تاريخ النشر2023 30 September ساعة 11:45
رقم : 609162

استاذة جامعة المذاهب الاسلامية: القران يعتبر عدم التعقل سببا للانقسام و التفرق

اشارت استاذة جامعة المذاهب الاسلامية في طهران الدكتورة "عاطفة زرسازان" الى هذه الاية القرأنية : تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك لأنهم قومٌ لا يعقلون» وقالت: القران يعتبر عدم التعقل سببا للانقسام و التفرق
استاذة جامعة المذاهب الاسلامية: القران يعتبر عدم التعقل سببا للانقسام و التفرق
وفي مقال في الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ 37، سلطت الاستاذة زرسازان الضوء على اسباب الصراعات المذهبية والقومية وطرق الحل لمواجهتها من منظار القرآن الكريم.
واضافت: احد اسباب الصراعات المذهبية هي تدني مستوى الإطلاع والعلم وكذلك جهل الناس بالحقائق وإتباع الظن، بعبارة أخرى جهل المسلمين وعدم إطلاعهم على عقائد أتباع المذاهب الأخرى، ومن ناحية أخرى جعل أقاويل الناس معياراً للحكم حول ذلك المذهب وعدم التمتع بروح تقبل الحقيقة وعدم الخضوع أمام الحقائق التي تتعارض مع المعلومات السابقة فهي من العوامل الأخرى للصراعات المذهبية.
واعتبرت العامل الثاني للصراع والخلاف المذهبي عدم استخدام العقل والفكر في الأمور وقالت: إنّ القرآن يدعو الناس دائماً إلى أن يستخدموا عقولهم وأولئك الذين لا يستخدمون عقولهم، هم أدنى من الأنعام. من هذا المنطلق اعتبر القرآن أن عامل الانقسام والتفرق ناشىءٌ عن عدم التعقل فيقول في تعبيرٍ مقتضب ومليء بالمعاني: «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك لأنهم قومٌ لا يعقلون».
واشارت الى اسباب اخرى للصراع والخلاف بما فيها الأنانية وحب الذات، والخصام والجدال وعدم الاحترام لمقدسات المخاطب وولفتت الى ان العلماء من الناس وأصحاب الرأي يتمتعون بروحٍ بحثية في ضوء التفكير الحرّ، فإنهم لا يقبلون القضايا أو يرفضونها أبداً من دون دليل. تعاملهم مع القضايا ليس مغلقاً وجامداً. يزنون الكلام بالعقل والمنطق والبرهان وبهذا الشكل يهيؤون أرضية نهضتهم. م
واستطردت: من هذا المنطلق يريد القرآن الكريم من مخاطبيه أن يأتوا بالبراهين لكلامهم «قل هاتوا برهانكم إنْ كنتم صادقين» هنا توجد نقطة في غاية الأهمية وهي أن الاصغاء للأقوال المختلفة في محيط تفكرٍ حر، يصل الإنسان من خلاله إلى التطور أما في المحيط الذي يكون الكلام فيه غير منطقي وغير مستند إلى دليل، بل عبارة عن تعصبات لما عكف عليه الأسلاف، فإضافةً إلى أنه سوف تُغلق طرق التطور والنمو بأشكالها المختلفة، سيؤدي هذا الفكر المنحرف إلى التفرق والخلاف وما أكثر ذلك.
واضافت: يمكن القول في شرح هذا العامل أن أعداء الإسلام يشكّلون أطيافاً واسعة، هؤلاء الأطياف لا يكونون على سويةٍ واحدة في دوافع الخصام وأيضاً في التعاملات، فبعضهم أساسٌ وركيزةٌ للخصام مثل زعماء الكفر وبعضهم الآخر أتباعٌ من الناحيتين الفكرية والاجتماعية حيث أنهم قد علقوا في شراك زعماء الكفر الخفية وراحوا يقومون بإيذاء المسلمين. كان النبي الأكرم يصبر مقابل تيار الأتباع والطيف عديم الإطلاع ولم يكن يقابل السوء بالسوء كما يذكر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم عن ذلك: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا» عندما يختار القرآن الكريم لنا طريقة المواءمة والمسالمة فإنه يشير إلى نتائجها العملية بأنها تحوّل أعداءك إلى أصدقاء لك، حيث يتوافقون معك في الفكر والعمل، ثم يشير من بعد هذا إلى أن هذه الطريقة تحتاج إلى صبر وإيمان قويين، إذ أن هذه الطريقة تتطلب في تعاملها مع استعلاء العدو ومشاكل المواجهة، أعصاباً قوية وليونةً في الشخصية. وحياة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم أفضل شاهد على هذا الأمر.
انتهی
https://taghribnews.com/vdcd9n09xyt0zf6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز