طردت مديرة مقهى في مدينة العقبة الأردنية (۳۵۰ كلم جنوب عمان) مؤخرا سياحا إسرائيليين من المقهى، ورفضت التوقيع على تعهد يقضي بعدم تكرار مثل هذا الفعل. جاء ذلك بعد أن استدعتها أجهزة الأمن عقب شكوى إسرائيلية ضدها.
شارک :
وقالت سلوى البرغوثي إن الأجهزة الأمنية استدعتها قبل يومين بعد شكوى رفعتها ضدها سائحة إسرائيلية كانت طردتها رفقة مجموعة سياح من المقهى الذي تملكه وسط المدينة السياحية الواقعة على شاطئ البحر الأحمر والتي تعتبر أهم مزارات السياح الإسرائيليين في المملكة. وأكدت أنها أبلغت رجال الأمن الذين حققوا في الشكوى أن من حقها عدم السماح لليهود بدخول مطعمها، مضيفة "حاول رجال الأمن دفعي للتصالح مع السائحة الإسرائيلية أو التعهد بعدم تكرار ما فعلته وكذلك أن أجلس معها في نفس الغرفة وهو ما رفضته بشدة".
وأشارت مديرة المقهى إلى أنها أبلغت رجال الأمن أن بإمكانهم فقط محاكمتها على عدم سماحها لأي سائح إسرائيلي بالدخول المقهى الذي تديره. ويذكر أنه قبل نحو عام، طردت سلوى البرغوثي رئيس بلدية مدينة إيلات الإسرائيلية المحاذية للعقبة مع مرافقين له، وهم من مسؤولي المفوضية الحكومية التي تدير العقبة التي تتمتع بوضع "المنطقة الاقتصادية الخاصة". وأشارت إلى أن طريقة طرد رئيس بلدية إيلات كانت "أكثر قسوة" من حادثة طرد الوفود السياحية الإسرائيلية، وكشفت أنها طردت خلال العام الأخير ستة وفود إسرائيلية دخلت المقهى، مشيرة إلى أنها لا تبحث عن الشهرة. وقالت البرغوثي إن "التعامل مع الإسرائيليين واستقبالهم ليس وجهة نظر وإنما موقف مبدئي لمن يقبل بالاحتلال ومن يرفضه". وعن طريقة تعرفها على السياح الإسرائيليين، تقول صاحبة مقهى العقبة إن الإسرائيليين يتميزون بوضع وشم نجمة داود على أيديهم أو على رقابهم من الخلف أو يلبسون سلاسل تحمل النجمة وبعضهم يلبس القلنسوة أو من خلال حديثهم مع بعضهم باللغة العبرية. وأوضحت أنها أعطت تعليمات للموظفين لديها بأن يسألوا أي سائح أجنبي عن جنسيته قبل أن يقدموا له أي خدمات. ولا يعتبر هذا الحادث الأول من نوعه في الأردن، حيث طرد مدير مطعم في مدينة جرش السياحية (۳۵ كلم شمال عمان) في ۱۹۹۷ السفير الإسرائيلي في عمان وأحد نواب البرلمان، مما جعل النقابات المهنية والأحزاب السياسية تكرمه كما اشتهر مطعمه بشكل كبير بعد هذه الحادثة. وتكررت حوادث طرد السياح الإسرائيليين من محلات ومتاجر وضعت على واجهاتها عبارات باللغة الإنجليزية تشير إلى منع دخول اليهود. وكانت الأجهزة الأمنية والرسمية في الأردن تمنع الأفعال المقاومة للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في السنوات الأولى التي تلت توقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام ۱۹۹۴، إلا أن هذا التعامل تغيّر بعد انتفاضة الأقصى في ۲۰۰۰. ومن جهتها، نظمت لجان مقاومة التطبيع اعتصامات وفعاليات عدة أمام السوق المركزي للخضار جنوب العاصمة عمان في أكثر من مناسبة مما أدى إلى تراجع حجم استيراد الفواكه الإسرائيلية للأسواق الأردنية. غير أن تجارا أردنيين وبتصريح من وزارة الزراعة صدّروا خلال الشهرين الماضيين آلاف الأطنان من الزيتون الخام الأردني لإسرائيل، وهو ما رفضه قائمون على مؤسسات وجمعيات لمزارعي ومنتجي الزيتون إضافة للجان مقاومة التطبيع.