تنظيم إرهابي "استيطاني" يحرض على قتل الأسرى المحررين في القدس
تنا ـ بيروت
مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس يحذر: إذا مس الاحتلال الأسرى المحررين سيندم كثيرا
شارک :
أقدم تنظيم استيطاني يهودي في مدينة القدس المحتلة على نشر قائمة لأسماء الأسرى المقدسيين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، داعية مجتمع المستوطنين إلى قتلهم و مطاردتهم. فقد أقدم الصهيوني اليميني "آرييه كينغ" ومعه مجموعة من المستوطنين بإصدار نشرة تحريضية تحمل صور الأسرى، وعنوانها ( تحذير / خطر / مخربين في البلد ).
وقد شملت النشرة معلومات حصلت عليها هذه مراقبة تحركاتهم بواسطة محققين خصوصيين، تشمل معلومات شخصية عنهم ومناطق سكنهم و عملهم، و تحذيرات موجه للمستوطنين بعدم التعامل معهم و طردهم من أحيائهم، بدعوى انهم يشكوا خطرا على "إسرائيل".
هذا الإعلان تلقاه الأسرى المحررين بمزيد من الصمود و التحدي معتبرين أنه يأتي في أطار السياسية الصهيونية " القديمة الجديدة" و التي تستهدف ملاحقة المناضلين من الشعب الفلسطيني و قتلهم. سياسة قديمة جديدة...
يقول الأسير المحرر إبراهيم مشعل من حي جبل المكبر:" نحن لا نستغرب هذا الأسلوب لأننا تعودنا عليه، فالشعب الفلسطيني مطارد دائما و مهدد بالقتل، و هذه سياسية الاحتلال و مستوطنيه". وتابع مشعل:" بالأمس فقط عملت بهذا الإعلان، و أن اسمي هو الرابع في القائمة التي نشرت، و لكنني أقول أننا لا نخشى هذه التهديدات و اتكالنا على الله الذي سيرد كيدهم و سيعصمنا منهم بإذن الله". وأشار مشعل إلى أن التحريض على الأسرى المقدسيين ليس فقط من المستوطنين و إنما من قبل حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو، و التي عملت خلال الفترة الماضية على شن حملة شعواء على الأسرى خلال تواجدهم في الأسر، و اتخذت الإجراءات للتضييق على حياتهم في الأسر.
إعلان حرب... بدورها، اعتبرت لجنة أهالي الأسرى و المعتقلين المقدسيين هذا التهديد بمثابة إعلان الحرب على الأسرى المقدسيين و عائلاتهم. و استهجنت اللجنة في بيان لها ما أسمته ب "السكوت المريب" من قبل أجهزة الأمن الإحتلالية، مما يؤكد تواطؤها مع المستوطنين في استهداف الأسرى المحررين، ومحاولة إيذائهم جسديا ونفسيا. وتابعت اللجنة في بيانها:" نوجه صوتنا عاليا ولكافة الجهات و المستويات المحلية و الإقليمية بضرورة وضع حد لهذه المهاترات التي من شأنها أن تشعل المنطقة بأسرها". وطالبت اللجنة في بيانها أبناء الشعب الفلسطيني بالقدس إلى الإلفتاف حول الأسرى الأبطال و الدفاع عنهم في كافة الميادين.
إجراءات وقائية... من جانبه استهجن مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر هذه التهديدات و التي تجري على سمع و بصر سلطات الاحتلال الصهيوني. وقال عبد القادر نحن نواجه شبكة ومنظمة إرهابية يقودها حزب له أعضاء في الكنيست الإسرائيلي و تتضمن حاخامين و تابعين يستهدف الأسرى المحررين.
وحذر عبد القادر من أن هناك خطورة كبيرة على حياة الأسرى المحررين وخاصة أن التجارب السابقة تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية اليهودية متورطة بقتل العديد من المقدسيين في أماكن مختلفة و متورط في محاولات أخرى للتعدي على حياة المقدسيين.
وتابع عبد القادر:" نحن نحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن حياة الأسرى و أي محاولة يقوم بها هذا التنظيم الصهيوني من المس بحياة الأسرى المحررين". مشيراً إلى انه في أعقاب نشر هذه المنشورات كانت هناك لقاءات متعددة مع الأسرى المقدسيين حول هذا الموضوع و تم الاتفاق عن مجموعة من الإجراءات.
حمدان يحذر الاحتلال الإسرائيلي من جهته، حذر مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة استهداف الأسرى المحررين، مبينا أن ذلك سيجعله يندم كل الندم على فعلته. وقال حمدان : إذا مس الاحتلال أي من الأسرى المحررين سيندم على ذلك، والعدو يعرف أننا اذا قلنا نصدق"، مؤكدا أن الصفقة شملت التزام الاحتلال بعدم مساس أي من الأسرى المحررين أو استهدافهم.
وأضاف القيادي في حركة حماس :" الإسرائيليون لا عهد لهم، "كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم"، لافتا إلى أن الخلاف ما زال إلى هذا اليوم داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لأنهم يعتقدن انهم خسروا في هذه الصفقة في بعدها العسكري والأمني". وفي حال أخل الاحتلال بالجزء الثاني من الصفقة نصح حمدان الاحتلال الإسرائيلي بألا يفعل ذلك، عازيا ذلك إلى أن الوسيط المصري هو الضامن لهذه الصفقة وبالتالي فإنه ليس من مصلحة (إسرائيل) إغضاب الشعب المصري.
وتابع حمدان :" اعتقد أن الكلفة الإسرائيلية ستكون باهظة اذا تخلف الاحتلال عن الصفقة، والذي خطف يستطيع ان يخطف آخرين، وإذا اخل الاحتلال بالصفقة فإن ثمن الجندي الذي سيخطف سيكون مختلفا عن المرة الأولى".
وكان عدد من المسؤولين الإسرائيليين قد هددوا باستهداف الأسرى المحررين بتهمة أن "أيديهم ملطخة بالدماء"، ولعل آخرها هو محاولة تفجير سيارة قيادي في لجان المقاومة الشعبية في غزة عبر عبوة ناسفة وضعها عملاء في سيارته .