الإسراء والمعراج··· حادثة أكدت على أهمية الصلاة ودعوة صريحة للحفاظ على المسجد الأقصى المبارك
إنها رحلة مباركة تتجدد معانيها كل عام حتى نصل إلى مرحلة نعيش خلالها معاني تلك الرحلة في ايامنا كلها·
شارک :
وكالة انباء التقريب : إن رحلة الإسراء والمعراج ليست رحلة محدودة في الزمان والمكان· صحيح أن وقتها وزمانها قد إنتهى، ولكن آثارها ستظل باقية إلى يوم القيامة بإذن الله· كيف لا وأبرز الآثار فرض الصلاة على أمة النبي· كيف لا ومن آثارها إظهار نبوة النبي وصلاته إماماً بالانبياء جميعاً· إنها رحلة مباركة تتجدد معانيها كل عام حتى نصل إلى مرحلة نعيش خلالها معاني تلك الرحلة في ايامنا كلها· ابو مرعي < الشيخ علي ابو مرعي قال: ان رحلة الاسراء والمعراج وبقدر ما كانت معجزة وخارقة وبقدر ما كانت تعني سيدنا محمداً (ص)شخصياً ومباشرة والذي عاش حياته من اجل امته ومن اجل الناس، فكانت رحلته العظيمة في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب تعني امته مباشرة وتتعلق كل تفاصيلها بواقع المسلمين وحياتهم وشؤونهم الدنيوية والآخروية وذلك بناء على الوقائع والملاحظات التالية: ان الاسراء والمعراج كان بدءاً إلى المسجد الأقصى ليؤكد عمق الترابط الديني والايماني والسياسي للقدس وارض فلسطين وانها اشارة مهمة تظهر أهمية التواصل بين الحرم المكي والحرم القدسي وان هذا الترابط والتواصل كان اختياراً إلهياً وقدراً ايمانياً يفرض على المسلمين ان يذكروا مناسبة الاسراء والمعراج على انها حدثت في موقع مبارك صار تحت وطأة الاحتلال اليهودي وهذا اخبث انواع الاحتلال واسوأها على مدى التاريخ، مما يفرض على الأمة ان تبذل جهداً وعملاً متواصلاً لتحريره ولاطلاق سراحه من براثن العدو الصهيوني اليهودي الغاشم· واشار إلى ان المعاني المستقبلية للاسراء والمعراج تتضح يوماً بعد يوم وتحثنا على ألا نتهاون في هذه القضية التي ليست هي مسألة صراع في الشرق الاوسط كما يروجون زوراً واثماً هي وهكذا ينبغي ان تكون قضية العرب والمسلمين الأولى· ان ارتباط المسلمين بالمسجد الاقصى وبيت المقدس هو ارتباط مقدس، لا يقف عند حدود أرض قد اغتصبت، ولا شعب تشرد عن أرضه بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك حتى يصل إلى جذور عقيدة التوحيد الخالص· وختم قائلاً: ما يزال الأقصى إلى اليوم من جوف محنته مثخن الجراح يصرخ في المسلمين أن يهبوا لنجدته وإنقاذه من براثن قتلة الانبياء واعداء الحياة، فهل يجد الاقصى آذاناً صاغية لجراحه، وهل يحس من المسلمين همماً تنفعل مع الأمة فيستحيلون حمماً لا تُبقي ولا تذر تمزق الغاصب المحتل شذر مذر، وتصليه نيران تحصينة الحق وجحيم إنتقامه· الم يئن للمسلمين ان ينطلقوا بهمة قعساء، وعزيمة شماء فيحطموا البغاة الغاصبين، ويستعيدوا فلسطين اذ جاء في قوله تعالى: فليقاتلوا في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه اجراً عظيماً} <النساء الآية: ٧٤>· اللقيس < وقال امام مدينة جبيل الشيخ غسان اللقيس ان ذكرى الاسراء والمعراج هي ذكرى مفصل في حياة الامة الاسلامية والعربية لانه كان فيها تحول للدعوة من حالة اليأس والقنوت إلى حالة الرضى والطمأنينة، فالنبي محمد عليه الصلاة والسلام بعد ان يئس من دعوة قريش للدخول في الاسلام وبعد ان لقي كل تعنت منهم ومن الذين قصدهم خاصة في الطائف ومن اهل الطائف الذين ردوا على دعوته اياهم لنصرة هذا الدين بكيل الشتائم وايذائه عن طريق رميه بالحجارة وترك الاولاد يعبثون معه كيفما شاؤوا· واضاف: الحال التي كان يعيشها النبي محمد (ص) والمسلمون قبل الاسراء والمعراج شبيه إلى حد كبير بالحالة التي تعيشها الامة الاسلامية والعربية في كافة الاقطار وبالذات في فلسطين وغزة حيث يحاصر الناس في منازلهم وفي اعمالهم على شتى الصعد والميادين لذلك لا بد من العودة إلى هذه الذكرى لنستفيد منها في اشياء كثيرة وهي ان الله سبحانه وتعالى اسرى بعبده محمد (ص) من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى ثم عرج به إلى السموات السبع فآراه من الآيات الكثيرة التي اذهبت عنه كاهل الدعوة وهمومها وجعلته يبدأ من جديد برحابة صدر وبعزم جديد ملؤه الثقة والايمان بأن الله عز وجل سينصره ولن يتخلى عنه ابداً· وختم نحن بحاجة اليوم إلى هذا المسرى عن طريق التعبد والرجوع إلى الله واليقين بأن الله لن يتخلى عن هذه الامة وان الله ينصرنا إن نحن عدنا إليه، ان هناك من هذه الامة من يعظم شعائره ويتمسك بدينه وبطاعته وبالتالي فإن نصر الله سيتم قريباً لا محال· الشلاح < واوضح الشيخ محيي الدين الشلاح: ان الاسراء والمعراج ميزتان كبيرتان عظيمتان اكرم الله تعالى بهما رسوله الكريم محمد (ص) ورفع بهما من شأنه وبوأه الدرجة العالية الرفيعة، ولم يتحد الكافرين بهما، ولم يطلب منهم ان يقوموا بمثلهما أو ان يأتوا شيئاً من قبيلهما ليثبت لهم صدق نبيه محمد 0ص) وصدق رسالته· انما كانتا فقط اظهاراً لقدر رسول الله (ص) ومكانته عند ربه، ولذلك حدثت ليلاً واجراها الله سبحانه بعيداً عن اعين الناس ومداركهم، والذي آمن بمحمد نبياً ورسولاً آمن بهذه المعجزة من دون تردد أو ريب هي التي دون الايمان بمحمد عجباً واعجازاً كما قال سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه· أني لأصدقه بخبر السماء يأتيه في الحين القليل أفلا أصدقه بإسرائه وعروجه· وختم قائلاً: الواقع المؤلم الذين نراه في هذه الأيام في تدمير بيوت الآمنين في غزة وقتل الابرياء يطرح سؤالاً اين رابطة الدم؟ واين رابطة الدين؟ اين وحدة المسلمين؟ اين احساس المسلم مع اخيه المسلم؟ فهل فقد الايمان وضاعت القيم والمبادئ فليس من هناك من يسمع بكاء الاطفال وانين النساء وصراخ الكبار· دياب < الشيخ لقمان دياب أشار إلى ان اسراء النبي (ص) لم يكن سوى للقدس، وهذه اشارة ربانية إلى ما تمثله هذه المدينة التي بارك الله حولها من اهمية في حياة المسلمين وما ستلاقيه القدس من مطامع وغزوات عبر التاريخ من قبل اعداء هذه الأمة· واضاف: حرص المسلمون الاوائل وعلى مدار تاريخنا الاسلامي على ان يحيطوا بعنايتهم ورعايتهم بيت المقدس والا يتخلوا عن الذود عنه، فهو اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي ومنطلق معراجه، وانه من العار ان يستمر اليهود في تدنيس القدس وتنفيذ المخططات الصهيونية في هدم الاقصى واقامة هيكل سليمان المزعوم· وشدد القول على ان ذكرى الاسراء والمعراج محطة تأمل وعودة إلى تلكم الواقعة المعجزة التي تحمل العديد من المعاني والعبر والاشارات لهذه الأمة، فما من مدينة اخرى غير مكة المكرمة والمدينة المنورة حظيت بهذا التكريم وهذا التبريك سوى القدس الشريف ولن تهنأ حياة المسلمين إلا بعد تحريرها وطرد اليهود منها ومن الارض التي باركنا حولها· غبريس < الشيخ حسين غبريس مسؤول العلاقات السياسية في تجمع العلماء المسلمين اشار إلى انه لا شك ان ذكرى الاسراء والمعراج التي تطل علينا هذه الايام تترك عندنا الكثير من الاماني والآمال وخصوصاً في أرض فلسطين الحبيبة، التي منها عرج سيدنا محمد # إلى السماء السابعة وعبرها عاد إلى ارض حرم المكي المبارك، وهذا يعني ان هناك ربطاً هاماً بين القبلة الاولى والقبلة الثانية القبلة الاولى في فلسطين والاقصى التي كانت على مدى من الزمن محطة للانبياء والرسل فهي اليوم بحاجة إلى من يقف ليدافع عنها، هذه الارض التي يدنسها العدو الصهيوني اليوم ويحاول سلخها عن واقعها ليفصل بينها وبين جسد الأمة الاسلامية القدس التي ستطلب من كل الاحرار والغيارى أن يهبوا للدفاع عنها ولكل مسلم والذي يرتبط بالاسراء والمعراج بشكل أو بآخر ان يتحمل مسؤوليته الجسيمة اليوم ليكون بالفعل من اصحاب الاسراء والمعراج، فلا يمكن على الاطلاق ان يكون أحدنا مسلماً ولا يفكر في إخوانه المظلومين في فلسطين· واضاف ان المطلوب اليوم ان نحيي من جديد الاسراء والمعراج وان يكون اسراؤنا من الحق إلى الحق، ومن العدل إلى العدل لا ان يكون مجرد شكل وصورة جامدة بل ان يكون الاسراء حركة حياة وتفاعل مع قضايانا الحيوية والدينية، وأن تكون مناسبة المعراج عروجاً من الظلم والتعسف وكل اشكال الباطل إلى حيث الحق والعدل والرحمة لنمارس كل ذلك اي الحق والعدل والرحمة من منطلق ايماني واع ومسؤول تجاه قضايانا الحيوية وفي مقدمها فلسطين الجريحة التي تتطلع اليوم لتخرج من اسرها واحتلالها لتعود هذه الارض إلى اصحابها الحقيقيين لتكون مؤلاً للمحبة والعدل والرحمة كما كانت ايام الانبياء والرسل حينئذ يكون للاسراء والمعراج معناه الحقيقي اي التخلص من كل الطواغيت والظلمة والإرتباط المطلق بالخالق· وختم قائلاً: نبارك هذه الذكرى علها تكون حالة نحو الوحدة بين المسلمين لا عامل تفرقة وتباعد بين صفوفهم· تحقيق: منى توتنجي