لم تستطع إنتهاكات النظام البحراني ضد المعارضين السلميين على مدى عام وأربعة أشهر من ثني وإحباط عزيمتهم بل زادتهم الممارسات الوحشية ثباتاً وصموداً حتى إشتد عودهم وباتوا أقدر على كسر شوكة الطاغية.
وفي حين أن الساحة المشتعلة ما تزال تحت وطأة الأداء الامني للنظام الخليفي،إنتفض الشعب البحراني وتحدى القمع الممنهج حيث إحتضنت شوارع العاصمة المنامة اليوم آلاف المشاركين بفعالية طوفان تقرير المصير التي كانت قد دعت إليها قوى المعارضة.
كما حاصرت الجماهير الغفيرة الغاضبة شارع الرابع عشر من فبراير والحيّ المالي والدبلوماسي بالسيارات وسط العاصمة ، ما أدى الى شل الحركة فيها رغم الإنتشار المكثف لقوات الأمن التي تصدت للمحتجين مستخدمة الرصاص الحي و الشوزن و قنابل الغاز السام مما أدى الى إصابة العديد من المتظاهرين بجروح و بحالات إختناق.
وتنفيذاً لتهديدات ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالتصدي لما وصفها بالأصوات المحرضة في إشارة الى المتظاهرين وقيادات المعارضة، أغلقت قوات النظام الطرق والمنافذ وأحكمت قبضتها على منطقة المنامة ومحيطها من أجل الحؤول دون وصول المتظاهرين الى موقع التظاهرة.
إلى ذلك، إعتقلت السلطات الأمنية عددا من المواطنين الذين قصدوا المنامة للتعبير عن رأيهم بشكل سلمي في إطار الحق الإنساني المكفول، ونقل شهود عيان عن تعرض عدد من المواطنين للضرب المبرح وبالهروات في شوارع وأزقة العاصمة لمعاقبتهم على محاولة التظاهر والانتقام منهم على ذلك.
من جانب آخر، أصدرت محكمة الاستئناف أحكاماً باطلة بالسجن على تسعة أطباء بذريعة معالجة المصابين في الاحتجاجات ودعم الثورة السلمية ضد النظام حيث ضمت القضية عشرون كادراً طبياً بأحكام تتراوح بين خمسة وخمسة عشر عاماً.
في المقابل، أكدت هيئة الدفاع عن الأطباء ان "وسائل الإعلام تعمدت تشويه سمعة الأطباء ومازال هذا الأمر مستمراً"، لافتةً إلى أن "الكادر الطبي حُوكم لأنه كان شاهداً على ما جرى من إنتهاكات خلال الأحداث التي شهدتها البحرين، ولأنهم أسعفوا المصابين خلال تلك الفترة".
وفي حين طالبت منظمة هيومان رايتس واتش سلطات المنامة بالإفراج الفوري عن رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب، أدان المركز الدولي لدعم الحقوق والحريات الاستمرار باستهداف رجب عبر اعتقاله وإحالته على المحاكمة بصورة متكررة، معتبرا سلوك السلطات تكميما للأفواه.
إلى ذلك، رأى نائب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة حقوق الانسان جو ستورك أن "السلطات البحرينية تتستر على مضايقات يتعرض لها رجب وتعاقبه على انتقاد النخبة الحاكمة في البحرين"، مشيراً إلى أن "نظام آل خليفة يضاعف من انتهاكاته لحقوق رجب الأساسية في حرية التعبير عبر زيادة التهم الموجهة إليه".
يذكر أن قوى المعارضة السياسية (الوفاق، وعد، التجمع القومي، التجمع الوحدوي، الإخاء) كانت قد دعت إلى تظاهرة جماهيرية إنطلاقاً من منطقة باب البحرين في العاصمة وصولاً إلى رأس رمان، وجاءت دعوتها وفق الحق الإنساني المكفول في المواثيق الدولية والمعاهدات، وضمن الإطار القانوني المحلي.
و ضمن خطوات جديدة لتوثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والنظام البحراني الظالم، كان اجتماع قائد الجيش البحريني خليفة بن أحمد مع السفير الأميركي لدى البحرين، وقائد القوات البحرية المركزية الأميركية وقائد الأسطول الخامس حيث تم بحث أوجه التعاون العسكري.