الجامعة العربية يجب أن تكون مسؤولة عن الحرية بمضمونها الحقيقي لا الاميركي
شارک :
وسط كل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث متسارعة ، يستمر الصمت المطبق حيال المخطط الصهيوني لاعتبار القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي، في حدث رأى فيه "حزب الله" تهديداً لأمن العالم كله، طارحاً أسئلة عن موقف الجامعة العربية من هذا التصرف.
ووسط انشغال العرب بتبدلات بلدانهم، عادت "اسرائيل" لتمد يدها خارج الحدود حيث كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤولية الكيان العبري عن غارتين حربيتين استهدفتا قافلتين في السودان قبل أيام، زعمت انهما تنقلان سلاحا الى قطاع غزة من ايران.
وتعليقاً على دراسة الكنيست الصهيوني لمشروع قانون يعتبر القدس العاصمة الأبدية الموحدة للشعب اليهودي في العالم أصدر حزب الله بياناً أكد فيه أن هذا المشروع اعتداءً على أكثر من ثلاثة مليارات من المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم واستفزازاً لهم، ويؤكد على استخفاف الصهاينة بإيمان هؤلاء وتطلّعهم الدائم إلى القدس باعتبارها مدينة تتلاقى فيها الأديان السماوية وتتفاعل في إطار من المحبة والتسامح والاحترام.
كما شدد الحزب على أن هذا القانون العنصري الهادف إلى إعلان القدس عاصمة مؤبدة وموحّدة لما يسمى بالشعب اليهودي خطوة أخرى وكبرى نحو التهويد الكامل للمدينة المقدسة، واغتصاب حقوق الديانات الأخرى، كما حقوق الشعب الفلسطيني فيها.
وأوضح حزب الله أن هذه الجريمة الصهيونية الجديدة هي برسم المنظمات الدولية التي تدّعي الدفاع عن الأمن والسلام والدوليين، والتي تبدو صامتة إزاء هذا الحدث الذي يهدد أمن العالم ككلّ، وليس أمن منطقتنا فحسب.
متسائلاً عن موقف جامعة الدول العربية، ومدى استعدادها للذهاب إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إصدار موقف حاسم يردع هذه العدوانية الصهيونية، وما إذا كانت ستكتفي بالمراقبة من بعيد. داعياً حكومات العالم وقياداته إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف المشروع العدواني الصهيوني حتى لا تكون متواطئة معه وشريكة فيه، كما يدعو إلى أوسع حملة تضامن عربية وإسلامية مع القدس صوناً لها وحمايةً لوجودها وهويّتها.
وفي هذا السياق رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن " العرب غائبون كلياً عما يجري لفلسطين من مخططات تهديد واستيطان . وقد ساروا في لعبة الفوضى والفتن وأُخذوا إلى مسالخ الحروب الأهلية والطائفية الذي أنشأت الكثير منه الولايات المتحدة الأميركية في هذا البلد العربي وذاك لتبقى المنطقة تعيش حالة التمزق والتفكك والخلافات والنزاعات فيما يُترك لإسرائيل أن تزداد قوة ووحدة وأن تتمدد للسيطرة على القدس برمتها".
ولفت الشيخ النابلسي إلى إن الكثير من المشاهد التي نراها في خضم هذه التحولات الكبيرة في العالم العربي تجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات حول أداء الجامعة العربية. متسائلاً "هل هي شريكة في الفوضى والدماء أم أن المفروض منها أن تكون مسؤولة عن الوحدة والحرية بمضمونها الحقيقي لا الأميركي؟ ولماذا هذا الاهتمام المحموم فيما يجري في سوريا, فيما لا نجد اهتماماً موازياً فيما يجري في فلسطين ولاعملاً جدياً لتحرير الأراضي العربية المحتلة ،فهل هذه الحمية ليست إلا مدفوعة الأجر لتركيب المخطط الكبير الذي تريده أمريكا للعالم العربي.
وأكد سماحته أن" الأعداء والمتآمرين يريدون للعرب أن يغرقوا في دمائهم وأن يقتل المسلم المسلم, والمسلم المسيحي, والمسيحي المسلم وهكذا بحيث يعود العرب إلى عصر الجاهلية والظلام. لذلك يجب أن يرتفع الصوت بالإنكار والإدانة لكل هذه الوحشية المتفشية في دنيا العرب ولكل هذا الظلم والاستبداد. وإذا كان العرب يبحثون عن مستقبل فهذا المستقبل لا يمكن أن يُبنى إلا بالتسامح الديني والتعددية السياسية والحريات الإنسانية الملتزمة بقيم السماء".