تاريخ النشر2011 2 June ساعة 21:18
رقم : 52026
اختتام مؤتمر الدولي الفكري الثاني للشهيدين في البقاع

الدور الوحدوي السياسي والفقهي في حياة الشهيدين

تنا بيروت
الدور الوحدوي السياسي والفقهي في حياة الشهيدين
اختتم المؤتمر الدولي  الفكري الثاني الذي يكرم العالمين الشهيدين محمد بن مكي الجزيني والشيخ زين الدين الجبعي أعماله في مدينة بعلبك في قاعة الشهيد السيد عباس الموسوي حيث ترأس الجلسة السادسة الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان ورئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك وتحدث فيها المستشار الثقافي للجمهورية الإيرانية في لبنان السيد محمد حسين رئيس زاده ورئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزبن الذي استذكر محطات وسيرة الشهيد الثاني وقال أنه شهيداً لأنه اختار ان يسير عاملاً وساعياً في سبيل الوصول للوحدة الاسلامية واعادة المعنى الصادق للأمة الاسلامية والتوجه الاسلامي والمذهبي . مؤكداً ان كل تلك السيرة تدل على ان العالم الشهيد درس المذاهب الاسلامية بعمق وتوسع واقتناع على تعددها والتي ترجع بأحكامها الى كتاب الله وسنة نبيه (ص) وان تعدد الاراء والاجتهادات قد يكسب لافقه مرونة اكثر عند تعدد المجتمعات وكثرة الاحداث. كما رأى ضرورة اقتران استعراض الشخصيات التاريخية وسردها بمقارنتها مع الاحداث في حاضرنا .

بدوره اعتبر رئيس مؤسسة "الشيخ محمد يعقوب للتنمية"والنائب السابق د.حسن يعقوب ان الاحتلال الصليبي لم يستطع ان يدنس بلدته الشهيد الاول جزبن التي حافظت على حرية العلمية التي يتحدر منها . وتحدث عن منهج هذا الشهيد العالم والمتبحر من كل صنوف العلوم والمدارس الذي اعلن ولاية الفقيه في زمن كان الصراع محتدما بين العثمانيين الذي اعتمدوا مبدأ الخلافة العريق . كما تطرق الى سيرة الشهيد الثاني الذي استطاع ان يضع يده على مكمن القوة في السلطة لانه تمكن من تفكيك الفتنة بين المذاهب والتقريب بينها . خاتماً بالقول ان الطغاة الذين قتلوا مثل هذين العالمين لم يدركوا ان هذا القتل والتشريد هو مبعث للامة وطريق منير في عالم من ظلام. 

تلاه كلمة لعالم من علماء القطيف في الممل السيد هاشم الشخص حول "قراءة في المنهج الفقهي عند الشهيدين :التطابق ونقاط الاختلاف" فقال ان الشهيدين كانا من كبار فقهاء الطائفة المتميزين سواء من حيث الاستيعاب والشمولية او من حيث العمق والابداع والتجدد وان الاثنين يبدوان كنسخة واحدة من الناحية العلمية والفقهية رغم وجود قرن ونصف القرن بينهما وعدد لنقاط التطابق بينهما التي من ابرزها النظرة التحقيقية الدقيقة والمعمقة والمنهج الاستدلالي القوي واسلوب التقصي والتتبع الشامل . اما نقاط الخلاف فبرزت في المنهج الفقهي فالشهيد الاول غلب على عمله الايجاز بينما الثاني كان اكثر تفصيبلا وانه يبدو اكثر احاطة واطلاعا على اراء فقهاء مدرسة اهل السنة رغم ان الاول نهل من المدرستين والفقهين . مؤكدا ان الشهيدين يشكلان مدرسة فقهية واحدة والاختلافات التي ذكرت كانت يسيرة. 


من جهته اشار الاستاذ في الحوزة العلمية في قم الشيخ محمد رحماني الى خمسة فصول تضمنها بحثه  " من صفات البارزة في منهج الشهيد الاول  التي يمكن ان نتعلم منها دروسا قيمة وتجارب ثمينة واهمها: سلوكه الوحدوي واهتمامه بالتقريب بين المذاهب الاسلامية وتأسيسه لانماط متعددة لقطع الطريق على من يريد استغلال تفكك الامة . متحدثا عن الرحلات التي قام بها الشهيد الاول الذي اصبح مرجعا في العلوم الشرعية  ودوره في رصف الاوضاع الاجتماعية رغم الاحتلال الصليبي ، واهتمامه بالنظام التأليفي وخاصة في تصنيف الكتب والنصوص الدراسية ومدرسته التي ارساها في الفكر والعلوم الاسلامية واهتمامه بالاحكان السياسية لا سيما ارائه في ولاية الفقيه العامة والاستدلال النقلي والعملي .واصفا شهادته بالصفحة الذهبية التي ختمت بدمه المقدس في سبيل حرية الفكر والاجتهاد . 

كما تحدث مدير وكالة التقريب الشيخ د. محمد مهدي تسخيري مستذكرا للايام التي قضاها في بلدة بعلبك مع الشهيد عباس الموسوي في ايام الجهاد التي رسمت اكبر ملحمة في تاريخ العالم المعاصر . مشيدا بعقد مثل هذا المؤتمر لاكثر من مئة وسبعين مرة بمشاركة علماء يحملون اكثر من نصف قرن من الجهاد العلمي .متطرقا الى بحثه الذي حمل عنوان " ظاهرة التكفير" وهو بحث استدلالي فقهي في ظل رؤية الشهيدين . عارضا لسبب اختيار هذا البحث بأن الاسلام اتى بعد حقبة من الزمن تقاتل فيها البشر ليحقن هذه الدماء ويدافع عن العقل والعرض . فكانت الصيانة للفرد وللمجتمع الانساني بكل جوانبه . مؤكدا ان كل الاسس التي ذكرت في القرآن الكريم تدعو الى قوة المجتمع والفرد عندما تدعوه للتحلية بالاخلاق الاسلامية العليا والالتزام بكل الامور التي تؤدي الى تنمية المجتمع . مضيفا ان المستعمرين عرفوا كيف يخلخاوا هذا النظام عبر بث الفرقة واهم مفاتيحها هي التكفير عندما يكفر المسلم اخيه المسلم ويجعله عدواً وهو في المنهج الواحد من الرسالة النبوية . فوُجدت الجماعات لهذه الغاية ودعمت فكريا لكي يسيطروا على المجتمع الاسلامي . داعيا العلماء الى الوقوف بحكمة للدفاع عن حقوق المسلمين وردع المؤمرات المحاكة .

وختمت الجلسة بكلمة للشيخ  محمد يزبك الذي تحدث عن مدينة بعلبك بين الماضي والحاضر وعن سيرة الشهيد الثاني الذي جعل من بلدته قاعدة من قواعد العلم العاملي ومنتجعاً للادباء والفضلاء . وقال ان الشهيد كان يركز على احتديث الرسول (ص) التي تناول التأكيد على وحدة الامة والتي تنبع من خالص توحيده للاسلام ووحدة الكلمة متحدثا عن الم الشهيد لما آلت اليه حال الامة الاسلامية آنذاك من تفكك ووجود كيانات مذهبية مغلقة على ذاتها . خاتما بالقول "سيبقى الشهيد رمزا ومنارا للوحدويين يلاحق الظالمين والمفرقين . 

بعدها عرّج الوفد المشارك على مدرسة الشهيد الثاني في بعلبك المدرسة النورية وهناك تسلم الوفد المجلدات التي جمعت عن الشهيدين وعن آثارهما .ليعود الوفد ويقوم بزيارة ضريح السيد عباس الموسوي والنبي شيت ومقام السيدة خولة بنت الامام الحسين (ع) .

خاص مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdcg3z9n.ak9xx4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز