عالم دين موريتاني : الامام الخميني (رض) رجل بحجم امة لم يعرف الخنوع ولم يركع الا لله

جاء ذلك في مقال للشيخ محمد فال، خلال ندوة "خطاب الوحدة في منظومة افكار الامام الخميني (رض)"، اقيمت عبر الفضاء الافتراضي، اليوم الاحد، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، لمناسبة ذكرى رحيله التي حلت قبل اسبوع (3 يونيو / حزيران 2024م).

وفيما يلي نص المقال : 

<sub>الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام  على اشرف الانبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و اله الطيبين الطاهرين الغر الميامين .

اولا اشكر "مجمع " المجمع العالمي لتقريب بين المذاهب الاسلامية للاستضافة  في مؤتمركم المبارك ، لاشك ان مجمع العالمي للتقريب بين المذاهب قد خطى بألامة الاسلامية بخطواة عدديدة و اشكره على الاستضافة و لاشك انه يحمل هم الامة.

 اليوم اتحدث عن رجل من اعظم الرجال،  عن رجل قلّ نظيره في زماننا، بل نقول ان نظير هذا الرجل معدوم في زمننا.

انه رجل بحجم الامة انه الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه)،  هذا الرجل كان بحجم امته؛ ان من يتامل و يقرأ في شخصية الامام الراحل (رض) سيجد بانه كان رجلا لا يعرف الخنوع ولايعرف الخضوع ولايركع الا لله سبحانه تعالى.

لقد واجه هذا الرجل عالما بكامله، وقد استطاع ان يقوم بخطوات عديدة، وان ينتصر بفكره وجهاده ومقاومته لاعداء الاسلام  ولاعداء الامة.

هذا الرجل لم يساوم على قضية امة الاسلام ، وقد نجح بان يوحد الامة، و وضع نصب عينيه العمل بكتاب الله، وكان معلما ومرشدا  للامة، وقد استطاع ان تنتصر على اعدائها وكذاك ان ينصر الاسلام والمسلمين.

نعم، هذا الرجل هو الامام الخميني (قدس الله سره)، الذي وجد امة خاضعة مستسلمة لعدوها، لكنه استطاع ان يخطو خطوات متعددة في سياق تحريرها من سطولة الاستكبار العالمي.

لقد استطاع هذا الرجل بفكره، استطاع ان يعبر عن عزة الامة بان المسلم لا يهان ولا تداس كرامته، وان المسلم كريم، والامة  الاسلامية كذلك كريمة اذا تمسكت بكتابها واتبعت وحي نبيها وسارت على خطاه. 

لقد كان الامام الخميني الرجل الذي اعاد للامة كرامتهى بعد ان لحقت بها النكبات والهزائم.
لقد وضح الامام الراحل كل اسباب الوحدة ووضع كذلك جميع مقومات القوة عبر تاسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، هذه الدولة العظيمة التي استطاعت اليوم ان تخطو خطوات لمواجهة كل الاعداء، وان تنتصر عليهم ولا تخضع للاستسلام. 

لقد ضحى الامام الخميني بحياته في سبيل الامة، ومن اجل فلسطين وكذلك ضحى بنفسه من اجل مسلمين عموما، ضحى من اجل ان لا يقبل الا جهاد العدو؛ مؤكدا على ان هذا العدو لا يعرف الا لغة الثورة.

لقد كان الامام الراحل (رض) رجلا ثائرا على كل انواع الفساد والاضطهاد، و لذلك ثورته شكلت ثورة علمية، وقد تركت في نفوسنا وفي نفوس احرار العالم و كل من له ضمير حي اثرا كبيرا وعميقا؛ فمن قرأ عنه ودرس وجده رجلا عظيما يسير على خطى الانبياء (ع)، رضوان الله تعالى عليه.

وفي الختام، لا يسعنا الا ان نشكركم من جديد ونشكر كل المشاركين في المؤتمر، اللهم صلي على محمد واله محمد والسلام عليكم ورحمة الله .</sub> 

انتهى