تاريخ النشر2012 16 November ساعة 17:16
رقم : 115590
منبر الجمعة في لبنان

يا لثارات غزّة..

"خاص تنا" - مكتب بيروت
نعم!فلتُفتح الحدود على مصراعيها،وليسلّح الشعب الفلسطيني علناً دفاعاً عن الأرض،فلتستيقظ الأمم النائمة على وقع صدى الصواريخ المباركة،حتى لا يفوتها الفتح الجديد،وتشهد إنبلاج صبح الأمة الإسلامية الحرّة
يا لثارات غزّة..
مشهدية سورياليّة تعكسها الأوضاع السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة والعالم ،كأنها كرة نار تتدحرج دون رادع،تقفز من دولة إلى أخرى بقوة وإندفاعٍ دون منازع. 

كأن في قلوب الشعوب حرارة وسخطٌ على ظلم فاق حدود الإحتمال،ليبدو المشهد،أقرب
إلى بركانٍ ينتفض ألماً وثورة،بعد أن كان هامداً لأزمان سابقة بفعل منومٍ دولي حرص الإستكبار على أن يعطي مفعوله،ولكن عبثاً كان حرصه،فالشعوب إستيقظت لتُريد.. 

كانت بذرة روحٍ،غُرسَت في كربلاء،وها هي اليوم بعد آلاف السنين،تحصد ثمارها اليانعة في فلسطين وغزة العنفوان،ولبنان القوي،وسوريا الممانعة،وبحرين الصّمود.. 

في ظل الظروف المتشنّجة،رأى خطباء الجمعة في لبنان أن المنطقة تغلي على نار حامية،وبعدوان إسرائيل على غزة فتح الكيان الصهيوني على مستوطناته
أبواب جهنّم. 

الأرض،ملتهبة ومشحونة بالتوترات وبالغرائز المذهبية والسياسية و"المرحلة مصيرية فالمنطقة تخوض مخاضاً عسيراً"،هذا ما أجمع عليه خطباء الجمعة لينشروا بذلك الوعي بين الشعوب في زمنٍ باتت الكلمة فيه مسؤوليّةً بحدّ ذاتها. 

وعلى قاعدة أن ما تأسّس على باطل فهو باطل،فقد أكد علماء الدين من لبنان أن الظلم الصهيوني لن يدوم وعلى الباغي تدور الدوائر،في إنتظار الفرج لإحقاق الحق وإزهاق الباطل. 

اليوم،تنقشع الظلمة،يغرق الظالم في ظلمه فينقلب عليه،لأن هناك في مكانٍ ما أممٌ خرجت من ذلّها وهوانها
ونزعت لباس خوفها،حتى باتت عصيّةً على الكسر. 

من هنا،زفّ خطباء الجمعة المعادلة الجديدة التي أفردتها الزنود السمراء والسلاح المبارك لمقاومي فلسطين والبحرين وسوريا،فها هي قبة الصهاينة الحديدية تنهار أمام أعينهم وقد أُعدموا  الحيلة في إحيائها من تحت الأنقاض. 

بدءاً من البحرين، حيث أعيت سلمية المعارضة السلطة الجائرة وأقعدتها،حتى أُعدمت الوسيلة ليصل بها الجور لسحب الجنسية والإساءة إلى الرموز الدينية، وإعتراض المصلين المؤدين لصلاة الجمعة. 

وفيما تسطر سوريا الإنتصارات،أسف خطباء منبر الجمعة إلى أن المعارضة،حتى بعد توحدها
في الدوحة،عززت منطق العنف والإجرام بدل فتح منافذ جديدة للحوار ،فمهدت بذلك للغرق في محاور التجاذب الإقليمي والدولي بدل أن تسعى لإخراج سوريا منه. 

إلى مصر الثورة،فقد أثنى الخطباء على موقفها في سحب السفير المصري من كيان العدو وإستدعاء السفير الإسرائيلي لديها،لكن هذا لم ولن يكون كافياً لدفع الظلم عن غزة. 

ومن هذا المنطلق،دعا العلماء مصر إلى إتخاذ مواقف واضحة وجريئة داعمة للشعب الفلسطيني،نعم،فلتُفتح الحدود،وليتم إمداد الفلسطينيين بالسلاح علناً،وإلا فقد سقطت مصر الثورة في إستعادة موقعها الريادي الطبيعي في الصراع العربي الإسرائيلي. 

ختامها
وحدةٌ ومقاومة،فقد ناشد خطباء الجمعة الأمة الإسلامية والعربية أن تطبق قول "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"،منادين في شهر محرم برفع الصوت عالياً مطالبين بثارات غزة المجسّدة لكربلاء الحسين (ع)،فإن في الوحدة إنتصار وفي التفرقة الهوان على قاعدة الآية الكريمة" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَإصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". 

إعداد: ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdcaomn6w49n6m1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز