متى كان شعار “لبيـك يـا حسيـن” شعارا طائفيا إلا في عقيدة أنصار الطاغية اليزيد بن معاوية، هذا علما أن الحسين (ع) الذي قال عنه الرسول (ص) "حسين مني وانا من حسين" ومن ينصر ال بيت الرسول (ص) صاحب عقيدة سنية صحيحة لان الشيعة كما اهل الجماعة هم اتباع سنة الرسول (ص) ومن يعتقد عكس ذلك فهو على سنة "يزيد " كما هو حال الوهابية والقاعدة وداعش والنصرة وكل العصابات التكفيرية .
شارک :
بقلم : أحمد الشرقاوي
اعذروني أيها الأعزاء، أنا لست طائفيا، ولكني أرفض أن أكون أعرابيا غبيـا.. وجودنا ومصير عيالنا مهدد بطوفان الإرهاب الذي يجرف كل شيئ، القيم والإنسان والأوطان والتاريخ والحضارة، بل والدين أيضا، ونحن لا شغل لنا إلا الحديث عن أوباما وحلفه "السني" وعن الطائفية "الشيعية"..
أمريكا تعبث بوجودنا وتقرر مصيرنا، وإسرائيل تعربد في عواصمنا وتنام على فراش حكامنا في الغرف المخملية مع حريم الأمراء، وشعوبنا تباد بأموال النفط، حكامنا اختاروا نهج العمالة ضد نهج المقاومة، وأعراب الزيت وتركيا الأطلسية يصبون الزيت على النار ويتهمون إيران التي تحارب الإرهاب بمعية حلفائها الشرفاء بالطائفية..
أليست السعودية ومشيخات العهر والبورديل هم من وصفوا اجتياح الدواعش والمجرمين الأغراب للعراق بثورة المظلومين "السنة"؟.. أليس أوباما الصهيوني هو من أقام تحالفا دوليا سماه "سنيا"، ورفض انضمام المقاومات "الشيعية" العراقية له بدعوى محاربة الإرهاب "السني"؟.. فمن أسس للطائفية في المنطقة إذن؟..
ثم إذا كان الإرهاب "سنيا" كما يعترف بذلك أوباما نفسه، وتدافع عنه السعودية وقطر وتركيا وبقية أدوات "إسرائيل" تحت مسميات من قبيل "ثورة السنة" و "المعارضة المعتدلة"، فلماذا يسمحون لقوات أمريكا وبريطانيا وفرنسا المسيحية – الصهيونية بمحاربة "داعش السنية"؟.. ولماذا يتهمون الرئيس الأسد العلوي بجلب الإرهاب إلى سورية؟.. وهل إيران "الشيعية" التي تدعم الإرهاب لزعزعة الإستقرار في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين كما يزعمون، هي من ساعدت داعش على الإنشار في هذه البلدان، مرورا بمصر وتونس وإفريقيا وصولا إلى الشيشان وأفغانستان والقوقاز والصين الشعبية؟.. أي غبي في العالم سيصدق هذا الإفتراء؟..
ثم عندما يهب رجال الله لتطهير لبنان وسورية والعراق واليمن من هذا الرجس الخبيث الذي لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، ويرفعون شعارات ثورية انسجاما مع عقيدتهم الدينية التي تحفزهم وتحرك في دمائهم خيول الهمة وأفراس العزيمة، فيستبسلوا كأسود ضارية ترعب أعداء الله والأمة، تثور ثائرة المتآمرين متهمين المقاومة الإسلامية الشريفة بالطائفية..
ومتى كان شعار "لبيـك يـا حسيـن" شعارا طائفيا إلا في عقيدة أنصار الطاغية اليزيد بن معاوية، هذا علما أن الحسين (ع) الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أنه خيرة شباب الجنة، وأعلن لكل المسلمين في زمانه والذين يأتون من بعده أن حسين منه وهو من حسين، لم يكن شيعيا لأنه من آل البيت الأطهار عليهم السلام، ومن ينصر آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يكون إلا مسلما مؤمنا صاحب عقيدة سنية صحيحة، لأن الشيعة كما أهل الجماعة هم أتباع سنة النبي وآل البيت الكرام، ومن يعتقد عكس هذا فهو على سنة "يزيد" كما هو حال الوهابية و"القاعدة" و"داعش" و"النصرة" وكل الجماعات التكفيرية التي خربت الإسلام السمح الجميل وشوهت صورة المسلمين..
لم نسمع أن الشيعة يحتجون على أوباما ويتهمونه بالطائفية عندما أقام تحالفه "السني" لإدارة جيش دواعشه السري بهدف تخريب العراق وسورية وتقسيمهما، لكن القيامة قامت ولم تهدأ بعد عواصفها الكلامية في الفضائيات والصحف ووسائل التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنت عندما رفع رجال الله شعار "لبيك يا حسين، هذا علما أن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو ملك لكل المؤمنين سنة وشيعة وصوفية باختلاف عقيدتهم ومشاربهم الدينية ومدارسهم الفكرية..
لا، بل أكثر من هذا وذاك بكثير… فثورة الإمام الحسين (ع) يا سادة يا كرام، أصبحت ملحمة تستلهم منها البشرية في الشرق والغرب قيم العدالة، والمساواة، واحترام الكرامة الإنسانية، لأنها ثورة إيمانية ضد الظلم والفساد والخيانة نصرة للمستضعفين في الأرض، هذا ما يقوله مفكرون وفلاسفة كبار في الغربن وما يذكر به مسؤولون كبار في الأمم المتحدة أيضا.. فعن أي طائفية يتحدث الأغبياء؟.. حتى أوباما "" أخذته العزة بالإثم انتصارا لدواعشه المرتزقة وقال أنه يشعر بالقلق من رفع المقاومات العراقية شعار "لبيك يا حسين"، فيا للغرابة..
أين الطائفية في شعار "لبيك ياحسين" أيها الجهلة؟.. وهل كان الحال سيكون أحسن لو أن الشباب رفعوا شعار "لبيك يا أوباما؟.. وهل عندما يرفع حزب الله أعلامه في ساحات الوغى بشعار (فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) يكون طائفيا شيعيا؟.. أم أن القرآن أفحمهم وركب عقدة في لسانهم فلم يجرؤوا على القول أن هذه الآية تحمل شحنة طائفية؟..
هذا علما أن الآية الكريمة صريحة و واضحة، تتحدث عن من (يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا)، ويعرفهم الله بأنهم ينتمون لحزبه، وبأنهم سيكونون الغالبون.. فمن أحسن موقعا وأرفع مقاما وأعلى قيمة أيها المنافقون؟.. الإنتماء لحزب الله الذي من شرطه الأساس أن يتول المسلم الله والرسول والمؤمنون، أم الإنتماء لحلف أوباما الماسوني وتحالف "كامب ديفيد"الصهيوني وحزب الأعراب الوهابي الذين وصفهم الله تعالى بالكفر والنفاق وهو الأصدق قولا وقيلا؟.. بدليل ما نراه اليوم من خصالهم الدنيئة، وتصرفاتهم المشينة، وفسادهم الذي تزول من هوله الجبال، وإجرامهم الذي فاق إجرام الماغول والتاتار وحشية وهمجية، وأصبحت سيرتهم واضحة مفضوحة نراها بأم العين كل يوم، ولا نحتاج لويكليكس أو غيره لنكتشفها؟..
هؤلاء الذين يحتجون اليوم على شعار "لبيك ياحسين" لم نسمع لهم صوتا ولا كلمة حق واحدة عندما رفعت "داعش" الأعلام السوداء وبها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" واستبسلوا باسم "الله أكبر"، الله الرحمن الرحيم، الله الذي هو جمال ومحبة، وبرسوله الكريم نبي الرحمة الذي تعتبر مكارم الأخلاق جوهر رسالته التي ختم بها الإسلام، ليشوهو ليس صورة الرسول والرسالة، بل أخطر من ذلك بكثيرن إنهم يقولون للعالم أن رب المسلمين سبحانه وتعالى عما يصف المجرمون، هو أخطر من يهوه، رب الحقد والكراهية، يحب القتل والخراب ويعشق إراقة الدماء.. هذه هي الرسالة التي يراد إيصالها إلى العالم عن رب العالمين سبحانه، فكيف ينصرهم الله والحال هذه، حتى لو جمع لهم أوباما جيوش الأرض جميعا؟..
فأين الشجاعة والبطولة والإقدام، وأين أخلاقيات الجهاد الذي تدعون أيها الأوغاد الجبناء اللئام، وأنتهم تبثون الرعب في قلوب الآمنين، وتذبحون النساء والأطفال والشيوخ، وتغتصبون الحرائر وتقيمون سوقا للنخاسة البشرية لتعيدوا للعرب عصر الجاهلية، وتهدمون مساجد وجوامع وكنائس يذكر فيها اسم الله كثيرا، وتنبشون قبور الأموات وتدنسون حرمتهم، وتدمرون الآثار لمحو التاريخ والحضارة وطمس الهوية.. ما يؤكد أن هدفكم ليس الخلافة ولا الشريعة ولا من يحزنون، لأن حربكم بالنيابة عن أمريكا و"إسرائيل" هي حرب ضد القيم الإسلامية والإنسانية؟..
تبا لكم ولعقيدتكم وزمانكم أيها الجهلة الرعاع، نحن نرفض القبول بمفاهيمكم الملغومة أيها الخونة.. ففي هذا الزمن الأغبر انقلبت المفاهيم، وتحولت الخيانة إلى وجهة نظر، وأصبح العربي الأصيل هو من لا يعادي "إسرائيل"، والمسلم المعتدل هو "السني" الوهابي الذي يعتبر المقاومة كالإرهاب سواء، ويعتبر من جهله الحسين (ع) "شيعيا" ومن يناصره عدوا، ويدافع عن ثورة "يزييد" ضد الإسلام والمسلمين، وهو من ذبح أسرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم كما تذبح الخراف على مذبج السلطة، وحرق البيت العتيق بالزيت والمنجنيق، وعتى تقتيلا في المؤمنين وفسادا في الأرض..
فما الفرق بين يزيد بن معاوية وسلمان بن عبد العزيز الذي يذبح شرفاء اليمن بالقنابل المحرمة، وتشاركه "إسرائيل" بطائراتها المموهة، فتقصف بلا رحمة مساجدهم التي يعبد فيها الله، ولم ينجو من حقدهم وغلهم لا النساء والأطفال والشيوخ في بيوتهم، ولا المرضى في فراشهم، ولا الأموات في قبورهم، ولا الأولياء في مقاماتهم..
ثم يريدين منا أن نكون شهودا على عاصفة إجرامهم، وإن لم نؤيد فلنصمت على الأقل، ونكتفي بمشاهدة السفينة تغرق، وشبابنا يهرب نحو المجهول طلبا للنجاة في بطون قروش البحر أو سكاكين دواعش الأرض، لا خيار..
لا.. وألف لا ثم كلا حتى ينقطع النفس أيها المجرمون، إنه زمن الحسم، قالها سماحة السيد، وابتداءا من معركة القلمون سنكون حيث يجب أن نكون، ولن نسمع لأحد منكم بعد اليوم يحدثنا عن الطائفية والمحاذير السياسية، لأن الخطر عظيم ونحن نواجه عدوا وجوديا يهددنا جميعا، ولن نسمح له بتنفيذ أجندة من وظفوه، ولن نترك تكفيريا واحدا يرتع في الأرض كما يشاء، ولا منافقا يملي علينا ما يجب أن نكتب أو نقول، وليصرخ من يتألم، أما نحن فلم يعد الألم يألمنا، ولم تعد مشاهد الذبح تخيفنا، كما لم تعد صور الأطفال والشهداء القتلى تبكينا وتدفعنا للإستسلام، ولم يعد الدمار والخراب يعنينا بعد أن أصبح وجودنا ومصيرنا في خطر عظيم، لقد خسرنا كل شيىء إلا إيماننا وكرامتنا وثقتنا بأن الله على نصرنا قدير..
فلتبدأ الحرب الكبرى، ولتنفجر كل الجبهات من لبنان إلى اليمن.. لا تنتظروا توافقا سياسيا بين الحكومات أيها الشرفاء، ولا إذنا من أوباما للنزول إلى الميادين، لأن حلف المقاومة اليوم هو حلف إرادات شعبية وجيوش عقائدية ومقاومات شريفة تعشق الشهادة لأنها ثقافة حياة..
وحدوا الجبهات والغوا الحدود الوهمية من عقولكم أيها العرب، مزقوا دفاتر الجغرافية التي تعلمتم خرائطها الإستعمارية في مدارسكم، وامحوا كل دروس التاريخ المزور الذي يمجد الحكام ويلغي الشعوب، وكونوا في الموعد قبل فوات الأوان..
لا يهم من أنت ولا ماذا تعتقد، كن ما تشاء، لكن شارك بما تستطيع، فغدا ستلتقي جحافل الجيوش النظامية وجيوش المقاومات الشعبية في لبنان وسورية والعارق واليمن، لتتعانق على الحدود معلنة تطهير المنطقة من زبالة التكفيريين والصهاينة العرب..
وليقل الشيطان أوباما ما يشاء ويفعل ما يريد،، فتبا له يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا لبخلد في أصل الجحيم مع كلاب دواعشه وأدواته من الأعراب الأنجاس.. وليصرخ سماسرة السياسة كما يحلو لهم، ويكتب تجار الحرف ما يروق لهم، فلن نهتم بعد اليوم لنعيق الغربان على الشاشات، ولن نسمع لفحيح الأفاعي السوداء وهي تستغيث في جحورها وتستجدي النصر من أحفاد اليزيد.. لقد انتهت اللعبة وبدأ الحسم أيها السادة..
فلا صوت يعلو اليوم فوق صوت المعركة.. ولا شعار يرفع في سماء المنطقة غير شعار لبيك يا حسين.. من أجل الحرية والعدل والمساواة وكرامة الإنسان..