دعا بديع في رسالته الأسبوعية بعنوان "الحج مؤتمر الأمة نحو الوحدة والنصر"، المسلمين أن يجعلوا من موسم الحج مؤتمرًا للتعارف والتآلف والاتحاد، وتدارس الواقع المر وكيفية الخلاص منه، ونيل الحقوق، واسترداد المسلوب والنجاة من قبضة الأعداء.
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا ) : قال محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر أن الأمة لابد أن تتوحد وتنسى خلافاتها المذهبية وتنسى فوارق اللغة والعرق من أجل مواجهة أعداءها الذين يتربصون بها من كل جانب .
وأكد بديع أن إسرائيل لن ترضخ لسلام مع الضعفاء ولن ترضخ للسلام إلا إذا توحد المسلمون وظهرت قوتهم الحقيقية .
ودعا بديع في رسالته الأسبوعية بعنوان "الحج مؤتمر الأمة نحو الوحدة والنصر"، المسلمين أن يجعلوا من موسم الحج مؤتمرًا للتعارف والتآلف والاتحاد، وتدارس الواقع المر وكيفية الخلاص منه، ونيل الحقوق، واسترداد المسلوب والنجاة من قبضة الأعداء، مؤكدا أن الوحدة بين المسلمين لن تتحقق إلا بالتكامل الاقتصادي، والاكتفاء الذاتي، مشددا على التكافل فيما بين المسلمين والتناصح والتناصر.
وطالب بديع الحجاج للتعارف والحرص على استمرار التواصل فيما بينهم حتى بعد العودة إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن الحج مؤتمر عالمي يتكرر كل عام مرة، ويعقد في الأرض المباركة حول الكعبة، يجمع المسلمين، ويؤلف بين قلوبهم، ويوحد غاياتهم، تحت شعار "أمة واحدة".
وأوضح أن هذا الركن العظيم يذيب فوارق العرق والنسب واللغة والإقليم والطبقة، ويوحد بين الأمة في مخبرها ومظهرها، ويجعلها أمة واحدة، ويزيل الفرقة التي يسعى إليها أعداء الأمة بالليل والنهار، مضيفا أن ذلك يتطلب أن يستمسك المسلمين بدينهم ليكونوا الأمة الإسلامية بحق، لأن ذلك سبيلهم للنهوض والنمو والتصدي للأعداء.
وأشار بديع إلى أن الأمة الإسلامية تمتلك عناصر وأسلحة القوة من الحق، والإيمان، والأمل وهى أسرار القوة التي لا يدركها إلا المؤمنون الصادقون، قائلا: "فنحن لا نيأس ولا نتعجل ولا نسبق الحوادث ولا يضعف من همتنا طول الجهاد والحمد لله رب العالمين، لأننا نعلم أننا مثابون متى حسنت النية وخلصت الضمائر وهي خالصة بحمد الله، والنصر من وراء ذلك لا يتخلف".
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين حرصت في الفترة الأخيرة على توضيح موقفها من المسلمين الشيعة مؤكدة أنه قد آن الأوان ليتحد المسلمون وينسون الخلافات السياسية التي يحاول البعض إلباسها ثوب الدين ووصفها بالخلافات المذهبية حيث قال مرشد الإخوان محمد بديع في هذا السياق : إن الوحدة الإسلامية تحتاج إلى إرادة قوية وجهد جبَّار لا يعرف الكلل، مشيرًا إلى أن مشروع الوحدة من أسمى أهداف دعوة الإخوان المسلمين، ويمثل مكانةً بارزةً في مشروعها للنهضة، حيث كان من أبرز مؤشرات أسبقية مشروع الوحدة الإسلامية في فكر الإمام البنا وحراكه السياسي هو اهتمامه الكبير بقضية التقريب بين المذاهب الإسلامية في وقت مبكر جدًّا؛ لإثارة هذا الملف في الساحة الإسلامية فأسهم في تأسيس جماعة التقريب بين المذاهب في عام ١٩٤٨م بالقاهرة .
وقال المرشد العام للإخوان المسلمين : إن العالم الإسلامي يمتلك القوة بعدما قادت الحضارة الغربية البشرية إلى الضياع، ضاربًا المثل بشعار "الإسلام هو الحل" باعتباره المؤهل الوحيد لتسلم زمام قيادة البشرية، منوها إلى أن منابع القوة تكمن في الموقع الإستراتيجي الذي يحتله المسلمون في العالم، والنمو البشري لدى المسلمين، وهو نمو يجعلهم يتفوقون على من سواهم، والثروات والمواد الخام، التي يستطيع بها المسلمون بناء قوة صناعية تضارع أرقى الصناعات العالمية .
وأوضح أن من أهم المشاكل والعقبات التي تواجه الوحدة الإسلامية هي النعرات القومية، والتعصب العنصري الذي يفتقد القيم الإنسانية والتربوية؛ ولذلك يعيش الأفراد في مستوى منحدر من التصورات والأفكار والقيم، ثم النعرات الطائفية، والذي يعود الجانب الأكبر منها إلى جهل المسلمين الذي يجعل منهم وقودًا للنزاعات الطائفية، وأداة بيد المغرضين، فيثيرون المعارك والاشتباكات التي لا طائل من ورائها، فضلاً عن الحكومات المهزومة الذين خلفوا الغزاة في تنفيذ مخطط التبعية، وقاموا بقمع كل حركة تحررية، وفرطوا في ثروات الأمة المادية والمعنوية .
وقال بديع : إن السبيل لهذه الوحدة تكون بالعودة إلى الإسلام والعقيدة السليمة التي تخالط بشاشتها القلوب وتنقي طهارتها العقول وتهيمن على سائر المنطلقات للأفراد والجماعات وتدين الأمة بها وتتفاعل معها، بالإضافة إلى بناء المؤسسات والكيانات القوية في الفكر والاقتصاد والتربية والاجتماع وفي كلِّ مناحي الحياة، خاصة أن العالم اليوم يعيش عصر الكيانات الكبيرة، مشددًا على ضرورة تفعيل المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، وإحياء جامعة الشعوب الإسلامية التي أنشأها الزعيم أربكان في إسطنبول في ٢٩/٥/١٩٩٠م، وهو التاريخ الذي يحمل ذكرى فتح القسطنطينية؛ لتكون سياجًا للوحدة الإسلامية لولا تآمر الغرب عليها وإيقافها . التوافق