المطالب المحقة لشعب البحرين جوبهت بالعنف من الحكومة والتواطؤ من جهات حقوقية وإعلامية
وكالة أنباء التقريب (تنا)
شارک :
ألقى رئيس مجلس الأمناء سماحة القاضي الشيخ أحمد الزين كلمة في اللقاء العلمائي الذي دعا إليه المجلس الشيعي الأعلى تضامناً مع العب البحريني قائلاً : " إن لقاءنا هذا يأتي في وقت تشهد فيه أمتنا حركة شعبية ناهضة تريد في أساسها إعادة التناصف والعدل إلى مجتمعاتها وهذا يضعنا كعلماء أمام مسؤوليتنا كورثة للأنبياء في بيان الصراط المستقيم وهداية الناس إليه والنصيحة للحاكم والرعية بما يوازن بين حفظ النظام العام الذي يعني الأمن والإستقرار للمجتمع وبين تحقيق العدالة الإجتماعية لأفراده بالمساواة في فرص تحقيق حاجاتهم الأساسية بالعمل والصحة والتعليم والحرية وما إليها . بل إن حق الناس علينا أن نكون في طليعة هذه الحركة لأننا تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نصرة المظلوم خاصة إذا انتصر لنفسه بما لايغضب الله كما في قوله تعالى : وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ - الشورى - الآية - ٤١ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ - الشورى - الآية - ٤٢ وإن من مسؤوليتنا اليوم أيضا الكشف عمن تلبَّس بزي فقهاء السلاطين فلا تقع الناس في فتنتهم التي يدعون إليها بالوقيعة بين طوائف الناس وكأن مطالبها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية مطالب خاصة بمذهب دون آخر. وقد أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كَظَّة ظالم ولا على سغب مظلوم , كما أخذ عليهم أن لا يكونوا عونا للظالمين في مواجهة المظلومين : هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً - النساء - الآية - ١٠٩ إن مسؤوليتنا اليوم يحددها لنا المولى عز وجل في قوله تعالى : وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ , وأن لا نكون ممن قال فيهم (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ - آل عمران - الآية - ١٨٧ أيها السادة العلماء كنا وما زلنا ننظر إلى تحركات اهلنا في البحرين على أنها مطالب ضمن سقف الشرعية الإسلامية والإنسانية شأنها شأن مطالب الشعب التونسي والمصري وغيرهما لكننا فوجئنا بحجم العنف غير المبرر الذي ردت به الحكومة البحرينية وبتواطؤ غير مقبول من الجهات الحقوقية العربية ومن أكثر الإعلام الذي انتصر لثورة شعبي تونس ومصر وما يزال ضمن خطته الإنتصار لشعوب دون أخرى في مواجهتها لجور حكامها . ولئن كنا وما زلنا نأمل بوحدة الحكومات العربية لكننا أردناها وحدة في بناء مستقبل يسعد فيه المواطنون لا وحدة تستخدم إتفاقيات لتبرير حشد الجيوش ضد بعض الشعوب وبعض الحكام دون بعضها الآخر بما يساهم في إيجاد حالة من الكراهية غير المسبوقة بين الشعوب العربية نتيجة للعنف غير المبرر الذي تمارسه قوات هذا البلد المسلحة أو ذاك كما يحصل الآن في البحرين . ومن موقع المسؤولية الشرعية بالنصيحة للحكام والشعوب نرى من واجبنا بيان التالي: ١ - إننا نرى من بعض الدعاة ومن بعض الحكومات ما نقطع معه بأن ثمة مخططا للإنحراف بحركة الناس عن مقصدها العادل باتجاه الفوضى والفتنة بين الشعوب والحكام من جهة وبين الطوائف والفرق والمذاهب نفسها من جهة أخرى بما يخدم مشاريع ومصالح أمريكا وإسرائيل في الوقت الذي قلَّ من ينتصر لأهل فلسطين ببعض ما يقدم في غيرها من الساحات. وعليه فإننا نناشد أهل الرأي والحكام على حد سواء باليقظة والتنبه حذرا من الوقوع في فتنة الفوضى غير المنتجة التي يسميها الأمريكي الفوضى الخلاقة. ٢ - إن حجم العنف والتجاوز للقيم الدينية والإجتماعية كما يجري اليوم في البحرين خصوصا لجهة إعتقال النساء وتدميرالمساجد والحسينيات بما أدى إلى إحراق وتمزيق وتدنيس المصاحف مدان ومرفوض ولا يساعد في إستعادة الأمن الإجتماعي ولا الوطني ولا الإقليمي . ٣ - إننا ندعو مجلس التعاون الخليجي إلى إيقاف عملياته العسكرية والإنسحاب من البحرين والسعي إلى إيجاد حوار بين الحكومة البحرينية والمعارضة كما يجري في شأن اليمن وغيرها . ٤ - إن إستمرار العمليات على النحو الذي نشاهده يدفع إلى تعزيز حالات التعصب المحرمة التي لامصلحة لشعوب المنطقة في وجودها لأنها ستذهب بالدين وبالأمن معا. ٥ - إننا ندعو حكومة البحرين إلى إستعادة زمام المبادرة بالعودة إلى الحوار وبإيقاف المواجهة الأمنية التي لم ولن تؤدي إلا إلى مزيد من الإحتقان وليعلم أن لا قيمة للحكومات بدون رضا شعوبها فالخارج مهما قدم من دعم فهو لن يحل محل الشعب إلا إذا تحول إلى محتل وهذا لن يكون بحال . ٦ - إننا في الوقت الذي نستغرب فيه التناقض والعبثية في مواقف المنظمات الدولية والإسلامية نتمنى على منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والمنظمات الحقوقية أن ترجع إلى وظيفتها الحقيقية وتبادر إلى وقف هذا التدهور بقيامها بواجباتها . أخيرا إذ نعلن تضامننا مع شعب البحرين ومع القضايا العادلة لشعوبنا كلها نؤكد على أهمية التبصر في الوقائع والموازنة بين الأولويات عند الجميع حكاما وشعوبا ونحذر من الوقوع في فخ الغرور والمكابرة لأنهما مفتاحا الفتن التي لا تنتهي . ونؤكد على أهمية رفع الظلم لأن الظلم مفتاح خراب المجتمعات وزوال الدول كما قال تعالى : فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ - النمل - الآية - ٥١ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ - النمل - الآية - ٥٢ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته