العين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم، هذه هي الرسالة التي ردت بها الفصائل الفلسطينية على الاعتداءات المتكررة لآلة القتل.
وفيما أرست الهدنة بين الصهاينة والفلسطينيين بوساطة مصرية قواعد جديدة للعبة، توالت تهديدات المقاومة الفلسطينية لإسرائيل بأن أي شكل من أشكال خرق الهدوء والهدنة ستكون تداعياته على الكيان الصهيوني كبيرة جداً.
ولأنه قد طفح الكيل من غطرسة الصهاينة، جاءت رد الفعل الفلسطينية بوابل من الصواريخ على المستوطنات في إطار جولة جديدة من الحرب كان من شأنها إنزال الرعب بالمستوطنين في توقع الأسوأ.
وفي هذا الإطار، أعلنت بلدية مستوطنة "اشكلون" صباح اليوم، تعطيل الدراسة في جميع مؤسسات التعليم بالمدينة على خلفية استمرار قصف المقاومة بالصواريخ المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، رداً على الإعتداءات الإسرائيلية على القطاع. كما ذكرت الإذاعة العبرية ان خمس قذائف صاروخية، أطلقت صباح اليوم من قطاع غزة وسقطت في منطقة المجلس الاقليمي اشكول، في حين لم تقع إصابات أو أضرار لسقوطها في مناطق غير مأهولة بحسب الاذاعة الصهيونية.
في المقابل، هدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش بالرد القوي على العدو في حال استمر الهجوم الصهيوني على قطاع غزة, مؤكدا ان جولة المواجهة الأخيرة ستكون أكثر قوة من جولة "بشائر الانتصار" التي قادتها سرايا القدس مطلع آذار (مارس) الماضي.
إلى ذلك، أكد البطش أن معادلة العدو الصهيوني بقصف غزة وقتل مواطنيها وان تبقى المقاومة صامتة انتهت لان المقاومة قادرة على الدفاع عن شعبها وإيلام العدو "الإسرائيلي" لافتاً إلى أن "حركته تتابع العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع عن كثب وهي الآن في حالة دراسة وتقييم لمستجدات التطورات على الساحة الفلسطينية".
وتزامناً مع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الاهالي، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وفصائل المقاومة الالتزام بوقف جولة التصعيد مع الاحتلال ما التزم الاحتلال بوقف العدوان على قطاع غزة وذلك استجابة لجهود مصرية.
كما وجه بيان كتائب القسام رسالة إلى العدو مفادها أن "المواجهة في هذه الجولة كانت بالحد الأدني من النيران والردود" متمنين على سلطات الاحتلال أن تفهم الرسالة. من جهتها، أفاد التلفزيون الاسرائيلي أن الوساطة المصرية بين حركة حماس وإسرائيل فشلت لغاية اللحظة بتحقيق التهدئة، كما أوردت صحيفة معارييف أن المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة أطلقت الليلة خلال ساعتين نحو ٢٢ صاروخا وقذيفة صاروخية لاتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، وغربي النقب.
ورأى موقع الصحيفة أن ما يسمى بمنظومة القبة الحديدي المضادة للصواريخ التي نصبت أمس في بلدة نتيفوت لم تثبت نجاعتها بعد إلا أنها تمكنت من إسقاط قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة.
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس أيمن طه أن الهدوء يقابله هدوء قائلا "نحن لا نلهث خلف التهدئة، وان المعادلة مع العدو هدوء يقابله هدوء"، مؤكدا أن حركة حماس حريصة على تجنب الشعب الفلسطيني آلة الحرب الإسرائيلية لكن الاعتداءات لا يمكن أن تمر دون عقاب.
في غضون ذلك واصل طيران الاحتلال شن غارات متفرقة على قطاع غزة مساء الاربعاءمستهدفاً موقعاً تابعا لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالنصيرات وسط القطاع.
من جهة ثانية، رأى الخبير في الشؤون الاسرائيلية فضل طهبوب ان التصعيد على قطاع غزة هو امتحان للحكومة المصرية الجديدة، لافتاً إلى أن الجبهة الجنوبية للكيان الاسرائيلي تشعر بالخطر من وجود مسلحين في سيناء غير موضوع المقاومة في غزة.
كما أوضح طهبوب في تصريح صحفي أن الرسالة التي يريد الكيان الاسرائيلي إرسالها الى الحكومة المصرية الجديدة جاءت على اعتبار ان النظام المصري السابق كان يخدم الكيان بشكل كبير، خاصة وان الاعتداءات على قطاع غزة كانت تجري بالتنسيق مع نظام مبارك.