للكشف عن مصير الإمام الصدر والحذر من الحلف الأطلسي و لتحرير بقية الأسرى الفلسطينيين
تنا ـ بيروت
هل هو انتصار فعلا للشعب الليبي ولمبادئ الثورة والحرية والاستقلال ، أم هو انتصار لحلف الناتو وللاستكبار الغربي و"للسيدة كلينتون" التي قالت قبل يومين فقط ، يجب أن يأسر أو يقتل
شارک :
حدثان هامان فرضا نفسهما على منبر الجمعة لهذا اليوم، الأول هو مشهد مقتل القذافي في ليبيا ،و الثاني هو مشهد تبادل الأسرى وإطلاق ١٠٢٧ فلسطيني وفلسطينية بعملية تبادل هي الأولى من نوعها من حيث العدد وتأكيدها أن لا شيئ سوى المقاومة يحقق الحرية .
و قد علق خطباء منبر الجمعة على هذين الحدثين الهامين ، محذرين الشعب اللليبي من إستغلال ثروات بلادهم من قبل الحلف الأطلسي،و الاستكبار الغربي ، فقد رأى سماحة الشيخ ماهر حمود أن هنالك مشهدان متناقضان في عالمنا العربي ... حصلا في هذا الأسبوع : مشهد مأساوي يدفعنا إلى القنوط واليأس والى الشك بمقدرات امتنا العربية والإسلامية ، ومشهد يدعونا إلى التفاؤل والثقة ويفتح ثغرة أمل في مستقبل هذه الأمة .
المشهد الأول : هو مشهد مقتل القذافي في ليبيا ، حيث يدعونا هذا المشهد إلى التساؤل : هل هو انتصار فعلا للشعب الليبي ولمبادئ الثورة والحرية والاستقلال ، أم هو انتصار لحلف الناتو وللاستكبار الغربي و"للسيدة كلينتون" التي قالت قبل يومين فقط ، يجب أن يأسر أو يقتل .
والمشهد الثاني : هو مشهد تبادل الأسرى وإطلاق ١٠٢٧ فلسطيني وفلسطينية بعملية تبادل هي الأولى من نوعها من حيث العدد ومن حيث أنها حطمت الشروط الإسرائيلية ، وأكدت أولوية المقاومة ، وجمعت كافة الفصائل تحت راية المقاومة والتحرير .
وتابع الشيخ حمود أن موت القذافي فتح أبواب المجهول ،من سيحكم وكيف وفي أي اتجاه، وكم ستكون حصة الناتو من النفط الليبي ومن مستقبل الأمة العربية والإسلامية ؟ هذا دون أن ننسى قضية الإمام الصدر ورفيقيه والتي تدل أيضا على أن مبادئ العروبة والإسلام و(الضيافة) العربية لم تحجب دم الإمام ومن معه ، ولم تشكل رادعا لجريمة هي من أبشع جرائم الضيافة والكرم الحاتمي والعروبة والتقدمية خاصة بعد إصراره بعد ٣٣ عاما على انه أنهى التحقيق وان الإمام ورفيقيه ذهبوا إلى روما واختفوا هنالك.
من جهته نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان استهل خطبته بالقول على الباغي تدور الدوائر، مشيراً إلى أن مصير ألقذافي هو بفضل ما جنته يداه فهو ظلم الشعب الذي انتفض ومارس حقه وقام بدوره ليضع حدا لهذا المجنون المغرور المتكبر، ان معمر القذافي لم يسمع مطالب الناس فضرب عرض الحائط بمطالبهم حتى لاقى هذا المصير المحتوم، مطالباً الجميع ان يتعظوا به .
وطالب سماحته المجلس الانتقالي في ليبيا بملاحقة أعمال ألقذافي فيحققوا في قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه ويقولوا لنا الحقيقة ونطالبهم بمراقبة ومحاسبة ومحاكمة من كان مع ألقذافي وسار على خطاه، نريد ان ينعقد المجلس الوطني الانتقالي بشكل مستمر لكشف مصير الإمام موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والإمام عباس بدر الدين، ونحن من لبنان كما قال دولة الرئيس نبيه بري سنوفد وفدا إلى ليبيا ليعمل للوصول إلى الحقيقة . و لفت إلى أن على حكام اليمن والبحرين ان يقلعوا عن العصبية ويتركوا الظلم ويتخلوا عن العصبية والبغضاء والمنكر فيعملوا لما يرضي الله ويبتعدوا عن سخطه فيكونوا مع الله ليكون الله معهم .
من جهته، أكد فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان أننا امام مسؤوليتنا كبرى على امتداد عالمنا الاسلامي بفهم مكر العدو بنا من تونس الى مصر الى البحرين الى سوريا، هناك محاولة لجرنا للاقتتال الداخلي . وفيما يتعلق بالأسرى المحررين في فلسطين وصف حال الأسيرة السابقة احلام التميمي التي كانت محكومة ١٦ مؤبدا ، حيث كانت في سجنها يدخل السجان عليها يوميا ويقول احلام ستموتي في السجن ورح تخي هون وهي ترد عليه فشرت وراي رجال ، احلام التميمي تثق ان وراءها رجال وسيطلقونها ، هو عنوان من عناوين الحياة ، صورة مشرقة وتدلك على الطريق ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ، ابحث عن نقطة الضعف عن العدو الغاصب ، ونقطة ضعفه الاسر ، فاليوم الاسرى وغدا المسرى لذلك اياك ان تنزلق في زواريب ضيقة ، اتجهوا صوب القرآن الكريم القائل "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " وسترون مصارع الظالمين بام اعينكم .
بدوره، هنأ سماحة العلاّمة السيّد علي فضل الله، على انتصارهم وطيّهم لهذه الصفحة المظلمة من تاريخ ليبيا، داعياً الشعب الليبي إلى وعي المخاطر التي تواجهه، ولا سيما من الحلف الأطلسي، الذي يريد السيطرة على ثروات الشعب الليبي، و لفت سماحته إلى أننا دفعنا نحن ثمناً باهظاً بفعل جريمته الكبرى في اختطافه لشخصية كبيرة هي شخصية سماحة السيد موسى الصدر، التي كان لها دورها الريادي على المستوى الإسلامي المنفتح، وفي مواجهة الحرمان الداخلي ووقوفه مع القضايا الكبيرة، لا سيما القضية الفلسطينية، وهو الذي قال "إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين"...
من جهة أخرى، لفت سماحته إلى أجواء من الفرحة ومشاعر العزَّة التي تعيشها فلسطين المحتلَّة وقطاع غزَّة، ومعهما شعوب العالم العربي و الإسلامي في هذه الأيَّام، مع الإعلان عن صفقة التَّبادل بين حركة "حماس" وكيان العدوّ، مقابل إطلاق سراح الجندي الصّهيوني "جلعاد شاليط" مؤكداً أن هذه الصَّفقة صدقيَّة أظهرت المقاومة الإسلاميَّة في فلسطين في التَّعامل مع أسراها، وأنّها لا تنساهم، كما أكَّدت أحقيَّة خيارها الجهاديّ في مواجهة عدوّ لا يعي إلا لغة القوّة . مشدداً على أنَّ جرح الأسرى لا يزال مفتوحاً، لذلك، دعا الشّعوب العربية و الإسلامية أن تقف مع خيار المقاومة، وأن تدعمه بكلِّ الوسائل كي تواصل فعلها التَّحريريّ للأرض والإنسان..
أما الشيخ أحمد القطان تمنى على الثوار الليبيين والمجلس الإنتقالي كشف اللثام عن مصير إمام المقاومة سماحة السيد موسى الصدر ورفيقيه لأنّ هذه القضية تهمّ كلّ أحرار العالم واللبنانيين خصوصاً. محذراً إياهم من استغلال الإدارة الأمريكيّة وأعوانها لإنتصار ثورتهم وطالبهم قطع الطريق على المستكبرين والتصريح بالعداء للمشروع الصهيو أمريكي الذي كان الطاغية القذافي جزءاً منه ،وإلا لا معنى لهذا الإنتصار ولا فائدة من إسقاط نظام طاغية وإقامة نظام موالي لطواغيت هذا العصر.
بدوره، تطرق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى الوضع الداخلي اللبناني لافتاً إلى أن "ما يحيط ببلدنا من ألغام وقنابل موقوتة يلزمنا جميعا أن نكون في مستوى المسوؤلية الوطنية والأخلاقية مبتعدين عن المجازفات أو القفزات غير المحسوبة، في واقع معقد الظروف فيه غير مناسبة للألعاب البهلوانية".
وأكد أن اللعب على الجمر السوري قد يحرق أصابع الجميع، ويدفع باللبنانيين إلى حيث لا يأملون، " فالدعوة للذين يحاولون توظيف ما يجري في سوريا واستغلاله بهدف إحداث البلبلة والوقيعة بين اللبنانيين إلى وقف سيناريو الفتنة، فأمور البلد ليست على ما يرام، وأوضاع الناس لا تحتمل المزيد من الهزات الإضافية، يكفي الناس ما هم فيه من ضائقة اجتماعية ومعيشية"