يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم أن الضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم، حيث أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، في وقت سابق، أن الحكومة الصهونية قد حققّت رقماً قياسياً من ناحية قتل الفلسطينيين.
شارک :
لقد أصبح موضوع تسليح الضفة الغربية موضوعاً يقلق الكيان الصهيوني كثيراً حيث يعلم الكيان الغاصب للأراضي المحتلة أن المقاومة المسلحة هي الاكثر وجعاً له في هذا السياق ومن الطبيعي ونتيجة للأعمال الاجرامية والاستفزازية التي يقوم بها كيان الاحتلال الصهيوني من محاولة "اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك"، وتشديد الخناق ضد الأسرى وتوسيع المستوطنات أن يكون موضوع تسليح الضفة الغربية حاضراً لدى قادة حركات المقاومة لوقف الصلف الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم، فمهما حاول الكيان الغاصب كسر إرادة الشعب الفلسطيني وعزيمته، فإن أبناء الشعب الفلسطيني لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام كيان الاحتلال الغاصب وانما سوف يتجه ابناء هذا الشعب البطل في جميع أنحاء الاراضي المحتلة لحمل السلاح والوقوف أمام الصهاينة، ونتيجة للصلف الصهيوني ستكون هناك عواقب وخيمة على كيان الاحتلال الصهيوني، وستندلع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
الأعمال الاستفزازية التي قامت بها أجهزة الكيان الصهيوني مؤخرا، لن تستطيع أن تفرض القيود على أبناء الشعب الفلسطيني، فهم السد المنيع أمام محاولات الكيان الصهيوني التي يسعى من خلالها لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، وما تجدر الإشارة إليه أنه بفضل أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم وحركات المقاومة يجب أن يدرك الكيان الصهيوني أنه لا مجال اليوم للاستخفاف بحياة أبناء الشعب الفلسطيني، و لا مجال لسياسة التصعيد من قبل الكيان الصهيوني، فالتصعيد الإسرائيلي لن يعطي شرعية أو أمناً واستقراراً للاحتلال الإسرائيلي، سواء في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أو في جنين أو غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة
مقترح لتسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية
عرضت حركة الجهاد الإسلامي خطة لتسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية لمواجهة خطة وزير الأمن الداخلي في الكيان الصهيوني لتسليح المستوطنين.وفي هذا السياق فقد عرضت حركة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي على ممثلي فصائل المقاومة الأخرى خطة تسليح جميع الفلسطينيين لمواجهة خطة وزير الأمن الذي قام بتسليح المستوطنين في الضفة الغربية، حيث أكدت حركة الجهاد الإسلامي من خلال توفير تقارير أمنية واستخباراتية أن عملية تسليح المستوطنين الصهاينة حول الضفة الغربية قد بدأت بالفعل ، وتشمل تجهيز جميع المستوطنين بأسلحة فردية وآلية وكمية كبيرة من الذخيرة. فضلا عن توفير برنامج تدريبي لهذه المجاميع الصهيونية.
وشددت حركة الجهاد الإسلامي على أن الرد الوحيد على تسليح المستوطنين والجماعات التابعة لوزير الامن الداخلي الصهيوني هو تسليح الشعب الفلسطيني بأسره بالسلاح الفردي والآلي وتوزيع السلاح على كل من يستطيع حمل السلاح والدفاع عن نفسه.
تسليح الضفة الغربية..الكيان الصهيوني في مأزق
منذ البداية لقد أظهرت أدبيات تصريحات عين الأسود، وأفعال الجماعة، والاهتمام الخاص بجذب الناس إلى جانب الأعمال المسلحة، بوضوح أن أبناء المقاومة في نابلس قد فهموا جيدًا أن طريق المقاومة ينتقل من التسلح في الضفة الغربية إلى جذب الناس في الضفة الغربية إلى جانبهم هو في الأساس إجراء ثقافي وليس تدبيرًا أمنيًا في الحرب ضد منظمات الحكم الذاتي وقوات الأمن في تل أبيب.
لذلك يتضح جلياً اليوم أن تسليح الضفة الغربية هو ضرورة وهو يصب في اتجاه تكافؤ القوة ضد العدو الصهيوني، وفي الواقع، في العملية التي حدثت في غزة، كان الوضع في قطاع غزة في مرحلة ما يشبه الضفة الغربية تمامًا. الأغلبية الفلسطينية، تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، لكن مع الوجود الأمني والعسكري للصهاينة. ، منذ الثمانينيات، بدأت عملية تسليح قطاع غزة وتطبيق القوة العسكرية ضد الصهاينة بإطلاق النار والعمليات المسلحة والاستشهادية، والتي بلغت ذروتها في الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005. حيث قام الصهاينة من جانب واحد (دون عقد أو التزام من سكان غزة) بإخلاء قطاع غزة بأكمله، ولأول مرة، أصبح جزء من فلسطين تحت السيطرة الكاملة للفلسطينيين بعد الاحتلال.
حتمية المقاومة المسلحة
لقد بات التسلّح في الضفة مشهداً يطالعه الاحتلال الصهيوني يومياً في مسيرات مجموعات المقاومة حيث يخرج العشرات من الشباب بكامل لباسهم وعتادهم العسكري معلنين الجهوزية اللحظوية للتصدّي لاقتحامات الاحتلال. فتسليح الضفة بدأ وليس جديداً، وهو عبر عن طرق دعم مختلفة من الفصائل التي سعت لإيصال الدعم الى الضفة في سبيل دعم الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه. لذلك لابد من القول إن مقترح استمرار العمل المسلّح في الضفة يؤكد أن "الساحة الفلسطينية في المرحلة المقبلة سيكون عنوانها المقاومة، فكيان الاحتلال لن ينسحب شبراً من الضفة ولن يعطي للفلسطيني لقمة خبز دون القوّة، فلا خيار الا المقاومة، وهذا ما يقوّض من حركة جيش الاحتلال ويقيّد وجود الاحتلال ومستوطناته في الضفة بما يشكّل الخطوات الأولى لبداية التحرير، وما لا شك فيه أن الضفة الغربية هي الضربة القاضية للكيان الصهيوني إذا كبرت فيها المقاومة وعلى المدى البعيد تحرّرت فستكون المقاومة قد سحبت الحجة التي قامت على أساسها "إسرائيل"والتي تدعي أن أرض فلسطين هي أرض الدولة اليهودية" ويحاول الاحتلال عبثاً أن يلقى لها أثراً في حفرياته تحت المسجد الأقصى في القدس المحتلّة.
توسيع دائرة المقاومة المسلحة.. الضفة الغربية كابوس "إسرائيل" الجديد
لابد من القول أن مقاومي الجيل الثالث" في الضفة الغربية يعدون الأشد خطراً على أمن كيان الاحتلال الذي بدأ جيشه يصطدم بنوع آخر من المقاومين يمتازون بأنهم الأكثر جرأة وشجاعة، ويسعون للمواجهة ويرفضون الاستسلام، ولا يهمهم سوى انتصار قضيّتهم على جيش الاحتلال الصهيوني، لتبقى الضفة الغربية وأبطالها عنوان المرحلة القادمة التي ستغير بلا شك كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة. وفيما يخص دعوة حركة الجهاد الإسلامي لتوسيع دائرة حركة المقاومة المسلحة وتسليح الضفة الغربية يبدو واضحاً أن المقاومة المسلحة في الضفة الغربية هي كابوس "إسرائيل" المؤرق، حيث إن دعوة حركة الجهاد الإسلامي لتسليح الضفة الغربية حملت رسائل كثيرة منها أن الضفة الغربية أصبحت اليوم نقطة أمنية ساخنة جدًا فالمقاومون من الناحية العسكرية أكثر حنكة، وقد أعادوا تموضعهم من جديد، ولا يخفى على أحد ذلك .
في النهاية، يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم أن الضفة لم تعد كالسابق والمقاومة تتطور كماً ونوعاً، مع ارتفاع احتمالات أن تنفجر الأوضاع أكثر وأكثر هناك بسبب التمادي الإسرائيليّ الصادم، حيث أكّدت صحيفة “هآرتس” العبرية، في وقت سابق، أن الحكومة الصهونية قد حققّت رقماً قياسياً من ناحية قتل الفلسطينيين.
واليوم نجد أن الإسرائيليين يعترفون بشكل كامل بمواجهة انتفاضة ذات صفات مختلفة ونتائج مذهلة، حيث إنّ الدوائر الأمنية الإسرائيلية لم تكن مستعدة لقبول تشكيل الانتفاضة إلا بعد فترة طويلة من اندلاعها، وبعد العمليات الاستشهادية للفلسطينيين، والتي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة وبعد أن انتشرت الانفجارات في مناطق وأماكن مختلفة، فقد ساهم توسع الاستيطان على نحو غير مسبوق، وانتهاكات الاحتلال في القدس في زيادة التفاف الشباب الفلسطيني والالتحاق بالكتائب المقاومة، وأبرزها كتيبة "عرين الأسود"، كما عزّز هذا المسار إحصائيات سابقة تعكس أرقاماً حقيقية لتنامي الفعل المقاوم، إذ سجلت إحصائية رصدت فيها عمليات المقاومة خلال العامين المنصرمين، ففي عام 2020 نفذت 29 عملية إطلاق نار، وفي عام 2021 نفذت 191 عملية، وهذه الأرقام تشكل هاجساً أمنياً للعدو المجرم.