اشاد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، بمواقف سلطنة عمان وجميع المسؤولين وعلماء المسلمين في هذا البلد، الداعمة للقضية الفلسطينية.
شارک :
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جرى، اليوم الاربعاء في مسقط، بين "الدكتور شهرياري" ووزير الاوقاف والشؤون الدينية العماني "الدكتور محمد بن سعيد المعمري".
ولفت فضيلته الى، ان "الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لضغوط كثيرة، وبما يستدعي من الجميع ان يتحركوا لدعم هذا الشعب المظلوم".
واضاف : ان مشاهد القتل والمجازر المروعة بحق النساء والاطفال الفلسطينيين، وعمليات القصف الوحشية التي ينفذها الكيان الصهيوني في غزة، باتت اليوم على مراى ومسمع العالم اجمع، وتركت اثارها على ضمائر كل الناس"؛ مستدلا بالمسيرات الشعبية الواسعة، بمن فيهم غير المسلمين الذين يخرجون يوميا للتضامن مع هذا الشعب المظلوم.
وتابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب، "لكن اولئك الذين يسعون منذ امد بعيد لنهب ثروات المنطقة، لم ولن يتخلوا عن نهجهم الاجرامي بحق المستضعفين"؛ مؤكدا بان تعاليم القران الكريم تلزم علينا انطلاقا من واجبنا الديني بان نتحرك جميعا لمواجهة الظلم والظالمين.
واشار فضيلته، الى "العدالة" باعتبارها مبدا انسانيا وعقليا يحتاج اليه الناس والمجتمعات كافة؛ وضرورة التمسك بالقيم الانسانية المشتركة وليس القيم الاسلامية فحسب، من اجل حشد الهمم في مواجهة الظلم والجور ونصرة المظلومين.
واستطرد قائلا : ان الدول الغربية وعلى راسها امريكا وبريطانيا، تبحث عن ثغرات ومنافذ لتوسيع نفوذها وتدخلاتها في منطقتنا؛ واصفا الكيان الصهيوني بانه "ورم سرطاني في جسد هذه المنطقة حقا؛ كما اهاب بجميع الدول الاقليمية ان تقرر "تأسيا بكلام الامام الخامئني" على قطع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع هذا الكيان المحتل.
وفي جانب اخر من تصريحاته، اعتبر "الشيخ شهرياري"، ان "البلدين ايران وعمان تربط بينهما اواصر جيدة، في مرحلة ما قبل وبعد انتصار الثورة الاسلامية، وهي لا تزال قائمة"؛ معربا عن تقديره لمواقف مسقط المساندة لطهران.
كما اشار الى القيم الاسلامية، في صعيدي التنظير والتطبيق من جانب، والقيم الغربية من جانب اخر؛ موضحا : نحن نعتبر الحرية بانها واحدة من القيم الانسانية لكنها ليست الاسمى مرتبة، بل يجب ان تحدّها التعاليم الالهية، ولو تجاوزت عن هذه الحدود ستؤدي الى الظلم والجور.
وتابع قائلا : لكن الغربيين يعتقدون، انطلاقا من الفكر اللبرالي، بان الحرية هي اعلى القيم الانسانية التي يجب ان لا تتقيد باي حدود، وعليه يسمحون بزواج المثليين؛ لكننا نعتقد بان العدالة اسمى مرتبة من الحرية.
واستطرد الدكتور شهرياري : هؤلاء يؤمنون بالحرية، لكن من حيث التطبيق لا يلتزمون بها، لذلك نراهم يدعمون الكيان الصهيوني الذي يضمن مصالحهم في المنطقة.
وعلى صعيد اخر، استعرض "حجة الاسلام شهرياري" الدورات المختلفة لمؤتمرات الوحدة الاسلامية التي اقيمت باستضافة عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية طهران؛ داعيا وزير الاوقاف والشؤون الدينية العماني لزيارة ايران والحضور في هذا المؤتمر الدولي؛ ما لقي ترحيبا من جانب الدكتور المعمري.
ومضى الى القول : ان وزير اوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان، يضطلع بدور كبير حيال قضايا العالم الاسلامي، ونحن نثمن مواقف سعادته الهادفة الى تعزيز الوحدة بين المسلمين؛ وبما يقتضي ان يتم تكريمه بشكل خاص.
كما لفت الى استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتبادل الوفود العلمية مع سلطنة عمان، بهدف الترويج للقيم الاسلامية ومواجهة الافكار الغربية التي تتعارض مع هذه المبادئ.
واضاف : نحن اليوم بحاجة الى تنظيم الملتقيات بين الجامعات الاسلامية للاستفادة من اراء المفكرين والعلماء؛ وهو ما لقي ترحيب الجانب العماني ايضا.
واشار فضيلته الى ضرورة عقد مؤتمرات بمشاركة علماء الامة لتبادل وتحليل اراء بعضهم الاخر؛ مبينا ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ينظم سنويا العديد من المؤتمرات الاقليمية، وقد حضرها الكثير من علماء المسلمين سنة وشيعة، حيث جرت المشاورات حول ضرورة الوحدة الاسلامية، وقد تركت هذه الملقتيات اثارا في غاية التاثير خدمة لقضايا الامة.
وقدم الدكتور شهرياري، نبذة حول كتاب "الامة الاسلامة الواحدة واتحاد الدول الاسلامية"، والاطار المفاهيمي والوثائق التي تم الاستناد اليها في هذا الاصدار؛ مبينا انه يعطي شرحا حول النموذج البياني لمفهوم "الامة الواحدة في الاسلام"، ويصور هيكلة جديدة للوحدة في العالم الاسلامي، وهو ما جاء ذكره في القران الكريم تحت عنوان "الامة الواحدة".
واكمل : ان هذا الاصدار يستند الى المفاهيم القرانية والاحاديث، وتصريحات الامام الخميني (رض) وقائد الثورة الاسلامية "اية الله العظمى السيد علي الخامنئي" (دام ظله)، مضافا الى تجارب رواد التقريب بين المذاهب الاسلامية، وذلك وفقا لخمسة محاور اساسية، على الشكل التالي : - تجنب الفرقة بين المسلمين وعدم التعدي على حقوق بعضهم الاخر
- ترسيخ التعاون في مختلف المجالات داخل العالم الاسلامي
- تظافر الجهود بين الدول الاسلامية - رفع المستوى المعرفي والاخلاقي لدى الشعب والدول الاسلامية
الى ذلك، اعتبر وزير الاوقاف العماني، بان القضية الفلسطينية هي قضية انسانية وعقيدة ايمانية، وبما يلزم على المسلمين انطلاقا من واجبهم الديني وفي كافة الظروف، ان يهبوا لدعم اخوانهم المسلمين في الاراضي المحتلة.
ولفت "المعمري" في لقائه اليوم "الدكتور شهرياري"، بان سلطنة عمان وشعبها لطالما اكدا على احترام كرامة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه، باعتباره احد الثوابت المبدئية في البلاد.
وتابع، انه منذ عملية "طوفان الاقصى"، ركزت منابر الجمعة في سلطنة عمان على هذه العملية وضرورة دعم المسلمين من انحاء العالم للشعب الفلسطيني واهل غزة.
وشدد وزير الاوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان على، توعية الضمائر الحية لحماية فلسطين؛ مبينا ان الناس بكافة انتماءاتهم الدينية يجب ان يشعروا بهذه المسؤولية تجاه فلسطين، لان ما يحدث اليوم داخل الاراضي المحتلة من الممكن ان يحدث غدا في دولة اخرى ويتيح للظالم ان يستمر في ظلمه.
واعتبر "المعمري"، ان الناس بغض النظر عن اديانهم او مذاهبهم او افكارهم الثقافية والسياسية، يتفقون على ثلاث مبادئ، هي : العقل والعدالة والاخلاق.
واوضح، ان المبدا الاول، هي "العدالة" التي تشكل ركيزة الحياة، وفي المقابل هناك الظلم والجور الذي ينتج عنه الفساد. والمبدا الثاني هو "العقل" الذي يؤكد على حرية الاختيار والمعتقد وضرورة احترامها. وتاتي في المرتبة الثالثة "الاخلاق" التي تصون مبدئي العدالة والعقل.
وفي جانب اخر من تصريحه خلال اللقاء مع الدكتور شهرياري، تحدث المعمري عن فرص التعاون والتعامل العلمي والثقافي بين سلطنة عمان والجمهورية الاسلامية، وبما يشمل التعاون في مجالات الاوقاف والجامعات والحوزات العلمية (المدارس الدينية) والتقريب بين المذاهب الاسلامية.
واشار الى عقد مؤتمر "تطوير العلوم الفقهية" في سلطنة عمان لاكثر من 20 عاما، وتوقف هذا النشاط خلال جائحة كورونا؛ مؤكدا بانه سيتم معاودة تنظيمه بمشاركة اتباع جميع المذاهب الاسلامية لمناقشة القواسم المشتركة ومقومات الوحدة بين المسلمين.
ولفت الوزير العماني بان، الراحل "اية الله الشيخ محمد علي التسخيري"، سجل حضورا اكثر من الاخرين في دورات هذا المؤتمر، والى جانبه علماء المسلمين سنة وشيعة، من ايران والغرب والجزائر وتونس؛ مؤكدا بان هكذا ملتقيات من شانها ان تعزز الفهم المتبادل بين اتباع المذاهب، وبناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب.