تاريخ النشر2011 23 March ساعة 14:24
رقم : 43399

باكستان - سورية علاقات أخوية متينة

وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 23/3/2011
کتب "نواب زاده أمين الله خان رئيساني" سفير باكستان لدی سوریا مقال فی جریدة "تشرین" السوریة حول العلاقات المتینة بین اسلام آباد و دمشق.
باكستان - سورية علاقات أخوية متينة
وقد ورد في القال ان الشعب الباكستاني یحتفل في الثالث والعشرين من آذار كل عام بحفاوة بالغة بذكرى أعظم إنجاز حققته بإصدار قرار تاريخي في لاهور في ذلك اليوم من عام ۱۹۴۰.
أسس لقيام وطن مستقل للمسلمين في تلك المناطق من شبه القارة التي يشكل المسلمون الغالبية العظمى من سكانها. وبات هذا القرار معروفاً باسم «قرار باكستان». إن قيام دولة إسلامية ذات سيادة على خريطة العالم بعد سبع سنوات فقط من ذلك التاريخ في ظل القيادة الملهمة لأبي الأمّـة ومؤسس باكستان، القائد الأعظم محمد علي جناح، كان في الحقيقة إنجازاً بطولياً عظيماً توّج الحنكة السياسية التي تمتع بها القائد الأعظم محمد علي جناح. وفي الحقيقة إن ذلك كان تكريماً للتضحيات السامية التي قدّمها مسلمو شبه القارة وإيمانهم الراسخ بمصيرهم، ما أدى إلى ظهور باكستان على خارطة العالم في ۱۴ آب ۱۹۴۷. ‏
هذا اليوم هو عيد وطني في باكستان، حيث يتم الاحتفال به في إسلام آباد من خلال الاستعراضات العسكرية التي تضم القوات المسلحة الباكستانية والقوات شبه العسكرية، بالإضافة إلى الاحتفالات المدنية. ويشهد رئيس باكستان ورئيس الوزراء هذا الاحتفال بالعيد الوطني الذي يعكس مدى التطور الحاصل في باكستان في مختلف الميادين. كما تقام في هذه المناسبة مراسم خاصة في منزل الرئيس يمنح خلالها الجوائز للمدنيين ويقلد الأوسمة للعسكريين. ويتم الاحتفال بهذا اليوم في أرجاء البلاد بمراسم رفع العلم وتكريم الأبطال الوطنيين، في حين تضيء سماء العاصمة إسلام آباد بالألعاب النارية. إن الاحتفال بذكرى الثالث والعشرين من آذار ليس سوى تعبير عن عزم وتصميم الأمّة على الحفاظ على استقلالها. ‏
وتعدّ باكستان أرضاً غنية بروائعها الطبيعية التي تتبدل باتجاه الشمال من الشواطئ الساحلية والبحيرات الضحلة البديعة والأشجار الاستوائية والمستنقعات الجميلة في الجنوب إلى الصحاري الرملية والنجود النائية والسهول الخصبة والمرتفعات المتنوعة في وسط البلاد والجبال الشاهقة والوديان الجميلة وقمم الجبال المكسوة بالثلوج والأنهار الجليدية في الشمال. إن هذا التنوع الطبيعي يقسّم باكستان إلى ست مناطق رئيسة: المنطقة الشمالية الجبلية المرتفعة والمنطقة الغربية الجبلية المنخفضة وهضاب بلوشستان ومرتفعات بوتوهار وسهول البنجاب والسند. تقع باكستان على طول نهر السند الممتد على مسافة تزيد على ۲۰۰۰ كلم من مرتفعات باميرز المتجمدة في الشمال، وصولاً إلى شواطئ المناخ المعتدل لبحر العرب في الجنوب. وتضم الدول المجاورة لباكستان كلاً من الصين في الشمال وأفغانستان في الشمال الغربي وإيران في الغرب والهند في الجنوب. وتعتبر باكستان أكبر سابع دولة في العالم من حيث تعداد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي ۱۷۰ مليون نسمة، بينما تبلغ مساحتها ۸۰۰ ألف كلم مربع. ‏
تعدّ باكستان بصورة رئيسة بلداً زراعياً يوظف أكثر من نصف القوى العاملة تقريباً في مجال الزراعة. وتؤكد باكستان على زراعة المحاصيل ذات الإنتاج الوفير بما يتساوق مع النمو السكاني. وتشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية الرز والقطن والقمح وقصب السكر والفواكه والخضراوات. وقد لجأت الحكومة في اتباعها لسياسة النمو الصناعي السريع إلى اعتماد أسلوب ترشيدي يكفل توزيعاً متساوياً لفوائد عملية الصناعة. كما تنفذ الحكومة الحالية برامج إصلاحات اقتصادية متنوعة تضم الخصخصة وتحرير التجارة وتخفيف القيود والإجراءات البيروقراطية الناظمة في مجال الأعمال. وتحتل المنسوجات ومعالجة المواد الغذائية الجزء الأكبر من الصناعة، في حين تشمل باقي النشاطات الصناعية المواد الكيماوية وإنتاج مواد البناء والسجاد والحصائر والجلديات والبضائع الجلدية والرياضية والأدوات والمعدات الطبية الجراحية. أما القطن بكافة أشكاله، الخام والمنسوج والخيوط، بالإضافة إلى الملبوسات والرز والسجاد والبضائع الجلدية فتشكل جميعها الصادرات الرئيسة. ‏
سياسة باكستان الخارجية ‏
ترتكز المبادئ التي ترشد سياستنا الخارجية على مبادئ ومعايير معترف بها دولياً من حيث تنظيم العلاقات بين الدول، والمقصود بذلك مساواة السيادة لكل الأمم وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام سيادة ووحدة أراضي جميع الدول وعدم الاعتداء عليها واللجوء إلى التسويات السلمية في حل النزاعات. تستمر سياسة باكستان الخارجية بالتركيز على تعزيز السلام والأمن على المستويين الإقليمي والعالمي وبناء علاقاتنا ضمن الإطار الثنائي ومتعدد الأطراف وخصوصاً بما يصب في مصلحة تطورنا الاقتصادي –الاجتماعي، لقد استمرت سياسة باكستان الخارجية بالعمل نحو تحقيق الأهداف القومية العليا في تعزيز الأمن والتطور الاقتصادي والتكنولوجي وبناء دولة إسلامية تقدمية ومعتدلة وحديثة وعصرية، كما تركز سياسة باكستان الخارجية على تعزيز مناخ سلمي ومستقر وخصوصاً في منطقتنا وتسعى إلى إيجاد حل عادل لنزاع جمو وكشمير.
وتسعى باكستان دائماً إلى تحسين المناخ السلمي في علاقاتها مع جيرانها ومع جميع الدول العظمى. كما تولي باكستان أهمية خاصة على علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، حيث تستند تلك العلاقات أساساً إلى الروابط الدينية والثقافية التي حافظت على بقائها مع مرور الزمن، علماً أن شراكاتنا الاقتصادية والاستثمارية مع دول المنطقة وتضامننا مع العالم الإسلامي تزداد نمواً وقوة. ‏
العلاقات السورية- الباكستانية ‏
تتمتع سورية وباكستان بعلاقات ودية وثيقة ولها جذور عميقة في تاريخ البلدين وديانتهما وثقافتهما المشتركة، إضافة إلى التصورات التي يشترك بها كلا البلدين إزاء القضايا الرئيسة في المنطقة والعالم. إن الاتصالات وتبادل الزيارات رفيعة المستوى إنما تترجم هذه العلاقات الودية إلى إرادة سياسية ملموسة وتفاهم واضح بين قيادتي بلدينا. فرئيس باكستان آصف علي زرداري قام بزيارة سورية في ۸-۹ كانون الثاني وفي ۹ آب ۲۰۱۰ وأجرى مباحثات مع الرئيس بشار الأسد بهدف تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية في شتى المجالات.
وقد قام وزير الخارجية السوري السيد "وليد المعلم" بالمشاركة في مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الذي عقد في إسلام آباد في شهر أيار ۲۰۰۸، حيث أجرى لقاءات مع الرئيس الباكستاني ووزير الخارجية. ووقع البلدان عدة اتفاقيات توفر القاعدة المؤسساتية للنشاطات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، علاوة على أن الازدياد الملموس في الاتصالات بين رجال الأعمال من كلا البلدين لابد أن يساهم في تعزيز العلاقات التجارية الثنائية.
وانطلاقاً من تأييد باكستان للموقف العربي والسوري، فقد واظبت على المطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من هضبة الجولان المحتلة وتأسيس دولة فلسطينية في الأرض العربية المحتلة وعاصمتها القدس.
https://taghribnews.com/vdcjhtex.uqethzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز