وفيما یلی نستعرض باختصار بعضا من الأحاديث التي تكشف مدى حب رسول الله للحسنين (عليهما السلام) حسب مصادر أهل السنة، فيما سنكتفي بمصدر واحد لكل حديث رغم تعدد المصادر.
الف- شبر وشبير
عن سوده بنت مشرح، قالت كنتُ فيمن حضر فاطمه حين ضربها المخاض، قالت فجاء النبي فقال: كيف هي؟ قلت: انها لتهجد قال: فاذا و ضعت فلا تحدثي شيئاً حتي تؤوني. قالت فوضعته و لففتُه في خرقةٍ صفراء فجاء النبي و قال كيف هي؟ قلت قد وضعته و سررتُه و لففته في خرقةٍ صفراء قال: عصيتيني قلت: اعوذ بالله من معصية الله و معصيةرسوله، سررته و لم اجد من ذلك بُدًّا و لففتُه في خرقه صفراء قال: أئتيني به. قالت فأتيتُه به فألقي عنه الخرقةَ الصفراء و لفَّهُ في خرقةٍ بيضاء و تفل في فيه و الباه بريقه ثمّ قال: ادعي لي علياً فدعوتُه فقال: ما سميته يا علي؟قال سميتُه جعفر قال: لا و لكنّه حسن و بعده حسين و انت ابوالحسن الخير.{1}
قال النبي «اِني سميتُ ابني هذين باسم ابني هارون شبر و شبير».[2]
عن عَكرَمَة قال: ان النبي ـ صلي الله عليه و آله ـ عقّ عن حسن و حسين كبشاً كبشاً.{3}
عن بريده قال: كان رسول الله ـ صلي الله عليه و آله وصحبه وسلمـ يخطبُنا، فأقبلَ حسن و حسينٌ قميصان احمران يميشان و يعثران و يقومان، فنزل رسول الله فاخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال صدق الله و رسوله «انما اموالكم و اولادكم فتنه..» رأيت هذين و لم اصبر»[4] «انكم لمن روح الله و انكم لتعلون و تحببون»[5]
ب: حب رسول الله للإمام الحسن:
عن البهي مولي زبير، قال: تذاكرنا من اشبه بالنبي ـ صلي الله عليه و آله ـ من اهله، فدخل علينا عبدالله ابن زبير فقال: انا احدثكم باشبه اهله اليه احّبه اليه، الحسن بن علي و لقد رأيته و هو ساجد فيركب ظهره فما ينزّله حتي يكونَ هو الذي ينزل و لقد رأيته يجيءُ و هو راكعٌ فيفرِّج له بين رجليه حتي يخرج من الجانب الآخر.[6]
عن يزيد بن ابي زياد قال: خرج رسول الله من بيت عايشه فمَرّ علي بيت فاطمه فسمع حسيناً يبكي فقال (لفاطمه): الم تعلمي انّ بكائه يؤذيني.[7]
عن ابن عباس قال اقبل النبي و هو يحمل الحسن بن علي رقبته. فلقيه رجلٌ فقال: نعم المركب ركبتَ يا غلام؟ فقال رسول الله: و نعم الراكب هو.[8]
عن يعلي العامري قال: انه خرج مع رسول الله الى طعامٍ دعوا له قال: فاستقبل رسول الله اَمامَ القوم و حسين مع الغلمان يلعب، فأرادَ رسول الله ان يأخذه فطفق الصبي يفرُّ هيهنا مرّةً، و هيهنا مرّةً فجعل رسول الله يضاحكه حتي اَخذه فوضَعَ اِحدى يديه تحت قفاه و الأخري تحت ذقنه فوضع فاه علي فيه يقبِّله فقال:« حسينٌ مني و انّا من حسين، احبَّ الله من احبَّ حسيناً، حسينٌ سبطُ من الأسباط».[9]
عن ابي بكره قال: كان الحسنُ و الحسين يثبان علي ظهر رسول الله فيمسكهما بيده حتي يرفع صلبه و يقومان علي الارض فلمّا فرغ اجلسهما في حجره ثم قال: انّ اِبني هذين ريحانتي من الدنيا.[10]
عن حذيفه قال بتُ عند رسول الله فرأيتُ عنده شخصاً. فقال لي: «ياحذيفه هل رأيت؟» قلتُ: نعم يا رسول الله. قال:« هذا ملكٌ لم يهبط الي منذ بُعِثتُ آتاني الليلة فبشّرني ان الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه».[11]
عن ابن عمر قال: قال رسول الله:« الحسن و الحسين سيدا شباب اهل
الجنه و ابوهما خيرٌ منهما».[12]
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله: «لما استقّر اهل الجنة في الجنة قالت الجنةُ يا ربّ أليس و عدتني اَن تزينني بركنين من اركانك؟ قال ألم اُزّينك بالحسن و الحسين؟ فماست الجنةُ كما تميس العروس».[13]
عن ابن عباس: قال انتجد الحسن و الحسين عند رسول الله فجعل يقول: هي يا حسن خُذْ حسيناً، فقالت عايشه تعينُ الكبيرَ علي الصغير؟ فقال: ان جبرئيل يقول:« خُذيا حسين».[14]
تشير بعض الأحاديث إلى حب رسول الله للحسنين ووصفهما بالبضعة:
عن ام الفضل ، انها رأت فيما يري النائم ان عضواً من اعضاء النبي، ـ صلي الله عليه و آله ـ في بيتي، فقصصتُها علي النبي ـ صلي الله عليه و آله ـ فقال: «خيراً رايتِ تلدُ فاطمةُ غلاماً فتُرضعيه»، قالت: فولدتْ فاطمه غلاماً فسمّاه النبي ـ صلي الله عليه و آله ـ حسيناً و دفعه الي ام الفضل و كانت ترضعه.[15]
عن زينب بنت ابي رافع قالت: ان فاطمه أتت اباها بالحسن و الحسين في شكواها التي مات فيها فقالتْ تورثهما يا رسول الله شيئاً فقال:« اما الحسن فله هيبتي و سؤددي و اما الحسين فله جرأتي و جودي».[16]
عن ابن ابي مليكه قال كانت فاطمه تنقزّ الحسن بن علي و تقول:« بأبي شبيهاً بالنبي ليس شبيهاً بعلي».[17]
عن معدي كرب قال: قال رسول الله: «الحسن مني و الحسين من علي»[18].
هـ - حب حسنين
عن ابي هريره قال: نظر رسول الله الي علي و حسن و حسين و فاطمه فقال :«انا حربٌ لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم».[19]
عن سلمان قال: قال النبي:« الحسن و الحسين ابناي من احبّهما احبَّني و من احبّني احبَّه اللهُ و من احبّه اللهُ ادخلَه الجنةَ و مَن ابغضهما ابغضي و من ابغضني ابغضه الله و من ابغضَهُ الله ادخله النار».[20]
قال رسول الله: «اللهم انّي احبّه و اُحبّ من يحبّه».[21]
قال رسول الله:« اللهم اني اُحبّهُ فاحبَّه و اَحبِبْ من يحبّه».[22]
عن زّر بن عبدالله قال: كان رسول الله يصلي فاذا سجد و ثب الحسن و الحسين علي ظهره فاذا ارادوا ان يمنعوهما اشار اليهم ان دعوهما، فاذا قضي الصلاة وضعهما في حجره و قال: «من احبّني فليحب هذين».[23]
- المصادر:
[1] . ابن عساكر، ترجمة الامام الحسن من تاريخ دمشق، تحقيق محمد باقر محمودي، بيروت، مؤسسة المحمودي للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 1400 هـ ، ص 13.
[2] . ابن سعد، ترجمه الامام الحسن من طبقات الكبير، تحقيق عبدالعزيز طباطبايي، قم، مؤسسه آل البيت، الطبعة الأولى، 1416 هـ ، ص 35.
[3] . السابق، ص 29.
[4] . هندي، علاءالدين، كنزالعمال، تصحيح شيخ صفوة السقا، بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1406 هـ، ج 13، ص 663.
[5] . ابن كثير، البداية و النهاية، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الرابعة، ج 8، ص 422.
[6] . ابن سعد، السابق، ص 38.
[7] . ابن عساكر، ترجمة الامام الحسين من تاريخ مدينة دمشق، تحقيق محمد باقر محمودي، بيروت، مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، ص132.
[8] . الحاكم النيشابوري، مستدرك الصحيحين، تحقيق عبدالقادر عطا، بيروت، دارالكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1411، ج3، ص 186.
[9] . السابق، ص 197.
[10] . هندي، السابق، ص 667.
[11] . السابق، ص 665.
[12] . ابن كثير، السابق، ص 424.
[13] . ابن عساكر، ترجمة الامام الحسن، السابق، ص 120.
[14] . السابق ، ص 109.
[15] . الحاكم النيشابوري، السابق، ص 194.
[16] . هندي، علاءالدين، السابق، ص 670.
[17] . ابن عساكر، السابق ، ص 22.
[18] . السابق ، ص 100.
[19] . ابن ماجة، سنن، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت، دار احياء التراث العربي، الطبعة الأولى، ج 1، ص 52.
[20] . الحاكم النيشابوري، السابق، ص 181.
[21] . البخاري الصحيح، كتاب اللباس، باب السخاب للصبيان.
[22] . مسلم ابن حجاج، الصحيح، شرح الامام النووي، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1411، ج 15، ص 192.
[23] . ابن عساكر، السابق، ص 60.