باحثة اسلامية من لبنان : المراة كما عبر الامام الخميني (رض) هي مربية الانسان والمجاهد والعالم والتقي

جاء ذلك في مقال الدكتورة بدر الدين، خلال ندوة طوفان الاقصى الـ 18 " التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي الاربعاء 7 شباط / فبراير 2024م، لمناقشة "دور النساء في تعزيز المقاومة الاسلامية والفلسطينية"، و"مقارنة بين طوفان الاقصى في فلسطين والثورة الاسلامية في ايران".
وهذا نص المقال :

_{بسم الله الرحمن الرحيم

إن للمرأة دور مهم في المجتمعات الإسلامية، فالمرأة استطاعت على مرّ الأزمان أن تؤسس لدور المقاومة بدأ من بيتها إلى المجتمع.

ان دور المرأة المقاومة اللبنانية والمرأة في فلسطين وفي العراق واليمن، في كل البلاد الإسلامية، دور بارز جداً في حركة المقاومين وفي إنجاح الحركة المقاوِمة في العالم الإسلامي، وتجلى دورها بشكل بارز وواضح من خلال تربيتها لأبنائها وزرع الوعي والثقافة في عقولهم ونفوسهم، حتى صارت وباتت المرأة في لبنان وفلسطين وباليمن تضحي بكل ما لديها، وكانت في الواجهة وفي الصدارة لتقدم الشهيد تلو الشهيد، ولم تكتفي بذلك بل باتت تفتخر أمام الله وأمام المجتمع بأنها أم شهيد.

اذن دور المقاومة اليوم مقلق للمجتمع الغربي، حيث بات يخاف من المرأة المقاومة ويحترز من وجودها ، وذلك لأن المرأة عندما تأخذ قراراً لتواجه وتتحدى فهي تثبت في الميدان من خلال أبنائها وزوجها.

ومن هنا صارت المرأة هي الأساس في المجتمع، بل هي كل المجتمع وليست جزءا منه، لأن المجتمع يتبلور في الأبناء والزوج وهؤلاء خريجي مدرسة الأم .

ان المرأة مربية الإنسان كما عبر الإمام الخميني (رض)، فهي مربية المجاهد والشهيد والعالم والتقي، واليوم في فلسطين نجد صمود المراة المقاومة الفلسطينية كيف ثبتت وتحدّت إسرائيل والعدو، وثبتت وصمدت مع أبنائها، وكانت تضحي بالولد تلو الولد، قدمت كل مالديها ولكن بقيت صامدة وبقيت قوية متحدية؛ فهذا الصمود أكبر جهاد ولا يمكن أن يقدر بثمن.

ايضا أثبتت المرأة الفلسطينية اليوم أنها هي الأساس، هي التي تدفع الرجال إلى الأمام هي التي تدفع أبنائها إلى الجهاد .

وهذا الصمود إنما نابع من مدرسة اقتفتها من المرأة المقاومة في إيران وفي العراق واليمن، وفي الواقع إن هذه الحلقة من النساء المقاومات في المجتمع الأسلامي كلهم لديهم هذه المدرسة الواحدة، التي شربوا منها عشق محمد وآل محمد تخرجوا من مدرسة آل البيت عليهم السلام من مدرسة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

هذه الأم المعطاء التي أعطت كل مالديها وعندما نقتفي ونتأسى بالسيدة الزهراء عليها السلام ذلك كي نتصف بسلوكها، وبآثارها. وهذه هي الأسوة التي يجب أن نتأسى بها . من خلال عبادتها ومحرابها، وأن نتأسى بها أيضا كيف قدمت ولدها الإمام الحسين عليه السلام والأئمة الطاهرين عليهم السلام، وكل مالديها في سبيل الله سبحانه وتعالى.

فهذه الشهادة التي تقدمها المرأة الفلسطينية أو المرأة اللبنانية أو اليمنية. هي بذلك تبيّض وجهها أمام السيدة الزهراء عليها السلام، بل هذا شئ متواضع مما تقدمه المرأة امام السيدة الزهراء سلام الله علیها.

وبالتالي ما هذا العطاء الصادر من المرأة المقاومة بفلسطين او بلبنان او بأي دولة أخرى، ما هو إلا امتداد لدولة الحق وتمهيد لظهور الإمام المهدي عليه السلام. الذي ينتظرنا ونحن ايضا ننتظره، ولكن لكلٍ انتظاره ودوره الخاص. ويتكامل كلا الدوران عندما يلتقيان معاً في هدف واحد ، وهو البقاء والفناء والتقديم في سبيل الله.

لذا ستبقى المرأة الفلسطينية حاضرة في كل الميادين، كذلك كما كانت المرأة المقاومة اللبنانية أيضا حاضرة في كل الميادين منذ عام 1983 إلى اليوم؛ هذه المرأة اللبنانية التي تربت في مدرسة أهل البيت ع وفي مدرسة عاشوراء، والتي أسست جيلا عشق الشهادة حبا بالإمام الحسين عليه السلام.

كذلك المرأة الفلسطينية. تحية من كل القلب إليكِ إيتها المرأة الفلسطينية.}

انتهى