يخطأ من يتصور أن الهدف من زيارة أحمدي نجاد الى الدوحة هو اطلاق هذه التهديدات فالعلاقات القطرية – الايرانية اسمى بكثير من ذلك
شارک :
خاص بوكالة أنباء التقریب (تنا) سلطت أغلب وسائل الاعلام العالمية الضوء على التصريحات التي أطلقها رئيس الجمهورية الاسلامية الدكتور محمود أحمدي نجاد من الدوحة خلال زيارته الرسمية لها يوم أمس الأحد ضد اسرائيل ومما لاشك فيه أن اطلاق مثل هذه التصريحات من الدوحة يوجه أكثر من رسالة، ابرزها أن المعني من التهديدات التي تطلقها طهران ضد أعدائها ليست دول المنطقة بتاتا والدليل على ذلك أن أحمدي نجاد أطلق التهديدات من قطر في الوقت الذي تشهد فيه علاقات البلدين أعلى مستويات التعاون فيما بينهما على كافة الأصعدة، أما الرسالة الثانية فهي أن أحمدي نجاد أطلق التهديدات من الدولة التي لديها قاعدتين أميركيتين على أراضيها ومما لا شك فيه أن اطلاق مثل هذه التصريحات من طهران يختلف عن اطلاقها بالقرب من موقع أميركي.
ولكن يخطأ من يتصور أن الهدف من زيارة أحمدي نجاد الى الدوحة هو اطلاق هذه التهديدات فالعلاقات القطرية – الايرانية اسمى بكثير من ذلك، واذا اردنا أن نبحث عن اهداف هذه الزيارة فانها تنقسم الى جانبين، جانب التقليد والعرف الدبلوماسي منها وهو بالتحديد الاستجابة للدعوة الرسمية التي وجهها أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لأحمدي نجاد كما أنها تأتي ردا على الزيارة الأخيرة التي قام بها آل ثاني الى طهران، واذا كنا لا نشهد مثل هذا التقارب بين ايران وسائر الدول الخليجية فلأن القيادة القطرية تفاعلت مع الخطوة الأولى التي أقدم عليها أحمدي نجاد أكثر من غيرها، فبعد انتخابه رئيسا للبلاد في الدورة الاولی قام أحمدي نجاد بجولة على كافة الدول الخليجية الا أن عدد زياراته للدول الخليجية انخفض بشكل ملحوظ وعندما سأله أحد الصحافيين عن سبب ذلك ألمح الى أن بعض زعماء الدول الخليجية لم يردوا على زيارته، أما الجانب الآخر من زيارة أحمدي نجاد الى قطر فهو أبعد وأوسع من العرف الدبلوماسي لها، ولمزيد من التوضيح نشير الى الدور السياسي والدبلوماسي الذي تلعبه الدوحة في المنطقة بفضل السياسة الحكيمة التي تتبعها قيادتها.
فكما نعلم أن قطر لعبت دورا رائدا في حل الأزمة اللبنانية التي ألهبت الأجواء السياسية في لبنان لعدة سنوات وجعلت هذا البلد يقترب من الحرب الأهلية عدة مرات الا أن السياسة القطرية التي ارتكزت على أساس التقريب بين اللاعبين المحليين والاقليميين والدوليين نجحت في نزع فتيل الأزمة اللبنانية وتكلل هذا النجاح بالاتفاق على رئيس الجمهورية، ومما لا شك فيه أن زيارة آل ثاني الى طهران في تشرين الثاني من العام الماضي ولقائه بقائد الجمهورية الاسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي لها علاقة وثيقة بالملف اللبناني، وبالتالي فان هذا أحد الملفات الشائكة التي استطاعت الدوحة أن تحلها وهناك ملفات أخرى تسعى قطر الى تسويتها بشكل كامل وهي الأزمة السودانية في دارفور، والحرب التي تتفجر بين فترة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، كما أن قطر يمكن أن تكون وسيطا نزيها في المشكلة الفلسطينية خاصة وأن لديها علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس، أضف الى ذلك فان القرار الظني الذي من المحتمل أن تصدره المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يمكن أن يقوض كافة الجهود التي بذلت من أجل نقل لبنان الى شاطئ السلام.
وبما أن الجمهورية الاسلامية من اللاعبين الأساسيين في المنطقة لذا يمكن أن تتكامل الجهود القطرية – الايرانية لحل الملفات الشائكة في المنطقة ولعل الذي يشير الى عمق ومتانة العلاقات بين ايران وقطر هو الدور الذي لعبته الحكومة القطرية في دعوة أحمدي نجاد الى القمة الخليجية في الدوحة عام ٢٠٠٧. صالح القزويني