تاريخ النشر2024 28 May ساعة 21:14
رقم : 637234
في خطابه حول شعيرة الحج؛

حجة الاسلام شهرياري : العلماء مسؤولون بالدفاع عن حياة الامة الاسلامية وكرامتها

تنـا
بعث الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري" رسالة على اعتاب انطلاق موسم الحج للعالم 1445هـ، بعنوان "حج البرائة"؛ مخاطبا فيها علماء العالم الإسلامي، بالقول : نحن علماء ونخب العالم الإسلامي، بكل تنوعنا المذهبي والعقائدي وأحيانا السياسي، مسؤولون عن الدفاع عن حياة الأمة الإسلامية وممتلكاتها وكرامتها، ونحن متفقون تماما في هذه المسؤولية.
حجة الاسلام شهرياري : العلماء مسؤولون بالدفاع عن حياة الامة الاسلامية وكرامتها
وافادت تنـا ان، نص رسالة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، فيما يخص فريضة الحج، جاء على الشكل التالي :  

بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدَهُ وَ الْغَالِبِ جُنْدَهُ وَ الْمُتَعَالِي جَدُّهُ 
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاء وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمَى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لجلاله، وجَعَلَ اللعنة على من نازعه فيهما من عباده. 
وَ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ قَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جهاداً عن دينه، لا يَثْنِيهِ عَنْ ذَلِكَ اجْتِمَاع عَلَى تكذيبه و التماس لِإِطْفَاءِ نُورِهِ. 
و اما بعد فرض اللهُ الحَجَّ تقوية، وتَقْرِبَةً لِلدِّينِ، والْجِهَادَ عِزا لِلْإِسْلَامِ. 
نعم، إن الحج موافق للجهاد، كما قال الإمام علي بن أبي طالب (ع): «والحج الجهاد كلّ ضعيف» (نهج البلاغة، الحكمة ١٣٦)
علماء وفضلاء العالم الإسلامي، نقف على اعتاب موسم الحج وقد استشهد الآلاف من إخواننا وأخواتنا وآباءنا وأمهاتنا وشبابنا وأولادنا وأطفالنا الرضع تحت ظلم أقسى المجرمين في تاريخ البشرية.
لقد كانت وحشية النظام الصهيوني وجرائمه خلال الأشهر السبعة الماضية واسعة النطاق وغير إنسانية لدرجة أنها هزت ضمير الإنسانية في جميع أنحاء العالم. كما نشهد هذه الأيام صرخات التظلم التي أطلقها الطلاب والشباب الأمريكيون والأوروبيون للوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي ظل هذه الظروف الغير مسبوقة، يتوجه عدد كبير من الأمة الإسلامية إلى الأرض الوحي للقيام بفريضة الحج. 
نحن علماء ونخب العالم الإسلامي، بكل تنوعنا المذهبي والعقائدي، وأحيانا السياسي، مسؤولون عن الدفاع عن حياة الأمة الإسلامية وممتلكاتها وكرامتها، ونحن متفقون تماما في هذه المسؤولية. 
إن العالم حاليا يمر بأوضاع يمكن ان تسمى بالغير مسبوقة في حياة الأمة الإسلامية في التاريخ المعاصر. فمن ناحية، إن النظام الصهيوني المحتل يعيش الفترة الأكثر عزلة من وجوده المزيف خلال هذه الأشهر السبعة بسبب أعماله الوحشية.والرأي العام العالمي يدعم الشعب الفلسطيني المظلوم بشكل غير مسبوق على الإطلاق، ويدين جرائمر هذا النظام الغاصب، ومن ناحية أخرى، نشهد انقسامات خطيرة في جبهة الاستكبار، والتي يبدو أنها تتعمق أكثر فأكثر. 
وفي مثل هذه الظروف، نقف على أعتاب موسم الحج، وعدد كبير من الشعوب المسلمة تتوجه إلى أرض الحجاز، ملتقى أنبياء الله - ليقوم الناس بالقسط (الحدید ،۲۵). 
يجب علينا نحن علماء العالم الإسلامي أن نستغل هذه الفرصة الاستثنائية في هذا الوضع العالمي الخطير للغاية، من خلال توعية حجاج بيت الله الحرام بفلسفة الحج ودوره الفريد في الوحدة الإسلامية و البراءة من المشركين - وخاصة الكفار الذين ينتهكون حرمات للأمة الإسلامية  منذ فترة طويلة بسلوكياتهم الوحشية وكثفوا هذه الإنتهاكات بطريقة غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة.
إن الحج هو حقا مفهوم خارج الحدود الإقليمية وعالمي للأمة الإسلامية. وكما جاء في القرآن الكريم فإن الله أمر إبراهيم (علي نبينا وآله وعليه السلام) أن يدعو الناس كافة وليس المؤمنين فقط إلى الحج: «و اذن فی الناس بالحج» (الحج، ۲۷) 
إن شعائر الحج بعظمتها يمكن أن تلعب دور أكبر وسيلة إعلامية للإسلام لتنقل رسالة هذا الدين المنير المباركة إلى العالم، خاصة في ظروف مثل الآن، حيث يحدق العالم أجمع إلى الجماعة البشرية الأكثر اضطهادا وحرمانا في العالم، أي السكان والمالكين الحقيقيين لأرض فلسطين المحتلة. 
من واجبنا أن نتبرأ من جبهة الكفر والاستكبار العالمي، كإبراهيم الذي ضربه الله لنا مثلاً: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةً فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ» (الممتحنة، 4). 
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحج أيضًا هو ممارسة الوحدة والتضامن. فيمارس فيه الحجاج الوحدة ويقضون أيامًا في انسجام وتناغم مع بعضهم البعض، ليستعرضوا صمودهم ومقاومتهم: «جَعَلَ اللهُ الكَعْبَةَ البيت الحرام قياما للناس » (المائدة، 97).
إن هذا التنسيق والتضامن هو أعظم مناورة للوحدة يمكن أن تريح قلوب المؤمنين وتخيف أعداء الإسلام.  وبهذه المناورة الوحدوية يظهر المؤمنون في الوقت نفسه قوتهم ويحثون نخب الحكام وحكوماتهم على مزيد من التضامن الإسلامي، بل يجعلون ذلك واجبا عليهم.
علماء وفضلاء العالم الإسلامي، رغم أن الدول الإسلامية الآن في صحوة إسلامية وهي حساسة للغاية لأي نوع من أنواع الاسترضاء أو التطبيع مع النظام الصهيوني، إلا أن الواقع هو أن جبهة الكفر والاستكبار ما زالت لا تستسلم وتحاول خلق حيل وفتن جديدة، ولذلك علينا ألا نتراجع ما دامت هناك مخاطر من هذا النوع وأن نذكر أنفسنا والأمة الإسلامية و الدول الإسلامية بأن: ««لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الممتحنة- 8).
وبالطبع فإن الصهيونية تقوم بمخططاتها عن طريق المؤامرات والحيل، وفي هذا السبيل تستخدم  قوى وسيطة، فمنذ سنوات وهي تقدم حلفائها وداعميها الغربيين وتستخدمهم لتقوم بمؤامراتها عبر وساطاتهم، لذلك ينبغي علينا نحن علماء الإسلام أن ننظر إلى هذه الخدع المعقدة بعين البصيرة، ونضع تعاليم الوحي الإلهي نصب أعيننا دائمًا بأن كل من يوالي أعداء الإسلام والمجرمين بحق غزة أو مؤيديهم سيكون منهم بلا شك: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (المائدة- 51).


انتهى
https://taghribnews.com/vdcexf8pejh8xwi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز