تشكيل "وحدة المستعربين" وبالعبرية "وحدة المستعرفيم"
الإرهاب الإسرائيلي بملامح عربية خدّاعة[المستعربون]
تنا
كشف مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق في تقرير موسع له بالصور وثلاثة أفلام عن جانب مظلم لبعض المهام التي نفذها جهاز "المستعربين" الإسرائيلي المتشعب ومتعدد الأغراض خلال العام ٢٠١٨.
شارک :
وجاء في مقدمة التقرير: "تتواصل سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد الوجود الفلسطيني، باستخدام وسائل وأساليب التعذيب والقتل والتهجير كافة، في محاولة منهم لطمس الهوية الفلسطينية، ومن ضمن هذه الوسائل تشكيل "وحدة المستعربين" وبالعبرية "وحدة المستعرفيم".
هذه الوحدة هي واحدة من الوحدات الأمنية السرية والخاصة، التابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وتطلق عليها ألفاظ كثيرة منها "فرق الموت"، ويتميز أفرادها بملامح عربية ينتشرون بين المتظاهرين والمحتجين الفلسطينيين، وفي الوقت المناسب؛ يهاجمون وينفذون مهامهم.
وقال التقرير الذي حصل مراسل (المر كز الفلسطيني للاعلام) على نسخة منه: لقد برز استخدام قوات الاحتلال لعناصر "المستعربين" بشكل واضح في موجهة التظاهرات الفلسطينية، ويرتدون اللباس الفلسطيني، ويتخفون به، للتسلل إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم مع قوات الاحتلال، ويستدرجونهم ويساهمون باعتقالهم وتسليمهم للاحتلال، وقتلهم في بعض الأحيان.
وتحت عنوان "التوصيف القانوني لعمليات المستعربين" أوضح التقرير: "لم تتوان سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن أي فعل من شأنه أن يقتل الفلسطيني أو يعتقله أو يهجره من أرضه، وهذا ما يتم تدريب المستعربين عليه، للقيام بمثل هذه العمليات، وانتحال الشخصيات والتحريض والفوضى بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جنود الاحتلال.
ويتجول أفراد هذه الوحدة في المناطق الفلسطينية دون تمييز عن السكان العرب، ويتم اختيارهم تبعا للمهمة واحتياجاتها، إضافة إلى عمليات تتبع وتقصي معلومات حول الشبان المشاركين في الاحتجاجات ضد الاحتلال، وكذلك لأفراد هذه الوحدة مهمة أخرى تتمثل في الاندماج مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في الدول العربية.
ويذكر التقرير أن المستعربين هم استحداث مهم في جيش الاحتلال، وموجودون منذ عهد العصابات الصهيونية قبل النكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨م، حيث بدأ ظهور وحدات المستعربين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، و"موشي ديان" هو من استحدث وحدة المستعربين في جيش الاحتلال، وأُوكل لهم المهمات الصعبة التي لا يمكن أن تظهر فيها يد الاحتلال بشكل مباشر، حيث عمل أعضاؤها ضمن العصابات الصهيونية، من قبيل "الهاغانا" و"ايتسل"و"ليحي"، وتتشكل هذه الوحدات من جنود ينتقون من بشرة وملامح مشابهة للملامح العربية، ويخضعون لتدريبات وتكوين في معهد خاص عبارة عن قرية صناعية تشابه قرية فلسطينية، لتعلم تفاصيل الحياة الفلسطينية وتاريخ العرب ولغتهم وعاداتهم.
وحسب التقرير؛ حملت أول وحدة مستعربة أسستها منظمة "البلماخ" اسم الدائرة العربية، وعملت في التجسس وتنفيذ العمليات داخل فلسطين والدول العربية المجاورة وغيرها، واستمر عمل الوحدة بين عامي ١٩٤٣و١٩٥٠، وتولى إقامة هذه الوحدة عام ١٩٤٣ م رئيس الدائرة السورية في منظمة البلماخ "يروحام كوهن" وشكلها من يهود منحدرين من طوائف يهودية شرقية، وانتحلت عناصر وحدات المستعربين شخصيات مزيفة وصفات مزارعين وباحثين وطلاب من العرب، ويعيشون مددا طويلة في بوادي وقرى ودول عربية.
وبين التقرير؛ أنّ عمل المستعربين وتنظيمهم وعملياتهم تبقى دون تفاصيل أو إحصاء لأن أعمالهم عشوائية، وفي كتاب "المستعربون فرق الموت الإسرائيلية" لصاحبه "غسان دوعر" ذكر أن وحدة المستعربين اغتالت قرابة ٤٢٠ فلسطينيا خلال الفترة بين عامي ١٩٨٨-٢٠٠٤م.
ويستشهد تقرير مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق بأحدث ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس"، فقد أضافت شرطة الاحتلال مؤخراً وحدة مستعربين سرية جديدة، بين الفلسطينيين داخل مناطق " ٤٨ "، بغية بناء بنية تحتية استخباراتية تمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة من التعامل مع الفلسطينيين في الداخل.
ونسبت الصحيفة إلى المفتش العام للشرطه "يوحنان دنينو" قوله: إننا نعاني من نقص في المعلومات، لذا تواجهنا صعوبات كبيرة في العمل داخل المناطق ذات الأغلبية العربية مثل مدينة أم الفحم، أو حي الجواريش في الرملة، حيث إن الوحدة الجديدة آخذة في التوسع للتغلب على نقص المعلومات، إضافة إلى أن هذه الوحدة تعمل منذ سنوات لصالح شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، والقرى المحيطة بها بدعوى محاولة إحباط أي "نشاط إرهابي"، وقد تم لاحقا توسيع رقعة أنشطة هذه الوحدة إلى مناطق ذات أغلبية عربية أخرى.
وبحسب الصحيفة، لا يقتصر عمل وحدات (المستعربين) داخل أراضي ٤٨، إذ نفذ أفراد هذه الوحدات عملياتهم القذرة في قطاع غزة والضفة الغربية المُحتلة.
وجاء في التقرير: "تختلف مسميات وحدة المستعربين وفقا للمحيط والمكان المخصص لها العمل فيه، فتسمى "شمشون" التي تعمل في محيط قطاع غزة، وأخرى تدعي "دوفدوفان" و"كرز" في الضفة الغربية، والتي أسسها وزير الأمن الإسرائيلي "إيهود باراك"، بالإضافة إلى ثالثة تسمى "يمام" وهي تابعة لما يسمى بحرس الحدود، وهي الوحدة الخاصة لمكافحة العمليات "الإرهابية".
واستعرض التقرير الأساليب والمهام وقال: "أساليب المستعربين في الاندساس بين الفلسطينيين تنوعت باختلاف المهام المطلوبة منهم، وطبيعة مكان الأحداث، ففي تشرين الثاني٢٠٠٥ م، أقر جيش الاحتلال بزرع المستعربين بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار العزل العنصري غرب مدينة رام الله، وجاء هذه القرار بعد أن كشف المتظاهرون عدداً من (المستعربين) الذين حرضوا بعض الشباب على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، بل وألقوا الحجارة هم بأنفسهم على الجنود لتسخين الأجواء بشكل متعمد، ما يوفر مبرراً لجنود الاحتلال كي يهاجموا المحتجين بوحشية، وتبين أنهم يحملون مسدسات، وليس معهم بطاقات هوية فلسطينية، فهاجم جنود الاحتلال المتظاهرين لسحب المستعربين وحمايتهم، وكل منهم يخطف أحد المشاركين باتجاه الجيش في عملية خاطفة وسريعة ومباغته.