يتميز موقع قلعة مصياف بوجوده في تقاطع الطرق التجارية بين الساحل السوري و الداخل و بين سهل الغاب و سهول حمص و هي طرق أزدهرت تجاريا من الفترة الرومانية و حتى منتصف القرن التاسع عشر. تم إختيار المكان الصخري المناسب لبناء القلعة في الموقع الحالي و الذي تحيط به السهول الخصبة لضمان توفر المؤن و الحاجات الضرورية لحامية القلعة. يتميز النتوء الصخري بإنحداره الإصطناعي الحاد الذي يضمن للقلعة الدفاع المناسب. بالإضافة إلى ذلك أستطاع البناءون من تجهيز خزانات القلة و أقبيتها عبر حفرها في القاعدة الصخرية و تدعيمها بالأقواس و الأعمدة الكبيرة.
شارک :
تاريخ القلعة لا توجد مصادر تاريخية تؤكد لنا تاريخ القلعة في هذه النطقة من وسط سورية الداخلية و لكن يمكن أن تكون الفترة الرومانية في سورية (۶۴ ق.م – ۳۹۵ م) التي شهدت بناء تحصينات دفاعية على طول الطرق التجارية و يمكن أن يكون مكان القلعة الحالي قد شهد بناء تحصين مهم في العام ۴۴ ق.م أستمرت أهمية القلعة في الفترة البيزنطية (۳۹۵ م -۶۳۶ م) وزادت من توسعها العمراني و خاصة بعد إزدهار مدينة أنطاكية و تجارتها عن طريق سلسلة من الأماكن الهامة على الطريق إلى الساحل السوري عبر قلعة برزية و أبو قبيس و حماة ثم برج جرجرة و مصياف و القدموس. مع بداية الفترة الإسلامية لم تلق القلاع بأهمية كبرى و خاصة في الفترة الراشدية و الأموية. لذلك كانت قلعة مصياف في البداية تابعة لمدينة حمص أثناء الحكم الأموي ومن ثم آلت ملكيتها إلى الطولونيين في مصر و من ثم تناوب على ملكيتها كل من الأخشيديين و الحمدانيين في حلب و أصبحت قلعة مصياف ذات أهمية إستراتيجية سنة ۹۶۷ / في عهد الأمير سيف الدولة. مع الغزو البيزنطي لشمال و وسط سورية ألت القلعة إلى نيقفور فوكاس البيزنطي عام ۹۶۹ و بعدها أستملكها الفاطميون في عهد المعز لدين الله و لاحقا لبني منقذ أمراء شيزر سنة ۱۰۸۱م. استولى عليها المغول سنة ۱۲۵۸ م أثناء اجتياحهم سورية لبعض الوقت – واسترجعها الإسماعيليون بعد انتصار المماليك بقيادة قطز في معركة عين جالوت عام ۱۲۶۰ م ثم استلمها الظاهر بيبرس عام ۱۲۷۰ م وقد طرأت على القلعة عدة تغيرات خلال العهد المملوكي وبعد الاحتلال العثماني شغلتها حامية عثمانية بداً من النصف الثاني في القرن السادس عشر الميلادي حيث أصبحت مركز نيابة . وأقامت فيها حامية فرنسية خلال فترة الانتداب الفرنسي من عام ۱۹۲۰ م حتى ۱۹۴۷ م . مدخل القلعة : للقلعة مدخل من الجهة الجنوبية الشرقية وهي الجهة الأضعف في القاعدة الصخرية من حيث إمكانية الوصول ويبدو أنه مبني على مراحل أما وضعه الحالي فيأخذ شكلاً منكسراً حيث يصعد إليه بدرج كان يتقدم ببرج متقدم لزيادة القدرة الدفاعية ثم يدخل إلى بهو ينكس عبر باب يفضي إلى ممر يصل إلى الطابق الأول من القلعة ودرج يقود إلى الداخل ، وقد زود الباب ببرج مؤلف من ثلاث طبقات وشرفة طلاقات في أعلى الباب لحمايته. الأبراج الخارجية : إن أبراج القلعة غير متشابهة فبعضها له شكل مربع يرتفع إلى ثلاث طبقات وبعضها مضلع ومرامي السهام في القلعة ذات صفات ومقاسات متعددة حيث يظهر جلياً أعمال التدعيم والتقوية التي طرأت على هذه التحصينات ومن الجهة الشمالية هناك برجان مربعان نحت القاعدة الصخرية تحتهما بينما يناسب مع تصميمها وهما يحميان باب صغير يؤدي إلى القلعة والأسوار الخارجية والأبراج مزودة بشرفات لرمي السهام في أكثر من مكان . القــسم الداخلــــي : بني هذا القسم اعتماداً على مخطط القلعة البيزنطية التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الميلادي حيث تم تحويره وتقوية جدرانها فارتفعت الأبراج الداخلية . ويحوي هذا الجزء الطابق الرابع من القلعة والأول من هذا الجزء وهو بني على أعلى جزء من الكتلة الصخرية حيث توجد أبراج تطل على الممرات الداخلية للقلعة ويحوي عدداً من الغرف والمستودعات وقد تم تغيير مواصفاته . فزود بمدخل يناسب الفترة الأيوبية بشكل منكسر يفضي إلى ما يفيد أن يكون الطابق الأول من قصر القائد وقد أرخت كتابة الباب هذه الإضافة في عام ۱۲۲۸ م . أما الجزء الشمالي الغربي من القليعة البيزنطية والذي يتألف من ثلاثة أبراج مربعة فقد تداخلت مع السور الخارجي للقلعة وشكلت نواة لأبراج مضلعة ثلاث ذات الصبغة المعمارية المملوكية. أما ما بقي من الطابق الخامس فهو أجزاء من الجدران العالية . المصدر: موقع "سيرياستيبس" الالکترونی السوری