مفاوضات فيينا النووية تنطلق الإثنين المقبل وسط ترقب وقلق إسرائيليّين
"إسرائيل" قلقة من مفاوضات فيينا.. لن تتمكن من معارضة الاتفاق عسكرياً
تنا
تترقب"إسرائيل" بقلق مفاوضات فيينا النووية عشية انطلاقها الإثنين المقبل، وترى أنّ "استهداف المواقع النووية الإيرانية سيكون ضرورياً في حال توقيع الاتفاق".
شارک :
بقي الملف النوويّ الإيرانيّ حاضراً بقوة في المشهد الإسرائيلي العام، وذلك مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات النووية في فيينا، الإثنين المقبل.
ورغم اعتراف المسؤولين الإسرائيليين بوجود تباين في المواقف بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية بشأن إيران، حرصوا على تأكيد تمسّكهم باستمرار الحوار مع واشنطن. وفي الوقت ذاته، العمل على "بناء القوة العسكرية وتطويرها".
وفي مقابل التهديدات بعمل عسكري إسرائيلي ضد إيران، برز موقف لرئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت، قال فيه إن "إسرائيل" لا تملك خياراً عسكريا فعلياً ضد إيران، وكل والاستعدادات لهذا الخيار كانت هدراً للمال، على أمر لا فرصة له في النجاح.
وأبدى خبراء ومعلقون إسرائيليون اهتماماً واسعاً بإمكان عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي للعام 2015. ورأوا أنّ الهجوم من قبل "إسرائيل" على المواقع النووية من الضروري أن يكون مطروحاً بشكل لا لبس فيه.
وأضافوا أنّ "إسرائيل" غير ملزمة باتفاق نووي غير مناسب لها، ولفتوا إلى أن الأشهر المقبلة ستكون حرجة لأمن "إسرائيل" القومي، حيث ستصمّم القرارات الأميركية حيال إيران محيط "إسرائيل" الاستراتيجي لسنوات عديدة.
قلق إسرائيلي
وأعرب المدير العام لوزارة خارجية الاحتلال، ألون أوشفيز، عن قلقه من عودة الطرفين، الإيراني والأميركي، إلى طاولة المفاوضات الإثنين المقبل في فيينا، لافتاً، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "هآرتس"، إلى أنّ "الحديث يدور عن اتفاق سيّئ يوفّر شرعية لبرنامج نووي عسكري لا ينوي الإيرانيون أصلاً التراجع عنه".
وحذّر أوشفيز من العودة إلى الاتفاق النووي لأنه "لن تكون له صلة بعد شهرين"، فالإيرانيون سيكونون ضمن تعريف دولة عتبة (نووية) - و"هذه قصة مختلفة تماماً".
ودعا أوشفيز المجتمع الدولي إلى تبنّي مخطط عمل أكثر حزماً وصلابة ضد إيران، يشمل فرض عقوبات مشدّدة على طهران، ومطالبتها بالتخلّي عن تطلّعاتها النووية، كما تشمل تهديدات بعمل عسكري كبير ضدها في حال عدم تعاونها.
وفي مقابل هذه التهديدات، قال أولمرت إنّ "إسرائيل" لن تقود معركة عسكرية واسعة ضد إيران، وكل التحضيرات والتهديدات كان الهدف منها إخافة الأميركيين - نحن متعلقون بالولايات المتحدة أكثر من أي جهة أُخرى".
وفي دلالة إضافية على التباين في المواقف بين "إسرائيل" والولايات المتحدة حيال إيران، وصف مسؤولون إسرائيليون المحادثات التي أجروها مع المبعوث الأميركي لشؤون إيران، روبرت مالي، الذي زار "إسرائيل" مؤخراً، بأنها كانت "محادثات صعبة وخيبة أمل عميقة"، حتى إنهم اعتبروا المبعوث الأميركي "جهة معادية"، بادّعاء أنه دفع الإدارة الأميركية إلى "استسلام مخزٍ للعدو"، وفق تقرير نشر أمس الجمعة في "إسرائيل".
"الخيار العسكري ضرورة "
الاهتمام الواسع في "إسرائيل" بإمكان عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي وُقّع مع إيران في العام 2015، انعكس في تقديرات الخبراء الإسرائيليين، الذين برز منهم رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، والذي قال لموقع "يديعوت أحرونوت" إنّ الهجوم من قبل "إسرائيل" على المواقع النووية الإيرانية (حادثة نطنز)، إذا اتجهت إيران إلى المسار الذي يعرض وجودها للخطر، "يجب - بل من الضروري - أن يكون مطروحاً بشكل لا لبس فيه".
وأضاف كوهين، ردّاً على سؤال إذا كان يعتمد على الأميركيين في الموضوع النووي الإيراني: "إني أعتمد علينا نحن بأن نطالب باتفاق جيد، وآمل كثيراً أن الولايات المتحدة تدرك معنى اتفاق ليس جيداً. فقد رأيت في الفترة الأخيرة، وخاصة منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق، ماذا بإمكان إيران أن تفعل إذا قررت التوجه إلى مسارات سيئة بالنسبة إلينا".
بدوره، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً اللواء احتياط عاموس يدلين إنه "لا يوجد أيّ جديد في القول إنّ إسرائيل غير ملزمة بالاتفاق النووي الذي وقّعته إيران في العام 2015 مع الدول العظمى، فهي لم توقّع عليه ولم تقبل به قط".
يدلين لفت إلى أنه "في حال تمّت العودة إلى هذا الاتفاق، فإنه صار اتفاقاً أسوأ بكثير، لأنّ الإيرانيين طوّروا أجهزة طرد مركزيّ متقدّمة، وبالتالي الاتفاق لن يجعلهم بعيدين سنة عن القنبلة، بل شهرين فقط"؛ وإضافة إلى ذلك، (من الناحية الزمنية) "نحن في النصف الثاني من الاتفاق، أي النصف الذي يقود إلى الأفول، بحيث يصبح للإيرانيين شرعية لبرنامج كامل".
يدلين دعا إلى أن تكون لـ"إسرائيل خطة عسكرية جاهزة"، متسائلاً إن كان يمكن القضاء على النووي الإيراني عسكرياً؟ أو إن كانت "إسرائيل" تستطيع فعل هذا وحدها؟ ليجيب بأنّ "الأمر ممكن، لكن يجب التأكد من أنّ ما كان ممكناً سنة 2010 وسنة 2012 ما زال ممكناً اليوم".
من جهته، قدّر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي ولشعبة العمليات في قوات الاحتلال الإسرائيلي، اللواء احتياط غيورا آيلند، أنه "لن يحصل اتفاق جديد بين إيران والولايات المتحدة، رغم استعداد الولايات المتحدة لتقديم تنازلات بعيدة المدى"، وذلك لأن "الفجوة كبيرة" بينهما، إلى درجة أنه حتى الولايات المتحدة لن تتمكن من التسليم بما تريده إيران".
وأشار آيلند إلى أنه "ما دامت الولايات المتحدة تدير مفاوضات جدّية مع إيران، وما دامت الولايات المتحدة تأمل التوصل إلى اتفاق، بالطبع إن عُقد اتفاق، سواء أحببناه أم لا، فإنّ إسرائيل لن تتمكن من معارضته بعملية عسكرية"، مضيفاً: "أما إذا لم يُعقد اتفاق، أو حصلت أزمة بين الأميركيين والإيرانيين، فهذا يفتح ربما مجالاً أوسع لإسرائيل".