تاريخ النشر2011 8 December ساعة 15:59
رقم : 74044
امال اسرائيلية بسقوط نظام بشار الاسد

مصالح بالجملة ستحققها اسرائيل في حال اسقاط النظام في سوريا

اعداد خاص - تنا بيروت
مصالح بالجملة ستحققها اسرائيل في حال اسقاط النظام في سوريا
قطعت المواقف الاسرائيلية الاخيرة الشك باليقين حيال الرغبة الاسرائيلية المتعاظمة بالاقتصاص من النظام في سوريا بقيادة الرئيس السوري بشار الاسد بعد اليأس من كافة المحاولات المتكررة لاخضاع هذا النظام ودفعه الى تعديل سياساته وفق مقتظيات المصلحة الاميركية والصهيونية.
المواقف الاسرائيلية التي كان مصداقها الابرز على لسان وزير الحرب ايهود باراك الذي تولى اطلاق عدة تصريحات مؤخرا كانت شديدة الشفافية والوضوح في ربطها بين ما يأمله الاسرائيليون من رحيل قريب للرئيس السوري بشار الاسد والضربة التي سيتلقاها محور طهران سوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين، ينعطف ذلك على اتضاح في مدى الرؤية لدى حكام تل ابيب حول الخيارات البديلة للنظام في دمشق بعد تقديم المعارضة السورية في الخارج على لسان رئيس ما يمسى بالمجلس الوطني السوري برهان غليون اوراق اعتمادها الى واشنطن وتل ابيب بعنوان قطع العلاقة السورية بايران واخراحها من خندق المواجهة مع اسرائيل.
اذن هي ثقة اسرائيلية بمسار يُعد في عواصم القرار الغربي والعربي لتطويع سوريا لتشكل عمقا استراتيجيا آمنا جديدا لاسرائيل عوضا عن خسارتها هذا العمق في جبهتها الجنوبية بعد سقوط نظام حسني مبارك، على ان تحطيم الصخرة السورية بنظر الاسرائيليين لن ينعكس فقط في كسر حلقة اساسية فيما يسمى اسرائيليا بمحور الشر بل ان ذلك سيترك تداعيات عميقة في المنطقة ستصب بالجملة في خدمة المصلحة الاسرائيلية في الامن والسياسة، وستسهم في ديمومة المشروع الصهيوني على ارض فلسطين عشرات السنوات الى الامام، ولا يجد العديد من المعلقين الاسرائيليين حرجا في الحديث علنا عن الفتنة بين السنة والشيعة اذا ما تدهور الوضع السوري نحو الاقتتال الداخلي او في حال امسك بالسلطة من يتحرك في خلفيات مذهبية قد تفجر بؤر التوتر المذهبي على امتداد المنطقة الاسلامية وتدخل المسلمين فيما يسميه بعض الكتاب بحرب المئة عام التي لن تبقي بنظر الاسرائيليين للمسلمين باقية.
بعد استراتيجي آخر يطمح اليه الاسرائيليون وهو اعادة الضرب على الوتر العداء لايران من منطلقات مذهبية واحياء هذه العداوة من اجل تحويل الانظار عن احتلال اسرائيل لارض فلسطين والمسجد الاقصى الذي يمثل اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى عموم المسلمين، هذا العداء الذي يجب ان تنخرط فيه معظم البلدان العربية يجب ان يمهد السبيل بحسب النظرة الاسرائيلية التي بدأت تتبلور بشكل فعال منذ ما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ لنشوء حلف استراتيجي يجمع هذه الدول واسرائيل من اجل مواجهة العدو المشترك لاسرائيل والعرب في المنطقة وهي ايران ومن يتحالف معها من قوى مناوئة للمشروع الصهيوني في المنطقة.
اسرائيل التي تحاول ان تنأى ظاهريا بنفسها عن تطورات الساحة العربية وتفضل سياسة الصمت المطبق في التعاطي مع الملفات الحساسة ومنها الموضوع السوري، لا تخفي من خلال بعض التعليقات والمواقف التي تصدر من هنا وهناك الرغبات الاسرائيلية الكامنة في التخلص من الطوق الثقيل الذي فرضه محور المقاومة على اسرائيل في السنوات الاخيرة، وكبل قوة الجيش الاسرائيلي عن خوض اي مغامرة جديدة قد تجر على اسرائيل ردة فعل عنيفة قد لا تستطيع تحملها، فالقادة الصهاينة يرون بما تواجهه سوريا فرصة ذهبية لانهاء التهديد الذي بات يشكله الجيش السوري وما يمتكله من منظومات متطورة خصوصا في المجال الصاروخي، والتي يمكن ان تشكل كتلة نارية مدمرة قد تنهال على اسرائيل في اي مواجهة مقبلة، ولن تجد تل ابيب افضل من ان تتولى اي سلطة جديدة في دمشق تغيير موقع سوريا ونقلها من موقع العداء الى موقع الصداقة مع اسرائيل والولايات المتحدة، وما يعنيه ذلك من توجيه طاقات سوريا العسكرية في غير الاتجاه الحالي وفض اليد السورية من نوعية التسلح الحالي الذي يشكل خطرا على تل ابيب، والباس القوة العسكرية السورية اللباس الغربي ليصبح الجيش السوري مقلم الاظافر مقابل القوة العسكرية الاسرائيلية التي يجب ان تحظى دائما بالتفوق النوعي وفق المنظور الاستراتيجي الاميركي لموازين القوى في منطقة الشرق الاوسط.
العامل الآخر الذي يشغل بال الاسرائيليين هو ان سحب الحلقة السورية من محور المقاومة سيؤدي بحسب الرؤية الاسرائيلية الى قطع ما يسميه الاسرائيليين بانبوب الاوكسجين الذي يمد المقاومة في لبنان بالسلاح الذي بات يشكل ذراعا استراتيجيا كفيلا بلي ذراع الجيش الاسرائيلي وردعه عن التورط في اي مغامرة باهظة الثمن وغير محسوبة النتائج، اضف الى ذلك اخراج قيادة الفصائل الفلسطينية من دمشق على امل اسكات صوت هذه الفصائل التي تعارض سياسة التنازلات مع اسرائيل وتختار نهج المقاومة، حيث كانت دمشق دائما الحاضنة لهذه الحركات حتى في ظل اسوأ الظروف الضاغطة التي كانت يتعرض لها النظام هناك.
كما ان عامل الجيوبولوتيك المتغير في المنطقة خصوصا بعد خروج الاميركيين من العراق بات يمثل بنظر المسؤوليين الاسرائيليين كابوسا مرعبا في حال حصل التواصل الجغرافي الذي سيمتد من طهران الى بغداد الى دمشق فبيروت مع كل ما يحمل ذلك من تهديد استراتيجي مباشر على امن اسرائيل التي ستوجه محور متواصل جغرافيا، ويمتلك قدرات عسكرية هائلة يمكن ان تتجند بالكامل في اي حرب مقبلة مع امكانية التواصل اللوجستي على الارض، والذي سيجعل مجمل القوة العسكرية لهذه الدول على تماس مباشر مع القدرة العسكرية الاسرائيلية، وهذا بحد ذاته سيعرض اسرائيل وجيشها الى مخاطر لم تكن تتصورها يوما.
ناهيك عن ان هذا التواصل سيعزز قدرات التعاون بين هذه الدول على مختلف المجالات وسيجعل منها قوة ذات قدرات اقتصادية هائلة وذات حدود جغرافية واسعة لا يمكن لاسرائيل ولا غيرها ان تحاصرها ان وتمنع اي نوع من انواع الحركة فيما بينها.
هذه الحسابات تجعل الصهاينة على عجلة من امرهم في وجوب رحيل الرئيس بشار الاسد من سدة الحكم في دمشق قبل فوات الاوان، وربما تحمل التصريحات الصهيونية الاخيرة رسائل الى اطراف في المعارضة السورية بأن اسرائيل تقف الى جانب هذه المعارضة من اجل تشجيعها على مواصلة تحركها لقلب النظام في سوريا بعدما اثبت النظام قدرته على التعامل مع كل المحاولات التخريبية داخل سوريا.
آمال اسرائيلية تنبأ بعض المحللين الاسرائيليين بسقوطها قريبا، فالنظام في سوريا لا يزال يمتلك الجزء الاكبر من الشارع، ولا يزال يسيطر على القوات العسكرية فيما لا تجرؤ الولايات المتحدة ولا حلف الناتو على خوض عمل عسكري ضد سوريا نتيجة التداعيات الخطيرة لهذا الامر والتي لن تسلم منها تل ابيب، اضف الى ذلك فشل اي تحرك عبر مجلس الامن ضد سوريا بسبب الموقف الروسي المتصدي لاي خطوة من هذا النوع. 

اعداد خاص - تنا بيروت
https://taghribnews.com/vdcaywn0.49nyy1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز