"حجر وحذاء".. تعرّف إلى كيفية تصدّي المرابطين لاقتحام الأقصى
تنا
مع تصاعد هجمة الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، تتنوع الأدوات والأساليب التي يستخدمها المرابطون في الدفاع عن الأقصى وإرباك اقتحام المستوطنين له وإفشال مخططاتهم.
شارک :
أحمد صقر
وتعم أجواء التوتر الشديد الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع تصاعد عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى، واقتحامه بشكل متكرر، والسماح للمستوطنين بالتجول بداخله، في ذات الوقت قيامه بإخلاء الأقصى من المصلين ومنع وإعاقة وصولهم للصلاة والاعتكاف فيه، حيث قام باعتقال المئات من المصلين والمعتكفين الجمعة الماضي، كما أصيب أيضا المئات جراء اعتداء قوات الاحتلال الوحشي على المصلين من النساء والشيوخ والشباب.
تكسير المصلى القبلي
ولتسليط الضوء على حياة المرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك، وخاصة إبداعاتهم وابتكاراتهم في التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال والجماعات المتطرفة للمسجد الأقصى، تحدثت "عربي21"، مع أحد الشبان المرابطين الذين عاشوا الاقتحام العنيف للمسجد الأقصى الجمعة الماضي، وكانوا من بين المئات الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من داخل المصلى القبلي بعد اقتحامه، والإفراج عنه لاحقا بعد "اعتداء وحشي" عليهم من قبل جنود جيش الاحتلال.
وأوضح أنه بعد أداء صلاة فجر الجمعة، اقتحم جيش الاحتلال المسجد الأقصى، وبدأ في إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي صوب المصلين والمرابطين في الأقصى، وعندها دخلنا إلى المصلى القبلي، وبدأ جنود الاحتلال المدججون بالسلاح بتكسير شبابيك المصلى القبلي، وإحداث فتحات استخدمها لإطلاق قنابل الغاز والصوت وغاز البودرة على المرابطين والرصاص المطاطي، وتسبب ذلك بإصابة الكثير من الشيوخ والشبان.
ولفت المرابط الذي فضل عدم ذكر اسمه، وهو الذي يسكن مع عائلته في حي العيساوية بمدينة القدس المحتلة، أن المرابطين داخل المسجد الأقصى حاولوا الدفاع عن المسجد والتصدي بما توفر لديهم من أدوات بسيطة لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، والذي يتم بمرافقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال، وتم إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات نحوهم، والحجارة وما توفر من أحذية وإطلاق صيحات التكبير، وكل هذا رغم بساطته إلا أنه بحسب الشاب المقدسي "يرعب قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال ويربكهم".
"عشق الأقصى زاد"
ونوه أن "قوات الاحتلال والمستوطنين، عندما أطلقت نحوهم المفرقعات من خلال أحد بوابات المصلى القبلي، هربوا من المكان"، موضحا أن "قوات الاحتلال في البداية، حاولت اقتحام المصلى القبلي من أحد الأبواب، لكن المرابطين تصدوا لذلك، وفشلت قوات الاحتلال وقتها في الدخول، ولكنها لاحقا تمكنت من اقتحام المصلى والاعتداء بشكل وحشي على المرابطين والمعتكفين وتكسيرهم".
وذكر أن المرابطين، "حاولوا الدفاع عن أنفسهم صوب الرصاص المطاطي نحوهم، وقاموا باستخدام القواطع الخشبية التي تستخدم للفصل بين الرجال والنساء وقت الصلاة كسواتر للاحتماء من الرصاص المطاطي، كما استخدموا خزانات الأحذية وفرشات المعتكفين".
وأشار إلى أن "قطعان المستوطنين المقتحمين للأقصى، جبناء جدا، يرعبهم جلوس المرابط والمصلي على كرسيه فقط داخل الأقصى دون أن بفعل أي شيء، وهؤلاء لولا قوات الاحتلال التي ترافقهم لما تمكنوا من داخل الأقصى"، مضيفا: "هؤلاء لديهم غل وحقد كبير على القدس والمسجد الأقصى".
ورغم تصاعد العدوان الإسرائيلي على القدس والمسجد الأقصى والمقدسيين وخاصة المرابطين والمعتكفين، إلا أن المرابط المقدسي، أكد لـ"عربي21"، أن "حب القدس والمسجد الأقصى يزداد في قلوبنا مع كل اعتداء علينا من قبل قوات الاحتلال، ورغم الاعتداء العنيف علينا، سنرجع دائما للدفاع عن مسجدنا الأقصى، ولو اعتقلنا 100 مرة، سندافع عن الأقصى ونعتكف بداخله".
"زوال الاحتلال"
وأكد الشاب المقدسي، أن "قوات الاحتلال عقب تقييد المرابطين داخل المصلى القبلي وضربهم، بدأوا في تكسير محتويات المسجد دون سبب، وحاولت قوات الاحتلال إذلال الشباب، لكنهم فشلوا"، منوها أن "معنويات المرابطين كانت عالية جدا، وكنا نضحك ونبتسم، وكل هذا فداء للأقصى".
وأعرب المرابط، عن أمله بزوال الاحتلال الإسرائيلي قريبا عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، كي "نتمكن من الصلاة والاعتكاف بحرية في الأقصى بعيدا عن القمع والتنكيل وحواجز الاحتلال واحتجاز البطاقات وغيرها من الإجراءات التي تعيق وصولنا إلى المسجد الأقصى"، مضيفا: "نريد أن نصلي بأمان بعيدا عن اقتحامات المستوطنين الذين يفتعلون المشاكل وينتهكون حرمة الأقصى".
وفي نهاية حديثه لـ"عربي21"، نبه إلى أهمية "الحفاظ على الرباط والاعتكاف داخل المسجد الأقصى، من أجل الدفاع عنه أمام عدوان الاحتلال المتواصل عليه، ومن لم يتمكن فعليه أن يساهم في الدفاع عن المسجد بأي طريقة؛ وإن كان ذلك منشور على وسائل التواصل".