النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فخ سقط فيه الكثيرون
شارک :
وكالة انباء التقريب(تنا): لقد سمعنا كثيراً عن ذلك الشيخ الشيعي الذي يسب ويلعن السيدة عائشة أم المؤمنين ولكن لم نسمع صوته ونرى صورته إلا على قنوات سنية وللأسف!!! وكأن اصحاب القنوات متطوعون بنشر الفاحشة وبعضهم غير متطوع.
- هذا الشيخ اسمه ياسر الحبيب بالله عليكم هل سمعتم باسمه من قبل؟؟ فمن لمعه واذاع صيته ؟؟ هذا الرجل لم يدرس لا في النجف ولا في قم ولا في أي حوزة علمية معروفة عند الشيعة, سجن في الكويت, ويحمل الجنسية البريطانية هربوه من الكويت ووصل إلى بريطانيا بسلام,وأطلق سمومه من هناك!! بالله عليكم, ألا يدل المكان "المنصة" التي أطلق منها سمومه على خلفيته؟؟ ودوافعه؟؟ والزمان الذي يتم فيه تصفية قضية فلسطين والقدس!!! والامة في نوم عميق الا يدلنا هذا على شيء؟؟؟
- وسؤال آخر يطرح نفسه ماذا كانت ردة الفعل؟؟ عند السنة؟؟ وعند الشيعة؟؟
صدر عن كثير من علماء الشيعة استنكارات وفتاوى بتحريم سب السيدة عائشة ابتداءً من فتوى السيد فضل الله القديمة بتحريم سب الصحابة مرورا بالمجمع العالمي لأهل البيت إلى علماء الشيعة الكويتيين وآخرها من المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية السيد علي الخامنئي أعلى مرجع شيعي في العالم, وقد لاقت هذه المواقف ترحيبا من شيخ الأزهر وكثير من علماء السنة أثنى على ذلك.
أما السنة... فقد صدر عن كثيرين انفعالاتً وردود أفعال خرجت عن ضوابط الإسلام والعقل والمنطق والأخلاق والعلم حتى من بعض من كنا نتوسم فيهم الحكمة والعلم والفقه, طار كل ذلك منهم أمام هذه الفتنة وسقطوا فيها. وقد رأيت نموذجاً من بعض العلماء فلا عتب على الأميين والجهلة....كنت أقلب في القنوات الفضائية فرأيت رجلاً يلبس عمامة شيعية وكأن صورته مأخوذة من هاتف جوال والصوت والصورة غير واضحين فإذا هو الشيخ "البريطاني" الذي سمعنا عنه، تكلم بكلام مزعج مقزز لا يصدر عن إنسان مسلم صادق، وعندي على ذلك أدلة سأذكرها.
ولكن بعد أن أذكر ردة الفعل التي أزعجتني أكثر مما أزعجني كلام الشيخ البريطاني، وهذه بعض جوانب ردة الفعل لعالم من أهل السنة لطالما اتسم بالعلم والحكمة: أولاً : يقسم أربعة أيمان أن ياسر البريطاني ليس ابن ابيه / وهذا فيه معصيتان كبيرتان: الأولى يمين الغموس – الذي يعتبر من أكبر الكبائر ولا كفارة له إلا النار وهو أن يقسم على شيء يعلم عدم صحته فهل كان فضيلة الشيخ الحكيم مع أم ياسر في فراشها عندما حملت به ليعلم أنه ليس ابن ابيه؟ - ثم قال إنه ابن متعة وابن مفاخذة, وطويلب العلم البسيط يعلم حكم نسبة ولد المتعة وأن المفاخذة لا ينتج عنها حمل... ثانياً : يقسم الشيخ أن هدفه في الحياة هو قتل ياسر الحبيب حتى لو تاب الأخير. فهل القتل هان بهذا الشكل؟ وحتى لو استحق احدهم القصاص او القتل حدا. فمن المخول شرعاً بإقامة الحدود؟؟؟ وتطبيق أحكامها الكثيرة؟؟؟ والادهى من ذلك قوله حتى لو تاب .. فهل التائب يعاقب؟ في أي دين هذا؟ مالكم كيف تحكمون؟
قد يقول البعض أن الشيخ وغيره من الشيوخ أخرجهم عن الحكم الشرعي والمنطق شدة الغضب لزوجة النبي (ص) فأين نحن من الحديث "الشديد من يملك نفسه عند الغضب"؟؟ .و هل كان مستوى الغضب هذا بنفس الدرجة عند الإساءة للنبي "ص" نفسه؟؟؟؟ وعند الإساءة للقرآن؟؟ وعند قتل المدنيين والأطفال والنساء ,و دم المسلم اعظم من حرمة الكعبة؟؟ وفي تهويد القدس وتصفية قضية فلسطين ؟ والله إن كثيراً من الغاضبين للسيدة عائشة رضي الله عنها لا يعرفون من هي السيدة عائشة وقد سمعت من أناس هجوما على "الشيعة" لأنهم يسبّون السيدة عائشة!! فسألتهم ماذا تعرفون عن السيدة عائشة؟؟ قالوا أليست بنت سيدنا محمد؟؟!!! وآخرون من الغاضبين والله لا يعرفون جهة القبلة ولا عتب عليهم طالما أن "العلماء" قد سقطوا بهذه الفتنة.
ثالثاً : والأخطر من ذلك كله مشكلة التعميم فقد سمعت من هذا الشيخ ومن غيره ثم من عوام الناس – انظروا إلى الشيعة يسبون ويلعنون!! ولكن الذي سب ولعن واحد من الشيعة إن كان حقا ينتمي للشيعة وعندي أدلة على عدم صحة نسبته. ولنعتبر أنه من علماء الشيعة المشهورين والمعروفين وله أتباع "وهو ليس كذلك" فهل يجوز أن يعمم أن الشيعة كلهم يفعلون.
فهل نرضى أن يتهم السنة بأنهم يصافحون اليهود الصهاينة لأن عالماً سنياً معروفا وضع يده بيدهم؟ وهل نرضى أن يُقال أن السنة يفجرون مساجد الشيعة ومقامات أهل البيت لأن إحدى الفرق الشاذة المنتسبة لأهل السنة تفعل ذلك؟؟؟ فهل نرضى أن يتهم السنة بأنهم يقتلون أهل غزة جوعا لأن من بنى الجدار الفولاذي وأفتى به منتسب لأهل السنة؟؟
هل نرضى أن يقال أن السنة يجيزون الرضاع للكبير من امرأة أجنبية ليدخل عليها بدون حجاب لان عالماً سنياً قال ذلك؟؟؟ إلى غير ذلك من تحريم مقاطعة البضائع الأمريكية إلى تحريم المظاهرات المناصرة لقضايا الأمة, وغير ذلك من الفتاوى والأفعال الشاذة الصادرة عن بعض أهل السنة من علماء وجهلاء, فلا يجوز أن نلزم أمة بأكملها بفعل شاذ منها أو منتسب اليها حتى لو كان من أصحاب المراكز العلمية والرسمية المرموقة, فكيف بصنيعة بريطانيا الذي لم يعرفه أحد قبل هذه الفتنة المفبركة؟؟ والمخطط لتوقيتها بدقة.
- أما كيف نعالج الموضوع ضمن الضوابط الشرعية وبالحجة والبرهان؟ كان الاولى بنا ان لا نكترث لكلام الشيخ البريطاني وننجر الى ما يريده اسياده ونقيم حرباً شعواء على غيره وتخرج بعضنا الانفعالات الصادقة وغير الصادقة احيانا عن الحكم الشرعي، فالمنكر لا يجب ازالته الا اذا كان ظاهرا ومن يجهر به هو الذي ينكر عليه وحده ضمن الاصول الشرعية ولا ينكر على احد سواه حتى لو كان اخاه التوأم، اما وقد اضطررنا للحديث في الموضوع فنقول :
إن كنا من أهل السنة حقاً ونحب السيدة عائشة ووالدها أبا بكر رضي الله عنهما فلنسأل كيف تعامل أبو بكر مع حديث الإفك عندما اتهمت ابنته السيدة عائشة بالزنا؟؟؟ ولنراجع كتب السيرة وتفسير سورة النور والأحاديث الصحيحة والكثيرة ولنر كيف كانت ردة فعلهم ولنقتد بهم ولمن ليس عنده الوقت أو الهمة لقراءة الكتب فسأذكر ذلك بايجاز: قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ "أي من الصحابة" لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ "يا آل أبي بكر" بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ... (سورة النور١١)– لأن قرآناً نزل يبرئ السيدة عائشة من تهمة الزنى يُتلى إلى يوم القيامة – وقد افتخرت بذلك السيدة عائشة فقالت: "ونفسي أحقر عندي من أن ينزل فيّي قرآناً يُتلى"(المعجم الكبير١٣٨)
فما كان موقف النبي "ص" زوجها وأبي بكر والدها. وباقي الصحابة؟ - عصبة من الصحابة تكلموا بالإفك واتهموها بالزنا بعد أن تأخرت عن القافلة,فمضت القافلة بدونها فرآها صفوان ابن المعطل فحملها على دابته وعاد بها إلى المدينة – وبدأ الكلام ينتشر بين الناس أن بين عائشة وصفوان شيء. وكان رأي آخرين أنهم ما علموا عليهما إلا خيراً, أما رسول الله وأبو بكر وغيرهم فقد توقفوا بانتظار الوحي ليخبر النبي بالحقيقة فلما نزلت الآيات التي تبرأها استبشر النبي وتهلل وجهه سروراً ببراءة زوجته!
أما أبو بكر وهو المصاب الأعظم بهذه الإشاعة فتوقف ايضا حتى نزلت آية براءتها عندها أقسم أن يعاقب مسطح بن أثاثة ابن خالته (الصحابي الفقير البدري المهاجر) بقطع مساعدته التي عوده عليها فهل فعل ذلك بعد أن هم به؟؟
لا لأن الله عز وجل عاتبه على منع العطية التي كانت "لمسطح" رغم ترويجه لحديث الإفك. فقال تعالى :( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ "أبو بكر" أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"مسطح" وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبـُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور ٢٢) " فهنا قال أبو بكر رضي الله عنه: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي وكفر عن يمينه(البخاري٢٥١٨) وأعاد الصدقة على مسطح (المسيء للسيدة عائشة) وقال : والله ما أنزعها منه أبداً وهذا فعل أبي بكر قدوة للسنة الذين يقولون أنهم يحبونه فهل الحب إلا الاتباع؟؟؟ ثم لو سببنا وشتمنا ولعنا وحتى لو قتلنا – هل الإسلام يأمر بذلك؟ وهكذا ننهى عن المنكر أم نرتكب منكر أكبر منه؟؟؟ وهل من نلعنه سيضره ذلك إن كان صالحاً؟ كما أن من نترضى عنه لن يفيده ذلك إن كان الله ساخطاً عليه.
- أما الشيخ البريطاني الذي يقول أنه من شيعة علي ولا أظن أنه كذلك إذ من كان من شيعة علي اقتدى به واتخذه أسوة. فعلي قد شُتم كثيراً وحتى على المنابر فهل كان يرد الشتيمة بالشتيمة؟أتحدى علماء الشيعة والسنة الحقيقيين والمزيفين، المخلصين والمأجورين أن يأتوا بنص واحد من مصادر الشيعة أو السنة أن علياً لعن أو سب أو شتم أحداً ممن أساء إليه!!! بل كان شيعة علي يزجرون من يسيء الأدب مع السيدة عائشة أو غيرها. فهذا عمار بن ياسر عندما سمع كلاماً عن السيدة عائشة أنكر ذلك وقال : أشهد إنها زوج رسول الله في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعونه أو إياها" (البخاري٣٥٦١).
ولن نناقش كثيراً في أن خروجها على علي كان خطأ – فالنبي قد تنبأ بذلك قبل حصوله بسنين, فأخبر أن إحدى زوجاته ستنبحها كلاب بني عامر "الحوأب" وقال :انظري أن لا تكوني أنت يا حميراء" فلما نبحتها وسالت عن المكان,قالت ما أراني إلا راجعة فزين لها من معها أنها خارجة للإصلاح بين أبنائها – ولكنها مشيئة الله، وقد التفت النبي "ص" بعد ما قال ذلك لعلي وقال له: "إذا وليت من أمرها شيئاً فارفق بها"(سنن ابن ماجة٢٤٧٤صحيح على شرطهما).
وهذا ما حصل بعد انتصار علي, فقد رفق بها عليٌ رفقاً شديداً فأجلسها وقال لها:ما الذي أخرجك يا أماه والله يقول لنساء النبي "وقرن في بيوتكن"؟وأمن لها عودة كريمةإلى المدينة. وليلاحظ أخلاق علي من يدعي أنه من شيعته... حتى إن الخوارج نقموا على علي ان أكرمها ولم يتخذها سبية، وحاججهم ابن عباس في ذلك, وهذه حجة ابن عباس التي أفحم الخوارج بها أطرحها على من يدعي أنه من شيعة علي ولا أراه إلا من الخوارج. فأسأله هل أنت مؤمن؟؟ فإذا كنت مؤمناً فهي أمك بنص القرآن " وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (الأحزاب ٦)" إلا إذا كنت لا تؤمن بالقرآن فعندها ينتهي النقاش بيننا، فإن قلت أن هذه الأم قد أخطأت وخالفت أمر الله بالخروج وخالفت النبي في حياته وكانت تكيد له ويعتريها ما يعتري النساء من الغيرة من ضرائرها-وفعلت وفعلت مما ثبت وقوعه و مما لم يثبت.. وأصررت على عقوقها فهي غير معصومة,وقد ندمت على خطئها ندماً شديداً وكانت كلما قرأت " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ(الأحزاب٣٣) " بكت حتى تبل خمارها(تفسير القرطبي ج١٤ص١٥٨). ولست أنت أو غيرك من يحاسب من مات منذ أربعة عشر قرنا, ولكن إن كنت تدعي أنك من شيعة علي حقا فعاملها كما عاملها علي.
بالإضافة إلى أمرٍ آخر وأخير أحاجج به من تسول له نفسه التطاول على أمهات المؤمنين.تحت أي عنوان, تصور أن رسول الله يسمعك وأنت تلعن زوجته وتسبها وتجعلها في النار وكأن النار والجنة بيدك. فهل يرضى بذلك رسول الله ويسمح لك بأن تتطاول على زوجته التي مات في حجرها وهي أم المؤمنين إلى يوم الدين رضي من رضي وأبى من أبى؟؟؟؟؟
ختاما:روى الحاكم حديثا أظنه يصف حالنا هذه الأيام وهو:(كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربوا فيها الصغير و يهرم فيها الكبير و يتخذها الناس سنة فإن غيرت قالوا غيرت سنة,قيل متى ذلك؟قال إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أموالكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة) (المستدرك على الصحيحين٨٥٧٠) اسأل الله العظيم أن يجعلنا مفتاحا لكل خير(وإن ظنه الناس بدعة) ومغلاقا لكل شر(وإن ظنه الناس سنة),وينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. الشيخ حسين عثمان حبلي