الجزائر: اختتام ملتقى أسرى فلسطين بالدعوة إلى شبكة عالمية لدعم قضيتهم
وكالة أنباء التقريب (تنا)
اختتم «الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال»، مساء الاثنين، أعماله في العاصمة الجزائرية، بسلسلة توصيات، تجاوز عددها المئة، وأهمها تأسيس شبكة عالمية لمتابعة هذه القضية وإثارتها في مختلف المحافل الدولية.
شارک :
وأشار البيان الختامي للملتقى، والذي حمل عنوان «إعلان الجزائر» إلى أن «التئام هذا الجمع على ارض الجزائر التي اكتوى شعبها بنار الاستعمار هو ترجمة عملية لمطلب ضرورة الإسراع في إنهاء الاحتلال»، مشدداً على أنّ «قضية الأسرى هي من نتائج الاحتلال الصهيوني ومخططاته العدوانية، ما يؤكد على أن المقاومة حق مشروع وواجب ديني ووطني وإنساني، يفرض على الأمة تبنيه ودعمه لتحرير الأرض والإنسان واسترداد الحقوق».
وأشار الإعلان إلى أن «ربط قضية الأسرى والمعتقلين ومجهولي المصير بأي برنامج سياسي آخر يعد انتهاكاً فاضحاً لأحكام القانون الدولي»، مشدداً على أنّ «القوى الحرة في العالم مدعوة إلى أن تضع قضية الأسرى على رأس مهامها وجدول أعمالها». كما على ضرورة «إقامة شبكة عالمية لدعم الأسرى، على أن تعمل اللجنة التحضيرية للملتقى على إيجاد آلية لتنفيذ هذه التوصية».
وأقر الملتقى أكثر من مئة توصية، بينها العمل على تدويل حملة الدفاع عن الأسرى، ودعوة المنظمات القانونية إلى إطلاق آلية التحقيق والتقصي في الجرائم التي ترتكب بحقهم، والعمل على محاكمة منفذي هذه الجرائم، واتخاذ كل المبادرات القانونية المتاحة للإفراج عن الأسرى.
كما شددت التوصيات على ضرورة الاستفادة القصوى من سلاح الإعلام، بما يخدم القضية، عبر توحيد الخطاب الخاص بها. كما اعتبر أن واقع الأسرى وأُسرهم يحتم الإسراع في تأسيس صندوق دعم مالي لمؤازرتهم، فضلاً عن تبني خطة عمل من أجل تخصيص أيام للاحتجاج ضد الأسرى.
وبناء على طلب أحد المشاركين في الملتقى، تمّت إضافة توصية إضافية تدعو الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء حال التشرذم، وتحقيق المصالحة الوطنية.
وكان الأمين العام لـ«جبهة التحرير الجزائرية» عبد العزيز بلخادم أوضح، خلال مأدبة غداء مع الإعلاميين المشاركين في الملتقى، أن المنظمين حرصوا على أن يكون «إعلان الجزائر» بمثابة «وثيقة مرجعية وليس مجرد بيان توثيقي»، مشدداً على أهمية «تطوير آليات عمل لدعم قضية الأسرى من خلال إقامة شبكة دولية تحمل هذه القضية إلى كل المنابر العالمية». وأشار بلخادم إلى أن انعقاد المؤتمر في الجزائر جاء «بحكم ما تؤمن به الجزائر حيال القضية الفلسطينية، ومن هنا كانت رغبة كل مخلص للقضية الفلسطينية في أن يتحد الفلسطينيون حول هدف موحّد، وهو تحرير فلسطين، عبر إثارة قضية الأسرى على أرض الشهداء». ولفت بلخادم إلى أن أهمّ ما في الملتقى، هو نجاحه في أن يجمع ـ إلى جانب الأحزاب الجزائرية والعربية والمنظمات الحقوقية العربية ـ ممثلين عن كل الفصائل الفلسطينية. وأشاد بلخادم بالمجاملات المتبادلة بين ممثليَ حركة فتح، عضو اللجنة التنفيذية عباس زكي، وحركة حماس، عضو المكتب السياسي أسامة حمدان، معرباً عن أمله في أن يكون ذلك بمثابة «الاسمنت الذي يعيد اللحمة للشعب الفلسطيني». وحول استبعاد فلسطينيي ١٩٤٨ عن أعمال الملتقى، أوضح بلخادم أن «الجزائر ترحّب بالأخوة الفلسطينيين، بشرط ألا يأتوا بوثائق إسرائيلية، لأننا نرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني»، مشدداً على أن «وثائق الكيان الصهيوني لا يمكن أن تدخل إلى الثرى الطيب في أرض الشهداء». من جهته، شدد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي، في حديث للصحافيين على هامش أعمال الملتقى، على ضرورة مقاطعة إسرائيل من أجل تغيير الوضع في فلسطين. ورأى الابراهيمي أن «تأزم الوضع في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً، عائد إلى صمت العالم العربي الذي تخلى عن القضية الفلسطينية وتراجع اهتمامه بها بشكل رهيب»، بالإضافة إلى «صمت المجتمع الدولي على الجرائم الإسرائيلية وانتهاكاتها المتواصلة».
وكان اليوم الثاني من أعمال الملتقى خصص لعرض شهادات حية لأسيرات وأسرى محررين وأهالي أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى العديد من ورش العمل تناولت «دور الإعلام في نصرة قضية الأسرى»، بالإضافة إلى الأبعاد التاريخية والنضالية والقانونية لهذه القضية…