تاريخ النشر2024 2 June ساعة 11:23
رقم : 637449

باحثة عراقية : الامام الخميني (رض) سعى الى اسعاد الانسان على مستوى الدنيا والاخرة

تنـا
قالت الاستاذة الجامعية العراقية "سحر ناجي" : ان الامام الخميني (رض) كان يسعى لإقامة المجتمع العابد لله بكل الأبعاد والانعكاسات التي تجعل من الإنسان إنساناً سعيداً على مستوى الدنيا والآخرة.
باحثة عراقية : الامام الخميني (رض) سعى الى اسعاد الانسان على مستوى الدنيا والاخرة
جاء ذلك في مقال السيدة سحر ناجي، عضور هيئة التدريس بجامعة بغداد، خلال ندوة "الامام الخميني (رض) رائد الوحدة والمقاومة" التي عقدت اليوم الاحد، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، لاحياء ذكرى رحيل مفجر الثورة الاسلامية في ايران (يوم الاثنين 3 حزيران / يونيو 2024م).

وفيما يلي نص هذا المقال :

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.

إن الوقوف أمام شخصية كشخصية الإمام الخميني (قدس سره)، من جهة القراءة أو الكتابة والبحث، يطل بنا على مساحة واسعة ومتكاملة من حيث التنسيق والشمولية المبدعة في الفكر الذي خلفه الإمام قدس سره.

لقد كانت الأمة الإسلامية في حالة من الاحتضار على كل مستوياتها، فحدثت المفاجأة الكبيرة عندما خرج رجل من مدينة قم وبالتحديد من حوزتها العلمية، على رأسه تلك العمامة السوداء، مرتدياً ذلك الزي المتواضع الذي يعبر بنفسه عن تلك الراية الأصيلة المتجددة، إنه الإمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره. 

لقد خرج الإمام الخميني (رض) رافضاً كل المعايير التي اعتادها الناس، معلناً "لا شرقية ولا غربية"، يأبى أن يستظل بإحدى القوتين، لم يعرف رأسه إلا ظل العمامة السوداء ولم يعرف بدنه إلا لباس العلماء.

ولذلك فإن الأثر الذي تركه الإمام الراحل (رض) كان عبارة عن رؤية متكاملة وشاملة لنظرة أطلت على هذا الكون الرحب وانبعثت من فيض الرسالة الإلهية التي تجسّدت من خلال البعثة النبوية الشريفة لرسول البشرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

وهنا تجدر الإشارة إلى، أن رؤية الإمام الخميني لهذا الوجود والحياة والإنسان كانت تهدف إلى رسم البرامج والخطوط التي تؤدي بالإنسان إلى تحقيق الغاية من هذا الوجود؛ حيث كان يسعى الإمام من خلال النظرة والممارسة لتأسيس مقدمات تتحقق من خلالها إقامة المجتمع العابد لله بكل الأبعاد والانعكاسات التي تجعل من هذا الإنسان إنساناً سعيداً على مستوى الدنيا والآخرة.

لقد استطاع الإمام الخميني قدس سره أن يقدم في هذا الزمن أنموذجاً مشرقاً يمثل قدوة من جهات متعددة، واستطاع أن يقدم تصوراً كاملاً لمفاهيم عديدة يتنازع الناس في ترجمتها ويضعها كلٌ في سياقه الخاص، وبعد أن استقر به الحال في معالجة الأولوية الأولى واستقرار إيران، تصدرت الاولوية الثانية التي قرأناها في ثنايا الكلمات التي بثتها شفتا الامام العظيم قدس سره، وعنوانها "اولوية تحرير القدس وفلسطين".

لقد ركز الإمام الراحل (رض) على خدمة المجتمع في جميع الأصعدة، ولطالما كانت الخدمة هي الهم الشاغل والشعار الذي يختصر حركة الإمام الخميني، حتى أنس قدس سره كلمة "خادم" وكان يلقب نفسه بهذا اللقب ويصر عليه ويردد "إنني خادم لها الشعب ولهذه الأمة ولهذا الدين".

ومن المضامين الرئيسة التي وظفها الإمام، كانت "مقارعة الاستكبار"؛ ففي عصرنا هذا حيث يحكى عن سيطرة القطب الواحد على مقدرات الدول، والهجمة الشرسة على العالم الإسلامي، بشعارات براقة خداعة، فكان لا بد من وقفة تأمل أمام هذا الإستكبار العدواني، لنعرف ما هو وما هي حقيقته، ولنتعرف على أساليبه وخططه.

وخير من يدلنا على ذلك، هو من قارع الإستكبار الأمريكي في بلد كان معداً له أن يكون شرطي الخليج الفارسي؛ وبفضل ثورته المباركة اصبحت إيران الشاهنشاهية، إيران الإسلامية ودولة ترفع لواء نصرة المستضعفين في زمن كثر به الجبناء والمتخاذلون.


انتهى
 
 
https://taghribnews.com/vdcc0mqeo2bq108.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز