تاريخ النشر2011 20 May ساعة 19:06
رقم : 50459
منبر الجمعة

استنكار لزيارة فيلتمان..وانتقاد لخطاب أوباما

تنا بيروت
استنكار لزيارة فيلتمان..وانتقاد لخطاب أوباما
شكلت زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية  جيفري فيلتمان الى بيروت مثار استنكار لدى خطباء الجمعة بالإضافة الى تناول ما جاء في  خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الى الشرق الأوسط وظهوره بمظهر الرئيس المتكلم باسم الشعوب العربية . فقد رأى السيد علي فضل الله إن  الرئيس الأمريكي الذي اختبرته الشعوب العربية في كلماته المنمّقة وأفعاله المعاكسة لهذه الكلمات،  قدّم نفسه كإمام للثورات والتحركات العربية، شاهراً سيف العقوبات بيد وحاملاً رزمةً من الإغراءات في اليد الأخرى، ليفرض وصاية أمريكية على حركة الشعوب وعلى ملفات المنطقة كلها، وليمتدح السلطة في البحرين ويبرر كل أعمالها القمعية ضد المتظاهرين سلمياً، بما فيها المحاكمات الأخيرة التي لم تنطلق من أساس قانوني وواقعي، وليبعث برسائل الوعيد والتهديد لسوريا في محاولة جديدة لدفعها للانخراط في عملية تسوية مذلة بدأت معالمها تظهر تباعاً، فيما ردّ الكيان الصهيوني عليه بالمصادقة على ١٥٥٠ وحدة استيطان جديدة في القدس، للتأكيد على عمق العلاقة
الصهيونية الأمريكية في عهد "أوباما"، وبالتالي فلا حاجة للرئيس الأمريكي لتكرار اللازمة التي يرددها عند كل خطاب موجه للعالم العربي والإسلامي بأن إيمان إدارته بأمن إسرائيل لا يتزحزح. داعياً  الشعوب العربية والإسلامية أن تقول كلمتها إزاء هذه المحاولة المكشوفة لسرقة حركتها ومصادرة ثوراتها وتحركاتها، وأن تعرف سر اللعبة الأمريكية المزدوجة والمشروع الجهنمي الجديد الذي يطل علينا بالكلمات المعسولة ليبشر بواقع دامٍ في طول المنطقة العربية والإسلامية وعرضها. 
وأضاف لقد أعطى الشّعب الفلسطينيّ المظلوم والمضطهد والمشرَّد في أصقاع العالم في  الذّكرى الثّالثة والستّون للنّكبة   درساً مرّةً أخرى، حيث أشار إلى الوجهة الحقيقيَّة للصّراع، وإلى حجم معاناته في الخارج، وأثبت أنَّه لا يزال يتمسَّك بقضيَّته، ويرفض كلَّ الحلول الّتي تتمّ على حسابه وحساب عودته إلى أرضه الطّاهرة، إلى فلسطين.


من جهته، رأى الشيخ ماهر حمود أنه رغم كل المحاولات التي بذلها الرئيس اوباما ليظهر وكأنه يقدم نصيحة أو حتى مجرد وصف للوضع في الشرق الأوسط ، إلا أن لهجته وتهديداته المبطنة ، وتحديد من ينبغي أن يذهب ومن ينبغي أن يبقى من الرؤساء ، وإظهار نفسه انه يتكلم بالنيابة عن الشعوب ، يدل على غطرسة وكبرياء
لطالما كانت علامة على نهاية الرؤساء والحكام والمتكبرين في الأرض.
و أضاف "تزداد قناعتنا أن خطاب اوباما ينبئ عن نهايته ، انه يخفي ضعفا حقيقيا حيث أن هذه الدولة العظيمة المترامية الأطراف  والتي تجيّش الجيوش الجرارة والأساطيل الجوية والبحرية لا تستطيع أن تضع حدا لقرار (صغير) يوقف الاستيطان في القدس ، ولا تستطيع ان تلزم إسرائيل بقرار أممي واحد .
قائلاً ان  الرئيس الأميركي يظهر  بعد خطابه ، وبعدما حاول إرضاء العرب ببعض من الوعود ، وبعد جواب نتنياهو السريع على كلامه ،  كأنه نمر من ورق ، "يقوى علينا ويهددنا ويقرر لنا من يبقى من الرؤساء ومن يذهب، يشخص الأمراض ويصف الأدوية ويأمر وينهى ، أما بالنسبة لإسرائيل فانه كالمتلقي الضعيف الذي لا يقوى على مجرد النصيحة أو الاعتراض" . 
وفي الشأن السوري، اعتبر حمود انه يكفي الكلام عن  لقاء عبد الحليم خدام مع القناة الإسرائيلية الثانية ، وتحدثه عن حتمية الصلح مع إسرائيل ليغير مسار الأحداث في سوريا وليفضح المؤامرة التي لم تعد تحتاج إلى كثير من العناء لتنبئ عن نفسها .


من ناحيته قال نائب رئيس المجلس الشيعي  الأعلى عبد الأمير قبلان أنه يزور معاون وزير خارجية أميركا جيفري فيلتمان
لبنان وكذلك يستقبل لبنان معاون وزير الخارجية الإيرانية محمد رضا شيباني ، مرحباً بالسفير شيباني مع التأكيد على "إننا مع إيران في خيرها ونتمنى لها الخير المطلق ونتعاون معها على البر والتقوى. 
من جهة أخرى، تساءل سماحته عن الإصرار في تحدي أهل البحرين والعمل على إثارة الفوضى في سوريا، داعياً إلى الإصلاح ورأب الصدع والابتعاد عن المزايدة والفتنة، ونعتبر ان المسلم العربي تحدى الصعوبات ووقف بوجه الظلم فكان عملاقا يعمل باستمرار لوضع الحروف والكلمات في مواقعها، مضيفاً  إن  علينا أن نعيش الواقع ونتحدى الظلم والظلمة ونكون يدا واحدة متضامنين تسود علاقات الود والتعاون في عالمنا الاسلامي ونعمل في سبيل الخير ونبتعد عن الفرقة والغلظة والفظاظة ونعود إلى سابق عهدنا، فتتوحد الأمة الإسلامية وننهض ونتصدى لكل المؤامرات وننبذ كل الخلافات وندعو إلى الألفة والخير والبعد عن كل إساءة ونلتزم الإسلام ودعوته إلى التسامح والمحبة فيكون المسلمون كراما لا يحملون غلا وحسدا، ونريد إن يتمسك المسلمون بأحكام الشرع ويسيروا مع أولياء الأمر ويعودوا إلى تعاليم النبي والأئمة ويلتزموا الحكمة والصبر والعظات والدعوات إلى الخير، فإسلامنا عرفناه من أئمتنا الذين التزموا
نهج الحق وتصدوا للباطل. 


بدوره، رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي " إن الحرب الإعلامية والسياسية والأمنية ضد سوريا هي جزء من استراتيجية كبرى لتهديد دول الممانعة والقضاء على حركات المقاومة في المنطقة، معتبرا: أن ظروف الثورات العربية قدمت أفضل مسرح لأميركا وإسرائيل وحلفائهما للتدخل الجائر في سوريا وضرب أحد أهم المواقع الاستراتيجية للأمة حتى لا يبقى أي منازع لمشروع قوى الاستكبار في السيطرة على المنطقة. 
وختم بالقول :" إن أي تدخل عسكري ضد سوريا سيحدث زلزالا كبيرا في المنطقة والعالم، ولن تكون نتائجه إلا التصدع والتفسخ في الاستراتيجية الاستكبارية. واكد: إن ما حصل في مارون الراس وعين شمس، هو مجرد بداية واختبار أولي في الإرادات. وإن نزعة التدخل في شؤون بلادنا لأغراض يسميها الغرب الدفاع عن العالم الحر والعدالة والحرية وحقوق الإنسان لم تعد تنطلي على أحد". 

كعادته في كل خطبة جمعة أخذ الشأن اللبناني المعيشي الحيز الأكير للشيخ أحمد قبلان قائلاً أن  الناس ليسوا عبيدا لأحد، ولقمة عيشهم ليست وسيلة للمزايدة والابتزاز من قبل أي كان، ولا يحق لأي كان أن يتاجر بحقوقهم ويلعب بمصيرهم، وهم اليوم، أي اللبنانيون جميعا، يصرخون ويقولون بصوت عال لكل مسؤول غير قادر على ممارسة دوره والقيام
بواجبه كاملا تجاه شعبه وبلده، وفقا للدستور، وعملا بالقانون، فليتنحى. مضيفاً إن ما يجري هو جريمة موصوفة بحق الناس وبحق البلد ولا يجوز على الاطلاق أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه من تناكد سياسي وتعاكس خطابي وتأخير في عملية تأليف الحكومة.  سائلاً  ماذا تريد أميركا من لبنان؟ وماذا يريد فيلتمان بالتحديد؟ هذا المراوغ الذي يشرف على إدارة الأزمة في لبنان، نجده كلما شعر بأن الحلول قد اقتربت لجهة تأليف الحكومة أو لجهة تنفس الصعداء، يطل علينا نذير الشؤم هذا حاملا معه نافوخ الفتنة والانقسام من جديد.
وختم إننا نهيب بمن بقي لديه حد أدنى من الحرص على هذا البلد ووحدة هذا البلد أن يصرخ بوجه فيلتمان ويقول له: إرجع من حيث أتيت، ولا نريد ديموقراطية بلدك، هذه الديموقراطية التي شاهدنا نماذجها في العراق وفي أفغانستان وبالخصوص في فلسطين، ونشاهدها الآن وهي تحاول محاصرة سوريا وإسقاط الخط الممانع والرافض لسياسة وثقافة التنازل والاستسلام، ومحاصرة المقاومة كل ذلك من أجل أمن وأمان إسرائيل. لقد قالها أوباما بكل صراحة وقالها من سبقه من الرؤساء الأميركيين: بأن صلابة الصداقة الأميركية - الإسرائيلية مبنية على التاريخ".


مكتب بيروت


https://taghribnews.com/vdceoe8n.jh87nibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز