تاريخ النشر2010 13 November ساعة 14:50
رقم : 31104

لبنان والعراق نموذجان لمشروع واحد

المشروع الذي كشف عنه السيد بقراءة مقاطع من رسالة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر هو أن أميركا تريد من كافة حكومات المنطقة القاء أسلحتها الموجهة ضد اسرائيل
لبنان والعراق نموذجان لمشروع واحد
وكالة انباء التقريب (تنا) :
قبل أن نتحدث عن الأزمتين اللبنانية والعراقية ينبغي علينا رسم الملامح العامة للمشروع التآمري لندرك أن هذا المشروع لا يختص بلبنان والعراق وانما المنطقة برمتها ولعل السبب في اختيارنا للبنان والعراق هو الحرية التي يشهدها البلدان مما وفر الأرضية لكشف حقيقة هذا المشروع، ولو كانت طبيعة الظروف الحاكمة في لبنان والعراق متشابهة للظروف في سائر دول المنطقة لتجلت لنا كافة تفاصيل المشروع وانكشف لنا كيف يختبئ القائمون عليه وراء ذرائع وأدوات واهية من بينها المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. 

مع الكلمات التي ألقاها سماحة السيد حسن نصر الله في الآونة الأخيرة وبالتحديد بعدما تردد أن المحكمة الدولية تريد توجيه الاتهام لأعضاء في حزب الله باغتيال الحريري تزايدت حساسية الوضع الأمني في لبنان ويبدو أن الدعوات التي أطلقها السيد في خطاباته السابقة لم تجد اذنا صاغية مما يوحي بأن المحكمة الخاصة ومن يقف وراءها ويساندها سواء من داخل لبنان أو خارجه لا يهمهم تهدئة الأمور بل اخذ لبنان الى المجهول، كما يبدو أن السيد
وصل الى قناعة بأن هؤلاء لا يهمهم مصير لبنان وانما تنفيذ المشروع بأي شكل كان، فخلال الخطابات السابقة دعا السيد نصر الله الذين يهمهم مستقبل لبنان الى البحث عن كافة الاحتمالات التي يمكن أن تؤدي الى المتورطين باغتيال الحريري، ولم يتطرق بتاتا عن ضرورة توجيه التهمة لأحد أو تبرئة أحد وانما لمح الى امكانية تورط اسرائيل في عملية الاغتيال. 

وبما أن المعنيين لم يستجيبوا الى دعوة نصر الله اضطر الى اطلاق تصريحه الأخير وهو عدم تسليم أي عضو من أعضاء حزب الله للمحكمة وبذلك فانه قطع الطريق أمام الذين ركبوا قطار المشروع ووضعهم أمام الأمر الواقع، وهو اما أن يكونوا حريصين على مستقبل لبنان أو لا يكونوا كذلك فاذا كانوا حريصين عليه فعليهم أن يضعوا حدا لهذه المهزلة، أو أنهم لا يهمهم مستقبل لبنان فعليهم أن يتحملوا اعباء ركوبهم المشروع، والحقيقة أن المخاطب في تصريحات نصر الله هم اللبنانيين وليسوا أولئك الذين يدعمون المشروع من الخارج، فمن المفترض أن يضع اللبنانيون مصلحة بلدهم فوق كل شيء، من هنا تنبع حساسية الوضع، فعلى هؤلاء أن يحسموا موقفهم وهل أن المضي قدما في المشروع يخدم مصلحة لبنان أم لا؟ 

المشروع الذي كشف عنه السيد بقراءة مقاطع من رسالة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر للعميد ريمون أده نجل الرئيس اللبناني الأسبق اميل أده، وتبين بشكل واضح أن أميركا تريد من كافة حكومات
المنطقة القاء أسلحتها الموجهة ضد اسرائيل والتي ارسلها للعميد ريمون اده ابن الرئيس اللبناني الاسبق اميل اده والسياسي فقال السيد في كلمته: هذه الرسالة في ١٤-٦-١٩٧٦ "صحيح أنني افكر بخلق دويلات شبيهة باسرائيل بعدما فشلت في اقناع الدول العربية بفكرة الصلح الانفتاحي ولكن الصحيح ايضا ان الاحداث الدامية التي افتعلناها في لبنان (اعتراف بخط يد وزير خارجية اميركا بان الحرب الاهلية في لبنان هي من صنعهم) أمنت لنا ارضية مثالية لتقسيم النفوس الموحدة وتدمير صيغة التعايش واحداث خلل اساسي في النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة ...وختاما عليك ان تعرف ان اخلاصي لاسرائيل لا يعادله الا اخلاصي لزوجتي واميركا". 

واشار السيد ايضا الى ان هناك مقطع ثان مهم جداً في هذه الرسالة،وهو : "ثق باننا حاولنا ان نتآمر على انظمة عديدة في العالم العربي ولا نزال وانما باءت كل محاولاتنا بالفشل لاننا اصطدمنا بمقاومة وطنية ومناعة داخلية والزلازل لا تحدث الا في الارض المتماسكة ولا اكتمك ان لبنان هو بلد مثالي لتحقيق المؤامرات ليس ضده فقط بل ضد العالم العربي ككل. صحيح ان وجود اسرائيل وسّع حجم العمل لكن التناقضات اللبنانية هي التي كانت تؤمن لنا استمرار الخطة وسلامتها".  

ومن هنا نستطيع ان نستنتج ان جميع الاحداث الدامية والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي من قبل القاعدة والتكفيريين المساندين من قبل دولة اقليمية رأت في وصول الاكثرية الى سدة الحكم في العراق تهديدا لمصالحها , جرت على ضوء خطة امريكية صهيونية مدروسة , وذلك قبل الاجتياح الامريكي
للعراق وبموافقة بعض الحكومات العربية لتمزيق العراق الذي كان هو الاخر كلبنان نوذج للتعايش السلمي بين اديانه ومذاهبه واعراقه , ولكنه فشل .
 
 وبما أن الغرب نجح الى حد ما في تغيير استراتيجيات أغلب الدول المعارضة لاسرائيل الا أنه لم يتصور ولادة قوى سياسية تأخذ بزمام المبادرة ويكون لها ثقل سياسي وشعبي واسع وتعتمد استراتيجية مقاومة اسرائيل من بينها حزب الله، من هنا فمنذ أكثر من ١٠ سنوات والمحاولات جارية لارغام حزب الله على الالتحاق بالمشروع، مرة بالاغراء بالمناصب والسلطة ومرة بالضغوط وما حرب تموز والقرار الظني الا محاولتين تصبان في هذا الاطار. 

وليس ببعيد عن لبنان فالأزمة التي استمرت ٨ أشهر وكادت تأخذ العراق الى المربع الأول لا تختلف في شكلها العام عن الأزمة الحالية في لبنان وخلاصة الأزمة العراقية هي أن من بين الفرقاء العراقيين من ينسجم مع المشروع آنف الذكر مئة بالمئة ولا شك أن هؤلاء مقربون أكثر من غيرهم ولابد أن يدخلوا في الحكومة العراقية بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن كان حتى لو استوجب ذلك تدمير العراق واشعال الحرب الأهلية فيه لأنهم هم الذين سيكبحون أية محاولة تسعى الى التصدي للمشروع، ولكن ما يمكن قوله في هذا الصدد سواء في العراق أو لبنان هو أن القائمين على هذا المشروع يخططون لما يتفق مع مصالحهم، ولكن ما هي مسؤوليتنا نحن، هل نستسلم لهذه المخططات اذا تعارضت مع مصالح بلداننا وشعوبنا؟ هنا يتبين المخلص لبلده وشعبه من غير المخلص.
صالح القزويني - وكالة انباء التقريب
https://taghribnews.com/vdcay6ne.49n6w1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز