يبدو أن السياسة المصرية عقب الثورة لا ولن ترضي الكيان الصهيوني مهما حدث ليس هذا فحسب فتل ابيب اليوم لا تشغل نفسها إلا بالحديث عن مصر بعد الثورة .
شارک :
وكالة أنباء التقریب (تنا) : يبدو أن السياسة المصرية عقب الثورة لا ولن ترضي الكيان الصهيوني مهما حدث ليس هذا فحسب فتل ابيب اليوم لا تشغل نفسها إلا بالحديث عن مصر بعد الثورة والحلقات النقاشية تعقد في كل مكان حتى داخل أروقة الأجهزة الامنية للبحث عن قراءة واقعية لمصر بعد الثورة ومستقبل وجود الكيان الصهيوني بعد ثورة ٢٥ يناير وفي أحدث القراءات لمستقبل مصر نشر مركز القدس للدراسات السياسية والإستراتيجية دراسة أعدها السفير الإسرائيلي السابق بالقاهرة تسيفى مازئيل حول مستقبل العلاقات الخارجية المصرية بعد ثورة يناير ..
وحرص مازئيل السفير الإسرائيلي السابق في بداية دراسته التي وصفها بالمهمة على التأكيد على أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد مبارك كانت متميزة خاصة على المستوى الرسمي وإن كانت العلاقات باردة للغاية على المستوى الشعبي إلا أن تل أبيب كانت تحقق المرجو من علاقاتها مع مصر بفضل العلاقات الرسمية المتميزة التي ربطت بين مبارك والكثير من أركان الحكم الإسرائيلي ولكن مع سقوط مبارك تحول الأمر لكابوس بالنسبة لإسرائيل .
وأضاف السفير السابق بالقاهرة أن السياسة المصرية تغيرت تماما في أعقاب الثورة وبدا واضحا أن مصر على أعتاب تغييرات جذرية فى مستوى علاقاتها وفى رؤيتها لمصالحها الإستراتيجية ويبدو واضحا أن مصر لن تكتفي بتغيير سياستها الداخلية فحسب بل ستقوم أيضا بتغييرات جذرية في سياساتها الخارجية أيضا .
والذى يتابع الشأن المصري سيكتشف بسهولة تغير لهجة الخارجية المصرية بشكل واضح في أعقاب الثورة فهناك على سبيل المثال الكثير من التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية المصري الجديد والذي أكد فيها أن مصر ستعيد تقييم كافة علاقاتها مع دول العالم الخارجى وفق مصالحها ومصالح الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية مبرزاً تأكيده بأن ليس لدى مصر أعداء وستسعى لإقامة علاقات طبيعية مع جميع دول العالم.
وتساءل مزائيل في ورقته البحثية إلى أي مدى تتطابق تصريحات العربي مع الواقع السياسي-الأمني في منطقة الشرق الأوسط، وهل الوضع المعقد هذا سيسمح بإجراء تغيير واسع في السياسة الخارجية المصرية .
ولعل من المهم هنا أن نشير إلى أن مازئيل يقصد العلاقات المصرية الإيرانية وعلاقات مصر بحزب الله وبحركة حماس تحديدا حيث أعلنت تل أبيب أكثر من مرة خوفها الشديد من تطور العلاقات بين القاهرة وحزب الله من ناحية والقاهرة وحركة حماس من ناحية أخرى خاصة وقد بدا واضحا أن مصر نزعت يدها تماما من مسألة إعادة الجندي الإسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط والذي كان مبارك نفسه يضطلع بمهمة إعادته إلى بلاده .
وقال مازئيل في دراسته أن مصر على سبيل المثال بدأت بالفعل في فتح معابرها مع قطاع غزة وسمحت بخروج ودخول وفود حركة حماس من وإلى القطاع بل وقامت بتوفير كل المساعدات لدخول إحتياجات قطاع غزة من الغذاء والطاقة وبدا واضحا أن مصر بدأت تغييراتها السياسية بقطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل والدليل على ذلك أن وزير الخارجية المصري نبيل العربي أعلن خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النمساوي فى ٥ إبريل الجاري أن قطاع غزة كبداية لانطلاق السياسة الخارجية الجديدة لمصر، والذي انعكس من خلال السماح لوفد حماس بالخروج من القطاع إلى مصر للسفر إلى دمشق للمرة الأولى بعد أن كان ذلك مستبعد الحدوث في فترة عصر مبارك.
مع ذلك استبعد الكاتب الإسرائيلي أن يكون هناك تأثير واضح لمصر في الآونة الحالية على القضية الفلسطينية، وبخاصة فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، نظراً لأن النظام المصري الجديد لا زال يتحسس خطاه الأولى على الساحة الدولية. مشيراً إلى أن الأمريكيين والإسرائيليين فوجئوا من الزيارة السرية التى قام بها رئيس المخابرات المصرية اللواء مراد موافي، إلى دمشق، والتقائه مع كبار المسئولين في حركة حماس، واصفاً تلك الزيارة بأنها تأتي فى إطار التوجه الجديد للسياسة المصرية ما بعد عصر مبارك، على الرغم من الاستياء الكبير الذي أبداه المسئولين الأمريكيين من تلك الزيارة، خاصة وأنه ليس لدى مصر ما تربحه من علاقاتها مع سوريا وعلى ضوء ذلك استغرب الكاتب الإسرائيلي من تصريحات مسئول مخابراتي مصر لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي أكد فيها أن اللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة وأقرانه في الجيش حريصون على الحفاظ على علاقات وطيدة مع واشنطن مثلما كانت قبل الثورة.
وبالطبع فإن أكثر ما يخيف الكيان الصهيوني هو حدوث تقارب شيعي سني حقيقي وبداية هذا التقارب من وجهة النظر الإسرائيلية هو حدوث انفراجة في العلاقات المصرية الإيرانية ولهذا اهتم مازئيل في بحثه بهذه المسألة فرصد وفق قوله عشرات التصريحات لوزير الخارجية المصري نبيل العربي التي أكد فيها أن مصر وإيران دولتنا صديقتان وهو المصطلح الذي أثار خوف الدبلوماسية الإسرائيلية بشدة وفق قول مازئيل خاصة بعد قول العربي أن إيران ليست دولة عدوة لا لمصر ولا للأمة العربية كما لم يبد العربي في تصريحاته المختلفة موقف معاد تجاه حزب الله معتبراً أنه جزء من الدولة اللبنانية وتناوله يعد بمثابة تدخل في الشئون الداخلية اللبنانية، مرحباً بتواصل مصر مع أي تيار سياسي في لبنان. حسام وهبة المصدر : التوافق