الإعلام ـ عربيُّه وأجنبيُّه لا ينصف الجيش الميسلوني. فهذا الإعلام، في غالبيته الجائرة، ينتقي ما يحلو له من الاحداث السورية فيجسّم التافه ويسخّف الأهم. دليلنا على ذلك كيفية تعامل معظم وسائل الإعلام العربية والأعجمية مع حادثة مقر الأركان العامة، إذ أغفل ذلك «المُعْظم» من الوسائل حقيقة الفشل الذريع للاختراق العسكري الذي كان مزمعاً إحداثُه لحرمة الأركان: مبنىً وهيبةً ورمزية، علماً ان جميع المواكبين لما جرى يدركون أن المحاولة أُجهضت شكلاَ ومضموناً، بكليتها وجزئياتها في آنٍ معاً، وقد دفع المعتدون ثمناً باهظاَ من بنك أهدافهم الحقيرة.
هذه المسألة تتطلب من جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، الموضوعية منها على وجه التحديد، أن تسأل وتدقق وتحقق في الأسباب الحقيقية لصمود الجيش السوري هذا الصمود الأسطوري أمام حرب كرويّة تشترك في شنّها على دولة الممانعة عشرات الدول الكبرى والمتوسطة والصغيرة، بكل أنواع الأسلحة: العسكرية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والنفسية...
وكانت عواصم تلك الدول الكثيرة، في الغرب والشرق وما بينهما، تتوقع أن ينهار النظام بدءاً بجيشه، لكنها خابت الخيبة العجيبة بفعل الصمود الرائع للنظام بقيادته وشعبه ومؤسساته، بدءاً من مؤسسة الجيش التي لا يمكن وصفها بأقل من المؤسسة القدوة، في الذود عن الحمى، في التماسك والتضحية والعطاء والوحدة، في التزام الشرف العسكري، وفي تقديم الضباط والجنود أرواحهم الغالية رخيصةً من أجل سلامة الدولة التي تقف عزيزة كريمة على الجبهات الأمامية للحق القومي في الأرض السليب، من الجولان إلى فلسطين الى جنوب لبنان.
منذ أيام قليلة قال لي سفير إحدى الدول الكبرى في بيروت ان الجيش السوريّ أثبت، خلال المحنة الطويلة التي مرت وتمر فيها سورية، أنه جيش متين جداً وأصيل جداً. وتابع: لو أن دولة أخرى، كبرى أو صغرى، شهدت الأزمة التي تشهدها سورية لانهار جيشها ونظامها واقتصادها منذ وقت طويل، ولأصبحت أثراً بعد عين.
فتحية لجيش ميسلون الأبيّ، الذي يسطّر في كل يوم ملاحم بطولية ضد أعداء الخارج وأدواتهم الداخلية.
تحية الى جيش سورية الواحد الموحد، الجيش الذي يحمي الديار ويصون الشرف الوطني كاملاً، برغم الجروح والخسارات التي يدفعها في الأفراد والأجساد لتبقى الأرواح حرة والبلاد عزيزة والعَلَم السوري خفّاقاً وشامخاً من كَسَبْ إلى حرمون، ومن الجولان الى قاسيون