشار نصر الدين إلى أن انكماش مصر على نفسها وتضاؤل قوتها الناعمة في محيطها أدَّى إلى تصاعد قوى أخرى في القرن الإفريقي، مثل "إثيوبيا" التي تدخل "الصومال" دون أدنى اعتراض، وتشتبك مع "إريتريا" دون موقف مصري، وتبني السدود، وأصبحت حجر زاوية في السياسة الغربية في القرن الإفريقي، ويتصاعد دورها دون أي تحرك مصري لمنافستها وإعادة التوازن الذي اختل في منطقة حوض النيل والقرن الإفريقي.
وأضاف أن المشكلة الحقيقية ليست في مياه النيل، فهي أزمة محتملة وليست مؤكدة؛ لعدم قدرة دول الحوض على منع المياه عن مصر بطريقة عملية، مشيرًا إلى أنها مجرد دعاوى لصرف الأنظار عن مشكلة أكبر تهدد مصر، وهي التغلغل الصهيوني في محيط مصر الإستراتيجي، خاصة مع تهديد جنوب السودان بالانفصال عن شماله.