تاريخ النشر2011 1 June ساعة 20:16
رقم : 51967
المؤتمر الدولي الفكري الثاني للشهيدين

دراسات في المناهج الدينية والادبية والمعرفية للشهيد الثاني

تنا بيروت
دراسات في المناهج الدينية والادبية والمعرفية للشهيد الثاني
استكمل المؤتمر الدولي الفكري الثاني تكريماً للشهدين العالمين الشيخ محمد بن مكي الجزيني والشيخ زين الدين الجبعي أعماله بحضور شخصيات سياسية ودينية وفعاليات . حيث عقدت الجلسة الخامسة في بلدة جباع جنوبي لبنان مسقط رأس الشهيد الثاني . وترأس الجلسة   مساعد وزير الخارجية الايراني  هادي خسرو شاهي كما تحدث فيها استاذ في الحوزة العلمية (قم) ورئيس مؤتمر الشهيدين الشيخ احمد مبلغي عن دور "الواجب الكفائي في تعميق وتوسعة المسؤولية الاجتماعية بالتركيز مع الاستلهام من الشهيد الثاني " الذي اعطاه ثلاث اتجاهات : اتجاه التركيز في تعريفه على تعيين المخاطب للطلب الذي بدوره ينقسم الى خمس تعاريف واهمها ان الواجب الكفائي هو الذي توجه الخطاب الى احد المكلفين لا بعينه المنطبق على كل واحد منهم ويسقط بفعل بعض عن الباقي . كذلك لفت في بحثه للدور الذي يلعبه الواجب الكفائي قبال المسؤولية الاجتماعية ففي التعريف تعتبر هذه المسؤولية الالتزام الذاتي والفعلي للفرد تجاه الجماعة وما ينطوي عليه من اهتمام بها ومحاولة فهم مشاكلها والمشاركة معها في انجاز عمل ما مع الاحساس بحاجات الجماعة والجماعات الاخرى التي ينتمي اليها . معدداً لعناصرها ومنها الشمولية والذاتية والتركيز على التوجه نحو المجتمع ذات الابعاد الثلاث : التوحد مع الجماعة والتفاعل معها ومحاولة تحقيق مصالح ومطالبات المجتمع وايضا التغطية الديناميكية المتطورة للقضايا الاجتماعية . واكد على ضرورة توافر ثلاث عناصر في الواجب الكفائي ذات التأثير على المسؤولية الاجتماعية : اولها ايجاد الاحساس بالتكليف والشمولية مستشهدا بقول للشهيد الثاني " ان الخطاب به عام على جميع الناس" اما العنصر الثالث فيتضمن قابلية التغطية لانواع المصلحة . 
تلاه كلمة لعميد كلية الدعوة الاسلامية عبد الناصر الجبري عن "المنهج الصوفي في عهد الشهيدين" فقال الكلام عن العلماء لا يمكن فصله عن الزهد او التزكية او التصوف دون الوصول الى مقام المعرفة وكل الالفاظ السابقة هي طريق الى العرفان والحقيقة والعالم لا يكون كذلك الا بعد احراجه للدنيا من نفسه . واشاد بالعالمين الشهيدين اللذين لهما اثر في الحركة العلمية . وتحدث عن تاريخية التصوف التي ظهرت مع اجواء سياسية ابان الغزو الصليبي وما نتج عنه من مادية عميقة وهرب الناس الى الزوايا الى التصوف الذي يتعلق بباطن الانسان المتخلي عن الدنيا المتقشف وشديد الفقر عن اقتناع بمقابل المترفين . مضيفا ان هؤلاء لم يعيشوا على هامش الحياة بل كثير منهم معروف بحكمته بمختلف الميادين . وان التصوف يمكن ان يصبح ظاهرة في المجتمع رغم اختلاف المذاهب .شارحاً لمعنى التصوف المشتق من كلمة الصفاء التي تعني شرح الصدور ونقاءها والذي يعبر عن حالة انسانية يحتاج اليها الانسان . وهو ليس حركة فلسفية بل عمل وطريق الى الله تعالى . 

كما حاضر الاستاذ في الحوزة العلمية الشيخ علي جابر حول " منهج التفسير القرآني عند الشهيد الثاني" ،قائلا ان الابعاد الروحية والعلمية للشهيدين تحتاج الى اكثر من مؤتمر ، وتحدث عن صعوبة ايجاد تفسيري عند الشهيد الثاني واضح المعالم الا ما تركه كفقيه يبحث في ايات الاحكام ويعمل بها لاستنباط الاحكام الشرعية من كتاب الله الىجانب المدراك الشرعية الاخرى بالاضافة الى تفسير اية البسملة . مستعرضاً لشخصية الشهيد الثاني الذي الى جانب كونه فقيها كان متكلما وعارفا وله في العرفان العملي باع طويل . ووجه المفسر لديه واضح وقوي من موفع فقاهته . وقال ان بحثه يتضمن ثلاث عناصر تتعلق بتفسير الشهيد الثاني : المنهج ومحاولة استنباطه وهو ادبي يعتمد على عناصر محددة يغلب عليها الطابع النقلي ، والتفسير النظري اي تجميع الايات الناظرة الى موضوع واحد ويعمل على الاستنباط من خلال هذه العناصر التي تشترك في توضيح المعنى. وكذلك تفسير اية البسملة من خلال عناصر جمعها الشهيد الثاني والمتمثلة بالقرآن الكريم والاخبار من روايات حول الاية عينها واداب اللغة العربية من صرف ونحو وبلاغة  وكذلك الشعر . 

وتطرق الباحث في الفكر الفلسفي و مدير مكتب "دلتا للابحاث المعمقة محمود حيدر لموضوع "واحدية العالم والمعارف في تجربة الشهيد الثاني" .قائلا ان الفقه والعرفان تحولا الى واحد في شخصية هذا الشهيد مستشهداً بالحادث العرفاني الذي حصل مع الشهيد في سن الاربعين عندما كان في بلدة جباع وذهب الى بعلبك حيث حصلت معه خواطر ربانية بعد ان بلغ درجة حجة الاسلام لكنه انتقل الى عالم العرفان متحدثا عن سلوكه مفرقا بين العرفان والتصوف الشيعي الذي يعني بلوغ المنطقة الوسطى بين الفقه والعرفان والجمع بين الحقيقة والشريعة والذي يعبر عن مدرسة اهل البيت (ع) . 

من جهته، تحدث رئيس جمعية العلماء في تركيا  الشيخ عبد الله طوران عن الشيعة في تركيا وافاض بالمعلومات عن عددهم الذي يصل الى مليونين نسمة ويقطنون في شرقي تركيا قرب حدود ايران وروسيا . ولديهم ثمانية عشر مسجدا هناك ومئة وثمانين مركزا دينياً . مضيفا ان قبل خمسين عاما لم يكن للشيعة عالم ديني ، الذين ذهبوا الى الحوزات العلمية في قم وتولد عنها عدة حركات اسلامية . 

وختمت الجلسة بكلمة لنائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي اعتبر فيها ان بين العمامة والشهادة حكاية ، وان الشهيد الاول هو راية في الركب الكربلائي وان الثاني هو شاقة في الهدى الحسيني وهما من المواكب التي تمتد وتزيد الراية تألقاً  . كما تطرق الى دور العلماء في الجهاد ومقارعة الطغاة ، قائلا ان لم يكن العالم شاهدا فلن يكون شهيدا واشاد ببلدة جباع منهل الشهيد ومعقل المجاهدين ومنطلق لمسيرة التحرير .التي القت باسرائيل في قعر الهزيمة التي يجتاحها اليوم الهلع من ذكرى النكسة بان تتحول الى نكسة وهذا دليل على افلاس هذا العدو وقوة ارادة الشعوب التي استلهمت دروس المقاومة من شهدائها . 

بعدها جال الوفد المشارك على المعلم السياحي للمقاومة "مليتا" كأحد ثغور الجهاد والذي اسس بعد عام 2006 .
يذكر ان الجلسة السادسة ستعقد في بلدة النبي شيت في البقاع حيث ستخللها زيارات دينية وسياحية والمدرسة النورية للشهيد الثاني في بعلبك. 


خاص مكتب بيروت
https://taghribnews.com/vdcjahei.uqevmzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز