باءت محاولات المخطط الهادف إلى فتنة لبنانية فلسطينية بالفشل أمام وعي القيادات والشعب خطورة الأمر، فإلى جانب المؤامرات العاصفة بالمنطقة، تحولت الأوضاع السياسية والمعيشية كرة نار متدحرجة كادت تحرق ألسنتها الاخضر واليابس.
وفيما ظهرت بوادر صدامٍ سياسيٍ وأمنيٍ خطير مؤخراً في سوريا وصلت تداعياتها إلى شمال لبنان ونهر البارد جراء التردي في الأوضاع المعيشية ،عُلّقت الآمال على طاولة حوار بحلة جديدة تؤتي أكُلها على مدى طويل.هذه عصارة ما أجمع عليه خطباء الجمعة في لبنان، ليكون خلاص المنطقة بعيش مشترك وتفاهم يكرس صحوة إسلامية ووطنية.
نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: في هذا الإطار، رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن تجليات الصحوة الإسلامية تظهر من خلال العودة إلى اهل البيت عليهم السلام وإتباع المعصومين والسير على خطاهم، لافتاً إلى أن للمسلمين ثروة هي القرآن الكريم و التمسك بالسّنة النبوية وسيرة أهل البيت إذ أنها ثروة لا تضاهيها ثروة.
إلى ذلك، تساءل الشيخ قبلان قائلاً " أين هي الصحوة الإسلامية من التفجيرات في العراق واستهداف الزوار الابرياء واختطاف زوار العتبات المقدسة في سوريا"؟
كما طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الدولة اللبنانية بأن تبادر إلى منع السلاح في الأزقة وملاحقة المسلحين والضرب على أيديهم بيد من حديد وملاحقة تجار السلاح والمشاغبين والفاسدين والعاملين في الفساد فلا يجوز إيذاء الناس وإدخال الرعب في نفوسهم".
إلى البحرين الجريح، طالب الشيخ قبلان حكام البحرين "بالمحافظة على شعبهم وأهلهم وعدم ظلمهم والعمل لانصافهم، أما سوريا فقد دعا أهلها إلى الحفاظ على دماء بعضهم والإبتعاد عن العنف والانحراف".
كذلك وجه رسالة إلى التكفيريين قائلاً " إن يتقوا الله تعالى في دماء الأبرياء فهل يعقل أنهم يصدقون أنفسهم انهم سيكونون مع النبي محمد بقتلهم للمسلمين فالنبي محمد(ص) لا يقول بالظلم ويـأمر بالإنصاف وينهى عن العنف".
الشيخ ماهر عبد الرزاق: وفي هذا الإطار حذر الشيخ عبد الرزاق الجميع من "خطورة السير بمشروع الشرق الاوسط الجديد الهادف الى تفتيت الدول العربية الى كيانات طائفية ومذهبية مقابل التخلي عن مشروع الصراع العربي الاسرائيلي. إلى فلسطين، توجه الشيخ عبد الرزاق داعياً الفصائل الفلسطينية إلى تنفيذ إتفاق القاهرة وتشكيل حكومة واحدة للإنصراف إلى مواجهة العدو الصهيوني.
السيد علي فضل الله: من جهته، دعا العلامة السيّد علي فضل الله الجميع في لبنان إلى "مبادرة حقيقيّة في لبنان، تشترك فيها كلّ القوى، لتجنيب البلد ليس مخاطر ما يحدث في الجوار فحسب، بل وإرساء قاعدة من التّفاهم لحلّ المشاكل المعقّدة التي باتت تهدّد الوضع السياسيّ والأمنيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ.
وفي إطار الملف الفلسطيني، جدد السيد فضل الله " ثقته بوعي القيادات الفلسطينيّة وقدرتها على لعب دورها في منع أيّ فتنة يُراد لها أن تحصل بين المخيّمات الفلسطينيّة والجيش اللّبنانيّ لحسابات هي ضدّ مصلحتهما".
أما فيما يتعلق بالحوار قال السيد فضل الله " ندعو إلى جلسات حوار جدية وموضوعية تدرس كل المشاكل، وتعالج كل الخلافات بروح الحرص على الوطن، للوصول إلى قواسم مشتركة تخرج اللبنانيين من شعورهم بالمصير المجهول".
الشيخ ماهر حمود: إلى مصر التي تترقب نتائج الإنتخابات، تمنى الشيخ ماهر حمود إمام مسجد صيدا أن "يكون الإسلاميون في مصر واعين للمؤامرة التي يخطط لها في الغرف السوداء من أجل إدخال صمر أم الدنيا بحالة من الفوضى العارمة".
وإذ رأى الشيخ حمود ان إسلاميي مصر لا يرقون إلى ادنى مستوى من الحضارة، نبه من تداعيات التهور في إدارة الحكم ما من شأنه تقديم فرص كبيرة للاعداء.
إلى ذلك، لفت الشيخ حمود من أن أسلوب الحرب المتبع على الإسلام يقوم على ثلاث مرتكزات هي إستئصال الجهات الفاعلة والمؤثرة، تشويه الإسلام حتى ينتفض الرأي العام على الإسلاميين،وثالثاً فصل الدين عن السياسة في مصر ولبنانن وسوريا ليصبح على شاكلة الإسلام السعودي وإسلام دول الخليج.
الشيخ علي ياسين: من جهته دعى رئيس علماء صور الشيخ علي ياسين اللبنانيين إلى الإلتفاف حول وحدة وطنية تحت جناح المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.
وخلال خطبة الجمعة في صور، رأى الشيخ ياسين أن على الجميع أن يكونوا حصناً منيعاً للدفاع عن المقاومة وحضناً للجيش الباسل الذي يتصدى للعدوان الصهيوني رغم إمكاناته المتواضعة. كما طالب الدولة بوضع إستراتيجية إجتماعية تؤمن حاجات الشعب تكون على نفس مستوى أهمية وضع إستراتيجية دفاعية للبلد. الشيخ عفيف النابلسي: بدوره، حذر الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة من أن "هناك مخطط لضرب الجيش وزج الفلسطينيين في معركة معه لاستنزافه وجر البلد إلى توترات جديدة من البوابة الفلسطينية".
وفي ظل الوضع الإجتماعي المتردي في لبنان، نبه الشيخ النابلسي من أن "هذا الوضع الاجتماعي الكارثي يفتح الباب أمام صدام سياسي وأمني خطير خصوصا أن المنطقة تغلي فضلا عن المعطى الفلسطيني الطارىء".
المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان: بدوره رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خلال خطبة الجمعة أن "المتغيرات ومجريات الأحداث التي تعيشها المنطقة شكلت كرة نار متدحرجة تلفح بألسنتها الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان وتعكس حالا من الإرباك"، لافتاً إلى أن هذه الأزمات "أدخلت البلاد في إحتقانات سياسية وطائفية ومذهبية باتت على أشدها، ولا طاقة للبنانيين على تحملها، ولا مصلحة لهم في أن يكونوا أدوات مشاريع تخريبية لأمنهم واستقرارهم".
وفي أجواء الفتنة اللبنانية الفلسطينية التي تلوح في الأجواء، نبه المفتي قبلان الجميع " لبنانيين وفلسطينيين، أصوليين وغير أصوليين، إلى أن اللعب من شأنه أن يحرق أصابع وأيدي الجميع، بل سيقدم خدمة كبرى للذين يجهدون سرا وعلانية لإبقاء البلد ساحة مشرعة لاختبارات سياسية وأمنية إقليمية ودولية".