اکذوبة تحت عنوان "دعم النظام السوری من القذافی ضد الثورة الشعبیة"
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 14/3/2011
الاتهامات التي توجه إلى النظام السوري بدعم نظام العقيد "معمر القذافي" ضد الثورة الشعبية التي تشهدها ليبيا المطالبة برحيله، هي عبارة عن حملات مغرضة تهدف إلى تشويه مواقف سورية التي تحظى بشعبية واسعة في الشارع العربي، بعد فشل محاولات إيجاد حالة من عدم الاستقرار في سورية كالتالي تحدث في عدد من الدول العربية.
شارک :
وافاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا ان مصدر سوري رسمي أول أمس نفی ما ورد على لسان مراسل قناة "الجزيرة" القطرية في مدينة بنغازي الليبية نقلاً عن مصدر من ثورة ۱۷ شباط /فبراير، من انطلاق سفينة مدنية من ميناء طرطوس السوري منذ يومين إلى طرابلس في ليبيا، محملة بالأسلحة والذخائر و۵۰۰ سيارة دفع رباعي لتستخدم في الحرب الجارية هناك. كما نفى المصدر أيضاً ما ورد على لسان المراسل في بنغازي بوجود كتيبة سورية تقاتل إلى جانب القذافي، مؤكداً أن المعلومات عارية عن الصحة تماماً. ووصف مدير مكتب الجزيرة في دمشق "توفيق عبد الحميد" ما تم بأنه يمثل «حالة من التسرع وعدم التروي لمراسلنا». وقال: «كان عليه ألا ينقل إلا إذا كان بيده وثيقة أو فيلم مسجل بالصوت والصورة». وأضاف: «أجزم أن لا تغيير في سياسة المحطة تجاه سورية ولا توجه لديها بخصوص ذلك، وأكثر البراهين بين يدي أنه عندما أرسل النفي إليهم حذف الخبر السابق واعتمد الخبر الجديد». وقبل ذلك بأيام قليلة، ادعت مراسلة قناة «فرانس ۲» في تقرير مصور لها أن طيارين سوريين يقاتلون إلى جانب قوات القذافي دون أن تثبت ادعاءاتها بالوثائق، الأمر الذي نفاه حينها مصدر سوري رسمي. ورأى المحلل السياسي السوری "جانبلات شكاي" ان تلك الاتهامات هي محاولة هي "محاولة للاساءة الى صورة سورية على مستوى الشارع العربي". وقال شكاي "كثير من الدول الغربية التي تفاجأت بحصول الثورات في دول محسوبة عليها، توقعت انتقال هذه الثورات إلى الدول الداعمة للمقاومة وخصوصا سورية". وأضاف: "لكن أمنيات تلك الدول لم تتحقق، فلجأت إلى العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت لإثارة المشاكل في الشارع السوري، إلا أن هذه الوسيلة أيضا لم تأت بنتيجة، فكان أخر محاولات الإساءة لهؤلاء ما يجري حاليا من خلال إظهار سورية والنظام السوري وكأنه شريك لدكتاتور يحاول تصفية شعبه الأمر الذي يسيء لصورة سورية على مستوى الشارع العربي". هذا واستعرض نائب الرئيس "فاروق الشرع" يوم الخميس الماضي في دمشق مع مساعد الرئيس الإيراني لشؤون التنمية الإدارية والموارد البشرية "لطف الله فروزنده دهكردي" التطورات التي تشهدها المنطقة ولاسيما المستجدات على الساحة الليبية، حيث أكد الشرع أهمية الحوار الوطني بين أبناء الشعب الواحد بعيدا عن التدخل الأجنبي حفاظا على وحدة واستقلال البلدان العربية والإسلامية. وفي نفس اليوم، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في بيان أن سورية تتابع بقلق بالغ التطورات المأساوية في ليبيا، وقال: ان سورية وإذ تؤكد حرصها على احترام سيادة واستقلال ووحدة الأراضي الليبية تدعو إلى ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ووقف العنف حيال أبناء الشعب الليبي واللجوء إلى الحكمة والحوار لتلبية طموحات هذا الشعب". واضاف: إنه "وفي الوقت ذاته تؤكد سورية رفضها لكل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية باعتباره خرقاً لسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة أراضيها ويتعارض مع ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئ القانون الدولي". واثر اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أول أمس في القاهرة طلبوا في قرار اعتمدوه من مجلس الأمن الدولي «تحمل مسؤولياته إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران العسكري الليبي فورياً»، الذي يستخدمه نظام القذافي سلاحاً لاستعادة مدن سيطر عليها الثوار. وأكد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد، أن سورية ليست طرفا بالقرار الذي اتخذه مجلس الجامعة لرفضها كل أشكال التدخل الخارجي وحرصها على وحدة وسيادة ليبيا. من جانب آخر، أشار المحلل السیاسی السوری "محمد الخضر" إلى أن سورية نفت بشكل واضح أي علاقة لها بموضع إرسال السلاح، وموضوع تدريب طيارين ليبيين أو مشاركة طيارين سوريين في عملية قصف المتظاهرين و لهذا السبب أن منطق الأمور والمتتبع للسياسية السورية لا يحتاج إلى الكثير من التفكير ليقتنع بأن سورية بعيدة عن هكذا أعمال. وقال: سورية في هذا الإطار كانت "نبهت من كثير من التدخلات الغربية وجربتها حقيقية من الأحتلال الأميركي - الأطلسي للعراق، ومن الضربات الأميركية والأطلسية في ثمانينيات القرن الماضي في لبنان وفي ليبيا نفسها"، موضحا أن "رفض التدخل الاجنبي في ليبيا هو ثابت من الثوابت السورية". واعرب الخضر عن اعتقاده، بأن "الأميركيين وكل من يلف حولهم له مصلحة في تشويه الموقف السوري، على أساس أن موقف سورية هو الموقف الوحيد والأساسي الرافض للتدخل الخارجي". يشار إلى، أنه وفي بداية الأحداث في ليبيا نفذ عشرات السوريين اعتصامين أمام السفارة الليبية بدمشق تضامنا مع المتظاهرين في ليبيا واستنكارا للعنف الذي تنفذه القوات الليبية ضد المحتجين.