د. حسين أمير عبد اللهيان وزير الشؤون الخارجية الإيراني - صحيفة عمان
العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان أرقى من الجوار.. إخاء ووفاء
تنا
سعت سلطنة عمان دائمًا إلى أداء دور إيجابي في المعادلات الإقليمية بتعاطف كبير وبمعزل عن الاصطفافات والصراعات والاستقطابات. وفي سياق تسوية الأزمات الإقليمية، أولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا الاهتمام بسياسة سلطنة عمان الوسطية والمتزنة كجزء من طريق حل المشاكل. إنَّ سلطنة عمان، مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تألُ جهدًا من أجل تقليص المسافات وتهيئة الأجواء للسلام والصداقة، وتُعتبر صديقًا وفيًا وجارًا موثوقًا فيه للشعب الإيراني.
شارک :
سعت سلطنة عمان دائمًا إلى أداء دور إيجابي في المعادلات الإقليمية بتعاطف كبير وبمعزل عن الاصطفافات والصراعات والاستقطابات. وفي سياق تسوية الأزمات الإقليمية، أولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائمًا الاهتمام بسياسة سلطنة عمان الوسطية والمتزنة كجزء من طريق حل المشاكل. إنَّ سلطنة عمان، مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تألُ جهدًا من أجل تقليص المسافات وتهيئة الأجواء للسلام والصداقة، وتُعتبر صديقًا وفيًا وجارًا موثوقًا فيه للشعب الإيراني.
في هذا الإطار، تقدر الجمهورية الإسلامية الإيرانية دور سلطنة عمان البارز والفاعل في ساحة الدبلوماسية والحوار والسلام. وقد سارت العلاقات الطيبة بين البلدين على درب التعامل والتقدم خلال عهد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- مثلما كانت عليه في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه.
لا شك في أن عقيدة السياسة الخارجية المتزنة، والدبلوماسية النشطة، والتعامل الذكي الذي تبنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان، والاهتمام الجاد الذي أبدته قيادتا البلدين وكبار المسؤولين فيهما بتنمية العلاقات، إلى جانب الأواصر الجغرافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية والمشتركات الجمة بين البلدين أبرزت العلاقات الإيرانية - العمانية دائمًا كنموذج ناجح للتعامل الثنائي. وبفضل هذا النموذج الناحج، لم يحدث أي اضطراب في العلاقات بين طهران ومسقط خلال العقود الأخيرة، وشهدنا دائمًا تطور هذه العلاقات الجيدة والبناءة والقائمة على أساس التعاون والاحترام المتبادل. في هذا الاتجاه، أدى التشاور المستمر بين المسؤولين السياسيين في البلدين إلى بناء فهم متقارب ومشترك بشأن العلاقات في مختلف المجالات الثنائية والإقليمية والدولية. كما أن التطوير الشامل للعلاقات، وتسهيل إصدار التأشيرات للرعايا الإيرانيين والعمانيين، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وزيادة تنافسية أسعار المنتوجات الإيرانية المصدرة إلى السوق العمانية مقارنة بالماضي، كلها تدل على جهود المسؤولين والناشطين في البلدين في هذا المجال.
وبالنظر لما يتوفر لدى البلدين من إمكانيات محلية هائلة، نعتقد أن آفاق التعاون الاقتصادي بينهما أوسع بكثير مما هو عليه الآن، ويتعين علينا بذل الجهود والتخطيط لتهيئة الأجواء من أجل الرقي بالتعاون الاقتصادي بين البلدين أكثر من أي وقت مضى.
إلى جانب ذلك وفي المجال السياسي، حافظت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التشاور والتعاون السياسي في أعلى المستويات مع سلطنة عمان بشأن الملفات الإقليمية والدولية. وترى أن مواقف سلطنة عمان ودورها الفريد في مجال دعم السلام، وتفادي التوترات، والمساعدة على تسوية مختلف الأزمات هي سياسة حكيمة، وتدعمها. في الحقيقة، تُعتبر عمان صديقًا وشريكًا قديمًا لإيران لا تتمتع فقط بطاقات وإمكانيات كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية، بل تخلق أيضًا فرصًا لا تحصى للتنمية الإقليمية بسبب موقعها الجيوسياسي والجيوستراتيجي.
إننا على يقين تام بأن سلطنة عمان من خلال توظيف طاقاتها الموسعة وموقعها الإستراتيجي، تستطيع التوصل إلى أهدافها بنجاح في إطار "رؤية عمان 2040" الحكيمة، وفي هذا السياق سوف تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب سلطنة عمان الشقيقة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
إنَّ تفعيل ممر الشمال - الجنوب، ولا سيما دخول الاتفاقية الرباعية بين إيران وعمان وتركمانستان وأوزبكستان حيز التنفيذ يضمن المصالح المشتركة، ويمثل خطوة نحو التنمية المستدامة في المنطقة. ومن المؤكد أن تنفيذ هذه المشاريع الثنائية والمتعددة الأطراف تعزز وتخلّد أواصر الصداقة والأخوة في المنطقة، فضلًا عن تحقيق التنمية الاقتصادية للبلدين.
منذ بداية عملها، اتخذت الحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية "سياسة تطوير العلاقات مع الجيران" وإيلاء الأولوية لـ"السياسات الإقليمية" و"المتمحورة حول آسيا" كأساس لسياستها الخارجية وحراكها الدبلوماسي. ويُعتبر تعزيز الآليات القائمة على الحوار والتعاون، والتركيز على المشتركات، والتصدي لأسباب الإخلال بالأمن والاستقرار في المنطقة من القضايا المحورية في العلاقات الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إنَّ زيارة الدكتور إبراهيم رئيسي، رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى سلطنة عمان الشقيقة بدعوة رسمية من جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظهما الله- ستكون مؤشرًا آخر على عزيمة الطرفين وإرادتهما على تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية وخطوة كبيرة باتجاه تعزيز الاستقرار والأمن المستدام والتنمية في المنطقة. نشد على أيدي جيراننا وأصدقائنا.
• د. حسين أمير عبد اللهيان وزير الشؤون الخارجية الإيراني - صحيفة عمان