وأما حق الصوم فان تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك، وسمعك، وبصرك وفرجك، وبطنك يسترك به من النار. العبادات الإسلامية مدارس تعبوية تملأ النفوس المؤمنة بطاقات هائلة ثم تجند هذه الطاقات للقيام على مسرح الحياة بمعجزات يقف ازاءها الآخرون ببلاهة وذهول،
وأما حق الصوم فان تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك، وسمعك، وبصرك وفرجك، وبطنك يسترك به من النار. العبادات الإسلامية مدارس تعبوية تملأ النفوس المؤمنة بطاقات هائلة ثم تجند هذه الطاقات للقيام على مسرح الحياة بمعجزات يقف ازاءها الآخرون ببلاهة وذهول،
ومن أهداف العبادات تقوية الامتثال لأوامر الله ونواهيه، إذ إن الإرادة الإنسانية تستجيب للترويض وتكتسب القوة والصلابة بالممارسات الفعلية أكثر من طرح الأفكار النظرية، ومن هنا كانت العبادات من أنجح عوامل تقوية الإرادة وإصلاحها،
وميزة الامتثال لأوامر الله تعالى ونواهيه تعني الإقدام على أداء ما أمر بفعله والإحجام عما نهى الله تعالى عن ارتكابه، وحينئذ تنشأ لدى المسلم إرادة القبول وإرادة الرفض، وشهر رمضان شهر الصوم بما فيه تحول في السلوك المعتاد وما يلزم فيه من إمساك عن أمور محددة، فإن الصيام فيه من أهم الوسائل الفعالة التي تنمي لدى المسلم إرادة الرفض والصيام إذ يتكرر كل عام فإنه يجدد في نفس المسلم حيوية الإرادة التغييرية، ويعمق صلابة الإرادة الرافضة،
شهر رمضان سبيل الله تعالى الذي أراد للإنسان أن يبدأ رحلته إليه في ما آثاره فيه من أجواء أو شرع فيه من شرائع أو حرك فيه من أوضاع، وقد منحه الله شرف الانتماء إليه ليعيش الناس الشعور بالمضمون الروحي الذي يجعل الزمن إلهيا يحمل في داخله سمو المعنى الإلهي في ما يختزنه من رحمة وعافية ومغفرة ولطف ورضوان وفي ما يمكن للعباد أن يحصلوا منه على المزيد في ذلك كله.
شهر رمضان هذا الشهر الإلهي الذي أقبل علينا بالرحمة والبركة والمغفرة، الشهر الذي يكون فيه الانفتاح الكبير لله تعالى على عباده بفيوضات رحمته فيحتضن الله تعالى الإنسان برحمته وبركته ومغفرته فصوم الناس في هذا الشهر عبادة وأنفاسه تسبيح وأعماله مقبولة ويستجاب فيه دعاؤه بالدرجة التي لم يمنحها له في أي شهر آخر، إنه الإحساس الإنساني الروحي الحميم بالجو الرمضاني الذي يدخل إليه الإنسان ضيفا مكرما يتغذى بالرحمة والبركة والمغفرة في أجواء العطف واللطف والحنان بشكل مميز حميم، حيث يعيش الإنسان بإنسانيته المنطلقة من روح الله عندما نفخ فيه الروح فأعطاه شيئا من سموها الذي يتصل بالله وينفتح عليه في محبته واحتضان حتى يحس في هذا الاندماج الروحي بالعلاقة التي ينسى فيها عبوديته، وهو في قمة الخشوع في ممارسته لها.
شهر رمضان شهر الإسلام، شهر الطاعة والانقياد لله تعالى، شهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام جاء في خطبة النبي الأكرم (ص) في آخر جمعة من شعبان في استقبال شهر رمضان المبارك {أيها الناس قد أقبل عليكم شهر الله بالرحمة والبركة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وقد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم} بسط الله تعالى لنا في هذا الشهر مائدته الواسعة المائدة التي يعيش فيها الإنسان ليغذي عقله بالحق وقلبه بالخير وحياته بالتقوى، فالله جعل الكرامة لعباده في هذا الشهر فيمنحهم الكرامة التي ترتفع بإنسانية الإنسان، فلنجعل من شهر رمضان انطلاقة عمل لنا لا فترة كسل وتظاهرة عبادة وإيمان لا فرصة للتحلل والعصيان من أجل أن نسعد وتسعد أجيالنا ومن أجل أن نأمن وتأمن ديارنا ومن أجل ان نعود خير أمة أخرجت للناس .