تاريخ النشر2024 9 June ساعة 13:00
رقم : 638552

باحثة اسلامية سورية : الوحدة عند الامام الخميني (رض) سبيل لخلاص الامم من تشردها

تنـا - خاص
قالت الباحثة الاسلامية السورية "غنية كنعان"، ان الامام الخميني (رض) كان يعي خطورة التفرقة على الامة الاسلامية واثارة النعرات الطائفية وما يجري من ويلات على الامم، فنراه كان يركز في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسالة الوحدة الاسلامية، بانها هي السبيل الوحيد لكي نخرج من حالة التشرد التي لحقت بالامم".
باحثة اسلامية سورية : الوحدة عند الامام الخميني (رض) سبيل لخلاص الامم من تشردها
السيدة غنية، نوهت الى هذه الركيزة الاساسية في مواقف وافكار الامام الخميني قدس سره الشريف، عبر مقالها الذي قدمته خلال ندوة افتراضية تحت عنوان "خطاب الوحدة في منظومة افكار الامام الخميني (رض)"، اقيمت يوم الاحد 9 حزيران / يونيو 2024م، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية.

وفيما يلي نص هذا المقال : 

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، وافضل الصلاة واتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين حبيب قلوبنا  وشفيع ذنوبنا وطبيب نفوسنا، حبيب رب العالمين ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين.

يقول الامام الخميني قدس سره ان الايدي التي تريد اخذ ثرواتكم منكم ونهبها ومصادرة كل ما تملكون من خيرات سواء فوق الارض او تحتها ان هذه الايدي لا تسمح باتحاد ايران مع العراق ولا ايران مع مصر ولا ايران مع تركيا، يريدون ان لا تتحقق وحدة الكلمة.

في الوقت الذي كانت فيه الامة الاسلامية في حالة من الاحتضار على كل مستوياتها، قامت ثورة ميمونة مباركة قام بها شعب اعزل بقيادة عالم زاهد شجاع انه القائد السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره في ايران التي كانت في ذلك الزمان مرتعا لكل انواع المخابرات الاجنبية ولا سيما منها الامريكية والصهيونية، وارضا مسلوبة الخيرات مسخرة لتنفيذ المئارب الكبرى لقوة الاستكبار العالمي واذنابه من الحكام الذين باعوا ضمائرهم وشعوبهم ليصبحوا مجرد اداة ضعيفة في ايدي اسيادهم الامبريالية الطامعين بالسيطرة على مقدرات العالمين اجمع.

ان قيام هذه الثورة المباركة بقيادة هذا العالم الفذ الشجاع، احبط الكثير والكثير من المؤامرات، واهم تلك المؤامرات هي التي كانت تحاك لبث التفرقة بين الامة الاسلامية الواحدة، فلطالما كانت التفرقة بين مذاهب الامة من الأساليب الدنيئة التي ينتهجها العدو الطامع للسيطرة على الامم كافة وفقا لقاعدة "فرق فسد".

اذا نظرنا الى التاريخ، فكل حقبه منه كان لها من يعمل بها اذا فرقنا سدنا لكي لا يكلفوا انفسهم اولئك المستكبرون لا بالعتاد ولا بالعسكر ولا بغيرها، وانما يبثون التفرقة فينشغل المسلمون ببعضهم البعض وتاتي هذه القوى المستكبرة فقط لتجني ثمر ما فعلت.

ولوعي الامام الخميني قدس سره في تلك الفترة لخطورة امر التفرقة على الامة واثارة النعرات الطائفية وما يجري من ويلات على الامم، نراه ركز في الكثير الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسالة الوحدة الاسلامية وبانها هي السبيل الوحيد لكي نخرج من حالة التشرد التي لحقت بالامم، فنراه، قدس الله روحه بالرحمة، في موقف يحض به على الوحدة الموجودة بين فئات المسلمين جميعا. حيث يقول "اننا نعلم وكذلك المسلمون، بل المهم ان الحكومات الاسلامية يجب ان تعلم ايضا، ان ما لحق ويلحق بنا، ناتج عن مشكلتين، الاولى هي مشكله بين الدول ذاتها حيث لم تتمكن حتى الان ومع الاسف من حلها وهي مشكله الاختلاف فيما بينها.

ثانية هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، فنرى الحكومات تعاملت معها بحيث ان الشعوب لم تعد سندا لتلك الحكومات وبسبب عدم التفاهم بين الطرفين في ان الشعوب نات بنفسها ولم تعد تساهم في حل المشاكل التي تواجه الحكومات ولا ترفع الا بيدي الشعب فيقف الشعب موقف اللامبالاة، هذا اذا لم تزد في مشاكل الدنيا.

فكان موقف الاسلام من الوحدة موقفا ثابتا لخصه الامام الخميني العظيم بقوله "يجب ان نكون يقظين وان نعلم ان هذا الحكم بسم الله الرحمن الرحيم، انما المؤمنون اخوة هو حكم الهي وليست بينهم حيثيه غير الاخوة، واننا مكلفون جميعا بالتعامل كالاخوان ان هذا حكم سياسي فلو كانت الشعوب الاسلامية البالغ عدد افرادها مليار مسلم تقريبا، لو كانوا اخوة  فيما بينهم ويتعاملون باخوة فانه سوف لا يلحق بهم اي ضرر ولا تتمكن اي قوة عظمى من الاعتداء عليهم فانتبهوا لهذا المعنى ايها الاخوة".

ويقول : توجد مجموعة من المسلمين شعية وأخرى سنة، ومجموعة حنفية وأخرى حنبلية، وثالثة إخبارية، أساسا لم يكن صحيحا ابدا طرح هذا المعنى منذ البداية، يجب ان لا تطرح مثل هذه المسائل في ذلك المجتمع الذي يهدف فيه الجميع الى خدمة الاسلام وان يكون لاجل الاسلام، كلنا جميعا اخوة ويقف بعضنا الى جانب بعض؛ غاية الامر ان علماءكم مجموعة منهم أعطوا فتوى لشئ وانتم قلدتموهم فاصبحتم حنفيين وبينما عمل قسم اخر لفتوى الشافعي والثالث بفتوى الامام الصادق (ع) وصار هؤلاء شيعة، فهذه ليست دليلا على الاختلاف يجب ان لا نختلف مع بعضنا وان لا يكون بيننا تضاد فكلنا اخوة يجب ان يحترز الاخوة السنة والشيعة عن أي اختلاف، ان خلافنا اليوم هو فقط لصالح اولئك الذين لا يعتقدون بالمذهب الشيعي ولا بالمذهب الحنفي ولا بسائر الفرق الأخرى، انهم يريدون ان لا يكون هذا ولا ذاك ويعتقدون ان السبيل هو في زرع الفرقه بيننا وبينهم، يجب ان ننتبه جميعا الى هذا المعنى وهو اننا جميعا مسلمون وكلنا من اهل القران ومن اهل التوحيد وينبغي ان نبذل جهدنا من اجل القران والتوحيد وخدمتهما".

 ومن هذا المنطلق نرى الامام الخميني العظيم لم يجد قوة مستضعفة تقاوم الاستكبار في اي بلد كانت، الا ودعم تلك الفرق، فدعم المقاومة في افغانستان وفي الصومال وفي البوسنه والهرسك ولا ننسى القضية الاهم التي اعطاها الامام الخميني قدس الله روحه بالرحمه، الموقع العظيم والاهتمام البالغ الا وهي القضية الفلسطينية التي ربطها بيوم عظيم وهو" يوم القدس العالمي" الذي اختار تاريخه وزمانه بدقة بالغة تزيد من وحدة المسلمين وتربطهم ارتباطا وثيقه، فاختار الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وهو يوم فضيل ونعلم جميعا ويمكن ان تكون فيها ليله القدر التي لا يخفى على اي مسلم اهمية تلك الليلة، فجعل الجمعة الاخيرة من شهر رمضان يوم القدس العالمي وقال قدس الله روحه بالرحمه، "انها (اي قضية القدس) مسالة تخص الموحدين في العالم والمؤمنين في الاعصار الماضية والحاضرة والقادمة ومنذ اليوم الذي وضع فيه الحجر الاساس للمسجد الاقصى وحتى الان، وما دام هذا الكوكب السيار يدور في عالم الوجود".

نعم أعطاها جل اهتمامه اذا لم نقل كل اهتمامه، الامام الخميني جعل قضية القدس قضية دائمة قديمة وحديثة ومستقبلية حتى لا يغفل عنها احد، هذا هو الامام العظيم الذي وحده بخطاباته وبحياته وبمعاملته؛ وحد بين المسلمين ولا ننسى خطاباته العظيمة ونحن مقبلون على موسم الحج وقد خاطب المسلمين وخاصة في مواسم الحج وحظهم على الوحدة.

الحج هو تنظيم وتدريب وتاسيس لهذه الحياة التوحيدية، والحج هو ميدان وتجلي عظمه طاقات المسلمين، واختبار قواهم المادية والمعنوية؛ فنراه توجه بخطابات عديدة من اجل وحدة المسلمين وخاصة في الحج؛ فقد حرص الامام الخميني  قدس سره في كل عام على نداء يوجهه الى حجاج بيت الله الحرام وسماه بـ "نداء الوحدة"، يحث فيه المسلمين على محو الخلافات فيما بينهم في نداءاته هذه الخلاص للامة فيما لو عملت بها.

حيث يقول قدس الله روحه بالرحمه، "يا مسلمي العالم المؤمنين بحقيقة الاسلام، انهضوا وتجمعوا تحت لواء التوحيد وفي ظل تعاليم الاسلام واقطعوا الايد الخائنة للقوى الكبرى عن بلدانكم وخزائنكم الطائلة، واعيدوا مجد الاسلام وكفوا عن الاختلافات والاهواء النفسية فانتم تملكون كل شيء، اعتمدوا على ثقافة الاسلام وحاربو الغرب والتغرب".

فالسلام عليك يوم ولدت ويوم قضيت ويوم تبعث حيا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته


انتهى
https://taghribnews.com/vdciwvaqrt1apw2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز