فيما دعا علماء لبنان الشعب العراقي إلى قطع الطريق على المخطط الصهيو- أميركي، أكدوا أن التفجيرات الارهابية تندرج في إطار التشفي لهزيمة الإدارة الأميركية في العراق
شارک :
أدان حزب الله التفجير الإرهابي الذي إستهدف ديوان الوقف الشيعي في وسط العاصمة العراقية بغداد وأدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
ورأى بيان حزب الله أن " هذه الجريمة الفظيعة تحمل كل العلامات التي تدل على الإرهابيين المجرمين الذين نفذوها، وهم من أتباع جماعات التطرف المرتبط بالاستخبارات الأميركية والغربية الأخرى، والذين يعملون ليل نهار على زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي، ويسعون لإحراق المنطقة بكاملها بنيران الطائفية والمذهبية التي يوقدونها".
كما دعا بيان الحزب " أبناء الشعب العراقي إلى تفويت الفرصة على هؤلاء الإرهابيين وعلى أسيادهم، عبر توحيد جهودهم ورص صفوفهم للنهوض بالعراق الذي تحرر من الاحتلال الأميركي المباشر بفضل مقاومته الشريفة".
وإذ أكد البيان على ضرورة العمل لتحرير العراق من التدخل الأميركي والغربي غير المباشر، عبر عملاء الاستخبارات وأدواتهم من الإرهابيين التكفيريين،تقدم حزب الله من عوائل الشهداء بأسمى آيات العزاء، راجياً للضحايا الرحمة والمغفرة، وللجرحى الشفاء العاجل.
من جهته،نبه رئيس جمعية "قولنا والعمل" في لبنان الشيخ أحمد القطان من أن التفجيرات الإرهابية التي تستهدف الزوار والمدنيين في العراق وآخرها إستهداف الوقف الشيعي هي في إطار التشفي للهزيمة التي مُنيت بها الإدارة الأمريكية في العراق.
وفي حين أكد الشيخ القطان أن " المستهدف الوحيد من التفجيرات في العراق هو الشعب العراقي بكل طوائفه وأطيافه وتحديداً المسلمين (سنة وشيعة)، لفت إلى أن المستفيد الأوحد من استهداف الوقف الشيعي والزوار هو العدو الصهيو أمريكي الذي يريد فتنة في العراق ليعود إليها".
كما طالب الشيخ القطان الشعب العراقي والمسلمين تحديداً(سنّة وشيعة) بنبذ الفتنة والنعرات المذهبية وتوحيد صفوفهم وتوَّحدهم في وجه أعدائهم".
إلى ذلك، إستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان بشدة العمل الإرهابي الذي إستهدف مقر ديوان الوقف الشيعي في بغداد لافتاً إلى أنه "يحمل بصمات إرهابية باستهدافها مؤسسة دينية كانت ولا تزال عنوانا للوحدة لا سيما أن لها خصوصيتها الدينية في الاهتمام بالعتبات المقدسة وتنظيم أوقاف المسلمين الشيعة في العراق".
ورأى سماحته أن أفضل رد على هذا العمل الإرهابي هو الوحدة بين مكونات الشعب العراقي عبر الوقوف صفا واحداً بوجه المتآمرين والمندسين.
بدوره، رأى رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام أن "تفجير الوقف الشيعي في بغداد هو فصل جديد من العقل التكفيري الذي لا يبغي إلا الاجرام ضد الدين الآخر والمذهب الآخر ونشر الكراهية، لافتاً الى أنها قضية حياة او موت للمسيحيين المشرقيين وما يحصل في المنطقة مخيف".
من جهة أخرى، تساءل أفرام "هل يتابع أحد إجرام منظمة بوكوحرام ضد المسيحيين في نيجيريا وآخرها تفجير كنيسة بمن فيها بخمسة عشر قتيلا وأربعين جريحا؟ وهل يتصدى أحد لهذا الفكر والممارسة، لهذه الطريقة في إلغاء الآخر، هل يبقى العالم المدعي حضارة، عاجزا عن الوقوف صلباً في مبادىء احترام حريات الانسان؟".
من جهته، أكد الشيخ النابلسي أن "هذا الإجرام هو من أفعال الضالين الذين خربوا القيم الإسلامية الصحيحة وأسسوا لقواعد لا ترتبط بأي دين ولا تستوي عند أي عقل"، محذراً من مغبّة الانحراف عن القيم الإسلامية والإنسانية نحو التصادم القاسي الذي لا يمكن أن يكون أساساً لأي واقع سليم على مستوى الأمة والعالم أجمع.
كما رأى الشيخ النابلسي أن "هذا النموذج التخريبي هدفه تقسيم الأمة وشرذمتها واستباحة أعراضها وتشويه مبادئها، مشدداً على أن "مجابهة هذا النوع من التخريب الممنهج يجب أن تظل في أولويات القادة والعلماء المخلصين الحريصين على وحدة المسلمين وعلى أمن وإستقرار المجتمعات".
إلى ذلك، أشار سماحته إلى " أن هذا الأسلوب الإقصائي الاستبعادي لا يريد أن يترك علاقة صحيحة وإيجابية مع الآخر ولا يريد أن يكون للتعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان والمذاهب والقوميات أي وجود ما يعني أن الأصل عند هؤلاء هو دوامية الصراع.
في الختام، شدد الشيخ النابلسي على ضرورة وعي مخاطر هذا النوع من التفكير مما أخاف الكثيرين من أن تنهار أسس العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيينفي لبنان، داعياً الجميع إلى الرد بثقافة المحبة والتسامح والتأكيد على العيش الإنساني كأساس في العلاقات بين مختلف اللبنانيين".
يذكر أن التفجير الارهابي الذي استهدف الوقف الشيعي وهو مؤسسة حكومية تدير المساجد والمراقد الشيعية وسط بغداد أمس،أسفر عن مقتل ثلاثين مدنياً وإصابة مئة وتسعون آخرون. من جهته، رأى الشيخ عفيف النابلسي أنه "لا يُعقل أن يكون هذا الإجرام من قيم الإسلام ولا يصلح أن تُنسب هذه الأفعال إلى مسلمين".