وسط استمرار الضغوط الأمريكية لفرض ما يعرف بـ"صفقة القرن" على العرب والفلسطينيين، وعشية الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين، يجدد المواطنون الفلسطينيون تأكيدهم على حق اللاجئين في العودة الى مناطقهم التي هجروا منها منذ إنشاء كيان الاحتلال الاسرائيلي عام 1948.
شارک :
بعد مرور 71 عاما على نكبة فلسطين، وفي ظل ظروف عربية محيطة مضطربة، ووضع فلسطيني منقسم، تمر ذكراها هذا العام على الشعب الفلسطيني الذي هجر من أرضه ووطنه عام 1948، وسط تساؤلات حول مآلاتها التي كانت يوما ما قضية العرب.
وفي الضفة الغربية دعت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية لاوسع مشاركة في فعاليات احياء ذكرى النكبة، والتي تنطلق الاربعاء 15 /5 في مدينة رام الله والبيرة تعبيرا عن وحدة الشعب الفلسطيني في رفض ما يعرف بـ"صفقة القرن" بكل بنودها واهدافها العدوانية تمسكا بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وفق القرار 194.
كما دعت في بيان لها، لشد الرحال للقدس وخاصة في شهر رمضان وكسر الاجراءات الاحتلالية، والتمسك بحق العبادة والوصول للمسجد الاقصى وحمايته مع تنامي وتوالي الاقتحامات اليومية، والتكافل اليومي، وشحذ الهمم وتقوية المناعة الداخلية بين ابناء الشعب الواحد فالوحدة الوطنية هي طريق الشعب الفلسطيني للنصر والحرية.
وشددت على ضرورة توسيع حملات المقاطعة للبضائع ومنتجات الاحتلال بكل اشكالها والامتناع عن شرائها خلال رمضان وفي كل وقت على مدار السنة.
ودعت لاعتبار يوم الجمعة المقبل يوم تصعيد في نقاط التماس والاحتكاك مع الاحتلال وفي المواقع التي تشهد فعاليات اسبوعية ايام الجمع.
من جانبها دعت اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة في محافظة بيت لحم، القوى والمؤسسات والفعاليات الوطنية الفلسطينية، وجماهير الشعب الفلسطيني وخصوصا في المخيمات وتجمعات اللاجئين في المحافظة، الى اوسع مشاركة شعبية في فعاليات إحياء ذكرى النكبة الـ 71 والذي يصادف 15 أيار من كل عام.
جاء ذلك خلال اجتماع للجنة المشكلة من ممثلي قوى ومؤسسات وفعاليات المجتمع المحلي في محافظة بيت لحم في مركز شباب الدهيشة الاجتماعي، حيث تم بحث التحضيرات العملية لإحياء الذكرى السنوية للنكبة في مختلف انحاء المحافظة.
وأكدت اللجنة ان فعاليات إحياء ذكرى النكبة في هذا العام تتميز بكونها تواجه تحديات صفقة القرن، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، وقطع تمويلها لوكالة الغوث تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وقال محمد طه أبو عليا رئيس اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم الدهيشة، إن المشاركين في الاجتماع أكدوا على أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، في مواجهة "صفقة القرن"، والالتزام بتنفيذ برنامج فعاليات اللجنة الوطنية العليا في فلسطين لإحياء الذكرى السنوية للنكبة.
بدورها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن إحياء شعبنا لفعاليات الذكرى الواحدة والسبعين للنكبة الوطنية الكبرى، في أنحاء الوطن في الـ48 والمناطق المحتلة عام 67، وفي مخيمات اللجوء والشتات، وكافة أنحاء العالم، وتأكيده التمسك بأرضه وبحقه في العودة إليها، ورفضه بإصرار التهجير والتوطين وكل المشاريع البديلة لحق العودة، هو تأكيد جديد على أصالة هذا الشعب، ومصداقية مواقفه الوطنية، ورسالة إلى العالم أجمع، بأن معركته مع المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني، لن تتوقف إلى أن تتحقق أهدافه الوطنية، في العودة وتقرير المصير والإستقلال والسيادة.
ودعت الجبهة إلى تحويل أيام إحياء فعاليات الذكرى الواحدة والسبعين للنكبة فرصة لتجديد رفض شعبنا لاتفاق أوسلو وبقاياه، وإلتزاماته وقيوده واستحقاقاته، ودعوة للقيادة الرسمية لتبني إستراتيجية الخروج من أوسلو، بما في ذلك طي صفحة المشاريع المتناسلة منه، ومنها ما بات يسمى "رؤية الرئيس" 20/2/2018.
كما دعت إلى تحويل الفعاليات فرصة جديدة للإعلان عن رفض "صفقة ترامب".
هذا وأطلق تجمع الشتات الفلسطيني في أوروبا أولى فعالياته بمناسبة قرب حلول الذكرى الـ71 لنكبة فلسطين، بإقامة يوم فلسطيني في العاصمة الألمانية برلين في إحدى الساحات الرئيسية في العاصمة الألمانية.
وتخلل اليوم الفلسطيني ولأول مرة في أوروبا، رفع العلم الفلسطيني على سارية طويلة، على أنغام النشيد الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية، فيما انتشرت على أطراف ساحة الفعالية منصات الفن التشكيلي الفلسطيني، ومنصات للقوى المتضامنة، عرضت خلالها أسماء القرى المهجرة، وكذلك جداريات ضخمة جسدت نضال شعبنا الفلسطيني.
وخلال إقامة الفعالية وعرض المنصات التي استمرت لعشر ساعات، تقاطر المئات من أبناء الجاليتين العربية والمسلمة، والمتضامنين الألمان من الاحزاب اليسارية والمتضامنة، وحركات التضامن والمقاطعة، ساحة الفعالية للاطلاع على المعروضات التي تنوعت في تجسيد مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، الى جانب عرض صور واقعية وحقيقية حول الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا.
وفي لندن تظاهر، مئات النشطاء والمتضامين في العاصمة البريطانية، لإحياء نكبة فلسطين والتهجير القصري للفلسطينيين.
وتجمهر المتظاهرون أمام مبنى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وتوجهوا بعد ذلك الى مقر الحكومة البريطانية، وعقدوا مهرجانًا خطابيًا شارك فيه عشرات المتحدثين من المنظمات التضامنية والنقابات المهنية ومن اعضاء مجلس العموم البريطاني.
وردد المتظاهرون الشعارات المطالبة بالحق الفلسطيني والحرية والعودة، كذلك الهتافات الرافضة لصفقة القرن.
ونظم المظاهرة المنتدى الفلسطيني في بريطانيا بالشراكة مع عدد من المنظمات التضامنية أهمها حملة التضامن تحالف "اوقفوا الحرب" بالإضافة لمنظمة "اصدقاء الاقصى" والرابطة الاسلامية في بريطانيا.
وتحظى المظاهرة بدعم عشرات المؤسسات والمجموعات التضامنية بالإضافة للنقابات العمالية، ومن أبرز النواب الذين شاركوا فيها: النائب ريتشارد بيرغين، النائب آندي سلوتر، النائب راسيل لويد.
المتظاهرون رفعوا شعارات ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخططه المشبوهة ضد الفلسطينيين، داعين لدعم حركة مقاطعة الاحتلال.
هذا وعشية ذكرى "يوم النكبة" قالت مصادر إعلامية، إن المسؤولين الأمريكيين المقربين من إدارة ترامب قد أبلغوا شخصيات عربية، بأن الموعد الذي تم اقتراحه لترى "صفقة القرن" النور وتقديمها بشكل علني سيكون في ذكرى النكبة الفلسطينية (15 أيار/مايو) المقبل.
وأوضحت المصادر، أن إدارة ترامب قد أنهت فعلياً كل ما يلزم لطرح صفقتها السياسية المنتظرة، وحصلت كذلك على التمويل المالي من الدول العربية(السعودية والإمارات) لضمان تنفيذ بنود الصفقة، التي تركز على الجانب الاقتصادي.
ومن جانبه قال القيادي الفلسطيني في الجبهة الديموقراطية طلال ابو ظريفة بأن اتفاق اوسلو لم يجلب للفلسطينيين سوى الكوارث على مدار ربع قرن وأن مسيرات العودة تجعل من ذكرى النكبة خطوة جدية نحو التصدي لمشاريع الاحتلال.
وأضاف ابو ظريفة في مقابلة مع قناة العالم، بأن ذكرى النكبة هي من الثوابت التي يجمع عليها كل الفلسطينيين مهما تباعدت خلفياتهم وجغرافيتهم فهي عنوان رئيسي في الصراع مع الاحتلال، مضيفا أن مسيرات كبرى ستعم غزة حاملة رسائل للاونروا والامم المتحدة لاعادة النظر في قراراتهم التي اتخذت منذ سنوات، وأن الاوان قد ان لتمكن عودة الشعب الفلسطيني لدياره.
ودعى ابو ظريفة لتوحيد النضال في مناطق اللجوء والشتات للاعتراض على سياسة اميركا تجاه ملف اللاجئين.
وفي سياق متصل، قال مدير المخيمات في منظمة التحرير، محمد عليان، "حق العودة ان كان فرديا او جماعيا لا يمكن ان يسقط بالتقادم ولا يحق لاي كان ان يتخذ قرارا بالنيابة عن اي احد".
وفي الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين وإنشاء كيان الاحتلال يستمر الاخير في البحث عن خطط ومخططات للتخلص من قضية اللاجئين.. مرة بالتوطين ومرة بالتعويض واخيرا بتصفية القضية عبر حلول ابتكرتها إدارة ترامب تحت عنوان "صفقة القرن"، لكن حتى اللحظه وبعد واحدة وسبعين سنة لا أحد قادر على أن يخط بيديه تنازلا عن حق العودة.