بالأمس تم إلقاء القبض على عميل مضى على عمالته وتعامله مع العدو ما يقارب ال ٣٥ عاما، أين كانت الأجهزة الأمنية؟ وماذا كانت تعمل؟
شارک :
للأمن في لبنان ، كانت الحصة الأكبر من خطاب منبر الجمعة اليوم . الخطباء خلصوا إلى أن البلد مشرعة أمام الإرهابيين ، التكفيريين والعملاء. وليس بعيداً عن الأمن السيادي ، شكل الامن المعيشي أيضاً محور إهتمام الخطباء داعين الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الإطار لأن "اللّبنانيّين يستحقّون أن يناموا هانئين لحقهم " .
وفي موازاة صخب العمال وضجيج العمالة ، وجه الخطباء نداء إلى ليبيا حكومة و شعباً بالكشف عن حقيقة تغيب الإمام موسى الصدر واخويه ، وإنذار لحكام البحرين بمعاملة مواطنيهم بإنسانية قبل إن يصبح حكمهم في مزابل التاريخ .
ومن المطالبة بالإنسانية تطرق الخطباء للحديث عن منتهى اللاإنسانية و الهمجية التي تجلت بإقدام جنود اميركيين بالتبوّل على جثث مقاتلين مستغربين كيف لا يزال البعض منا يريد أن نتحالف مع أميركا، طارحين علامات إستفهام حول إعلان إخوان مصر إلتزامهم كمب ديفيد في حال إستلامهم السلطة .
فقد رأى الشيخ مصطفى ملص أن هذا الإعلان "يمثل إرتكاساً خطيراً فى آداء القوى السياسية الإسلامية التي تقدم
بمثل هذة المواقف نموذجاً أسود من جميع النماذج التي عرفها العالم العربي على مدى القرن الماضي بأكمله" . مستغرباً دعوة البعض للقبول بأميركا حليفة أو صديقة رغم "الإجرام الأميركي على مدى السنوات الماضية " مشيراً إلى ما شاهدناه على شاشات التلفاز من صور لجنود اميركيين يتبولون على جثث مقاتلين أفغان ، بالقول "هؤلاء المجرمين الذين يحقدون على الإسلام وينظرون إلى المسلمين على أنهم ليسوا بشراً ، كما قال ذلك القناص المجرم الذي قتل مئتين و ستين عراقياً بدم بارد " .
أما سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، أثنى على خطاب القيادة السوريّة، لـ"حرصها على إصلاحاتٍ تساهم في تطوير سوريا لتكون أكثر قدرةً على الوقوف أمام المخطّطات الاستكباريّة الّتي ترسم لها" . لافتاً إلى أن حكومة نتنياهو حطّمت الأرقام القياسيَّة في الاستيطان، بحيث زاد البناء الاستيطانيّ أكثر من ٢٠% في العام ٢٠١١، في ظلّ تعامى العيون العربيّة الرّسميّة عنه، وفي ظلِّ عودة السّلطة الفلسطينيّة تدريجاً إلى التفاوض مع العدوّ. داعياً الفلسطينيّين، أن "يعوا أهداف العدوّ الّذي أدمن اللّعب على الوقت سابقاً، وهو يعرف كيف يحوّل الأمور لمصلحته، حيث لا دولة فلسطينيّة على جدول أعماله " .
كما حذر سماحته من إشعال حربٍ في المنطقة، في ظلّ هذه الضّغوط الّتي تشهدها الجمهوريّة الإسلاميّة بذريعة استمرارها في برنامجها النّووي، والّتي طالما أكّدت على سلميّته . مشدداً على أن الحرب إن حصلت لن تقف حدودها عند إيران، بل ستمتد آثارها إلى كل المنطقة... من خلال ما يجري في ظلّ عمليّات أمنيّة، تطاول كبار علماء التكنولوجيا فيها، لإجهاض النهوض العلمي لإيران.
ومن الأمن في طهران إلى أمن لبنان تطرق السيد فضل الله داعياً الحكومة إلى تحمل "مسؤولية كبرى في متابعة التصدي لملف عملاء العدو الذين استباحوا الأمن اللبناني على مستوى الاتصالات وغيره لمصلحة العدو، والذين تكشف الأجهزة الأمنية عن المزيد منهم.. إن المسؤولية هنا تستدعي ليس محاكمة هؤلاء فحسب، بل العمل لكشف كل شبكاتهم وأفرادهم حتى لا يبقى البلد رهينة بيد العدو على كثير من المستويات ".
بدوره، تطرق فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان ، للحديث عن العراق حيث "يقتل مليون ونصف فلا يحاكم احد ولا يتهم احد " متسائلاً : هل هذا نظام دولي ام نظام حيواني وحشي ؟!
من جهة أخرى لفت الشيخ شعبان إلى أن "الربيع العربي يكون ربيعا فعليا حقيقا عندما نطبق شرع الله عز وجل لا من اجل ان ياتي مشروع الكفر العالمي بواجهة بان كيمون الذي يغذي الصراع والفتنة في ما بيننا " . و أشار فضيلة الشيخ إلى أنه " اذا كان قد جاء الى هذه الارض ليعيد الفلسطينيين الى بلدهم أو لاستنكار الخروقات البرية والبحرية والجوية من الاحتلال الغاصب فأهلا وسهلا به ، اما ان جاء ليزرع اختلافا وشقاقا وليؤسس لفتنة جديدة في لبنان او في ما بين الشعبين العريي والسوري وليزرع الضغينة والبغضاء فلا اهلا به" .
كما أوضح الشيخ شعبان أنه " قد يعتقد البعض انه جاء من اجل المهجرين السوريين واللبناني والسوري اخوة وهذا خطأ ، هو لم يتحرك من اجل شعب فلسطيني هجر لاكثر من ٦٠ عاما ، لماذا لان المحركات والمؤثرات في مشروع الكفر تتحرك ليس من مصالحنا وانما من اجل مصلحة العدو الصهيوني " .
من جهته، وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان نداء إلى الشعب الليبي والحكومة الليبية فقال:نطالبكم بصدق وإخلاص إن تكشفوا حقيقة تغيب الإمام موسى الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين . وطالب سماحته حكام البحرين أن "يعدلوا وينصفوا قبل أن يصبح حكمهم في مزابل التاريخ فلا يظلموا شعبهم لان الدنيا لا تدوم لأحد وعليهم ان يتعظوا " . ورأى سماحته أن " أميركا وإسرائيل تستهدفان منطقتنا بما تملك من طاقات ونفط وثروات بهدف سلب خيرات بلادنا وثرواتها، وإسرائيل تقتل علماء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف قتل العلم الذي تحتضنه ايران وتعمل إلى تعميمه ونشره حتى يتقدم الانسان ويرقى وتنهض مجتمعاتنا ودولنا ،وعلى الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية ان تتعاون بصدق و إخلاص وتتضامن لإزهاق الباطل فتتوحد على نصرة الحق والتزامه.
أما سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي لفت إلى أنه " في الوقت الذي يجب فيه على مجلس الأمن أن يلعب دوراً حقيقياً وجدياً بالحفاظ على الأمن والسلم في العالم، وأن يقوم بمهام تهدئة المناطق المضطربة، وتخفيض منسوب التوتر السياسي والعسكري الذي يهدد البشرية بكوارث كبرى. إذ بنا نفاجأ أنه تحول إلى أداة بيد بعض الدول الكبرى لزيادة هذا التوتر عبر تنفيذ أجندات لا توافق عليها أغلبية الدول المنضوية تحت هيئة الأمم المتحدة" . وبيّن سماحته أنه " تأتي زيارة بعض المسؤولين الدوليين إلى بيروت في إطار ضغوط كبيرة تعرض لها لبنان مؤخراً من أجل أن ينخرط في صفوف التحالف الغربي والعربي ضد سوريا.ومن أجل أن يقبل لبنان أن يتحول الشمال والبقاع إلى مناطق إمداد وتسليح إلى الداخل السوري ". مؤكداً أنه "على الحكومة اللبنانية أن تكون حازمة مع المسؤولين الدوليين، رافضة أن تمر المؤامرة على الشعب السوري من خلال الاراضي اللبنانية. ورافضة أن يتورط لبنان بأعمال تمس سيادته وأمنه ".
من جهته ، حذر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من "مغبة التمادي في الانحطاط بالعمل السياسي في لبنان الذي تحول" إلى سوق عكاظ تعرض فيه كل أنواع وأصناف البضائع الفاسدة" لافتاً إلى أن" البلد ينهار وهم يتفرجون، البلد أبوابه مشرعة أمام الإرهابيين والتكفيريين والعملاء. بالأمس تم إلقاء القبض على عميل مضى على عمالته وتعامله مع العدو ما يقارب ال ٣٥ عاما، أين كانت الأجهزة الأمنية؟ وماذا كانت تعمل؟ " وأكد المفتي قبلان الوقوف" إلى جانب سوريا في مواجهة المؤامرة التي تستهدفها " ، مشيراً إلى أننا "سائرون باتجاه أزمات لا تعد ولا تحصى، وخصوصا في هذه المرحلة التي تنذر بانفجارات كبرى، قد ترسم حدودا جغرافية وبشرية جديدة لدول المنطقة، وما تتعرض له سوريا وما يجري فيها من أحداث يشكل بداية لمثل هذه الترسيمات" .
وإذ شدد سماحته على أن سوريا "بمواقفها القومية والعربية ودعمها للمقاومة في لبنان وفلسطين، وبثباتها على الحقوق العربية تشكل سدا منيعا في وجه ما يخطط للمنطقة وما يرسم لها". لفت إلى أنهم "يحاولون إسقاطها وإغراقها في الفوضى والحروب الأهلية واستنزاف قدراتها وإمكانياتها، ليس من أجل تركيعها فحسب، بل من أجل تركيع الأمة بأسرها".