تاريخ النشر2024 11 June ساعة 17:29
رقم : 638786

ناشطة لبنانية : البراءة من مضامين الحج التي ركز عليها الامام الخميني (رض)

تنـا - خاص
اكدت السيدة "ايمان محمد حرب" وهي ناشطة لبنانية واستاذة بجامعة المصطفى (ص) العالمية، على ان "البراءة من المشركين هي من مضامين الحج التي ركز عليها الامام الخميني (قدس سره)، في أيام الحج حتى نتعلم كيف نتبرا من الشيطان الاكبر المتمثل اليوم بامريكا كما نتبرا من ابليس اللعين".
ناشطة لبنانية : البراءة من مضامين الحج التي ركز عليها الامام الخميني (رض)
جاء ذلك في كلمة الاستاذة ايمان حرب خلال ندوة افتراضية عقدت اليوم الثلاثاء برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية تحت عنوان "دعوة وحدة المسلمين ضد جرائم المشركين".

وفيما يلي نص كلمة هذه الناشطة اللبنانية : 
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم /
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ال الطاهرين /
السلام عليكن اخواتي المؤمنات ورحمة الله وبركاته.
لقد اشار الله عز وجل في قرانه الكريم الى موضوع الوحدة الاسلامية في الكثير من الايات البينات، ومنها قوله تعالى [وانما هذه امتك امة واحدة وانا ربكم فاعبدون]، وقال ايضا في اية اخرى [إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ" خداوند در آیه دیگری فرموده است " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا] - صدق الله العلي العظيم
الاعتصام بحبل الله تعالى في هذه الاية المباركة، هو امر الهي تجب اطاعته والا لكان صدور الاية عبثا وبغير حكمة والعياذ بالله؛ فالله تعالى هو الحكيم المنزه عن العبث وهذه الاية تمثل القاعدة الصلبة التي يمكن للمسلمين ان يستندوا عليها من اجل توحيد المسيرة وتوحيد الصف والهدف؛ وذلك من خلال العمل على دراسة الواقع حتى لا يصير فرقا متباعدة متشاحنة تحكمها العصبيات والمذهبيات، وحتى لا تصير خاضعة ذليلة للاستكبار العالمي.
وعليه فان التمسك بالكتاب والعترة الطاهرة، هو النجات والفوز في الدنيا والاخرة؛ وكما جاء في الحديث الشريف، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وهنا يبين لنا الرسول الاكرم صلوات الله عليه وعلى اله الميامين، كيفية العلاقات الروحية بين المسلمين في محبتهم لبعضهم ورحمتهم وتعاونهم كمثل الجسد الواحد اذا مرض عضو فيه استنفرد سائر الاعضاء للمساعدة والإنقاذ.
ومن هنا نرى اهميه الاجماع في الامور العبادية؛ فمثلا في صلاة الجمعة حيث نقف بانتظام الكتف بجانب الكتف، نتوجه الى القبله الشريفة نكبر معا ونركع معا ونسجد معا ولاجل اهمية هذه الجماعة، يضاعف فيها الله الاجر والثواب، ويقال اذا قبل من احدهم تقبل من الاخرين.
كذلك نرى في اللقاء السنوي للمسلمين في فريضة الحج عندما تلتقي الجموع من كل حدب وصوب ليجتمعوا في وقت واحد وفي أيام معدودات ويتعارفوا؛ ومن خلال هذا التعارف تعرض مشاكلهم وانجازاتهم وخبراتهم وهمومهم، فيستفيدوا من أفكار بعضهم البعض في اكبر تجمع بشري على مستوى العالم.
ومن اهم هذه المناسك في الحج هو الاحرام، فبعد النية نقوم بنزع ثوب العادي ونلبس الثياب البيضاء، والفائدة هنا هو ان نخلع عصبياتنا ونتخلى عن مذهبياتنا واهواءنا النفسية ومن التعلق بحطام هذه الدنيا الفانية، لنقف صاغرين ذليلين امام الخالق المتكبر الجبار، ملبين له بقلوبنا قبل السنتنا وقفة الطائع الخاضع الذليل، ونقول "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك". وهذه التلبية هي نوع من العهد والوعد لا ينتهي بايام الحج ابدا. 
وقد ورد عن امامنا الصادق عليه السلام عندما جاء يلبي ارتجف وارتعد وعندما سئل عن ذلك، قال "أخاف ان يقول لي ربي لا لبيك ولا سعيت"، وهكذا يعطيننا الامام الصادق عليه السلام درسا مهما في كيفية التلبية.
ومن مضامين الحج أيضا، البراءة من المشركين التي ركز عليها الامام الخميني (قدس سره) في أيام الحج حتى نتعلم كيف نتبرا من الشيطان الاكبر المتمثل اليوم بامريكا كما نتبرا من ابليس اللعين.
مما جاء في خطاب  الخامنئي حفظه الله المولى ان البراءة في هذا العام اكثر بروزا في زمن مضى، مشيرا الى ان الحج في هذا العام هو حج البراءة نعم نحن نتبرا من امريكا واسرائيل ومن عملائهم واعوانهم من شياطين الانس لتكون رحلة الحج تجسيدا للوحدة الإسلامية تشحن النفوس بصدق الولاء لولي امر المسلمين والوقوف صفا واحدة ضد الاستكبار كله. وكما قال الشاعر "تأبى العصيُّ إذا اجتمعنَ تكسراً وإذا افترقنَ تكسَّرتْ آحادا"، فالحج يساعد على تذويب هذه الكوارث وتقويت القواسم المشتركه بين مختلف الشعوب. وكما قال الامام خميني قدس سره، "لو اتحد المسلمون والقى كل مسلم دلوا من الماء على إسرائيل لجرفتها السيول".
فعلى الامة الإسلامية انطلاقا من واجبها الإنساني قبل واجبها الديني، ان تسارع الى توحيد الصف ومساعدت إخواننا في غزة وكل فلسطين؛ وعليه فاذا كانت فلسطين وقضيتها وما يجري فيها من ابادتا جماعية وشلالات من الدماء البريئه لا توحدنا ولا تجمعنا  فمتى اذن نتجتمع ونتوحد؟!
ان ما يفعله محور المقاومة اليوم من الدعم الحقيقي ومسانده لاهلنا في فلسطين هو عمل جبار، يدل على انه ما زال هناك في الامة "رجال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقالوا لبيك اللهم لبيك على جبهة الاسناد ووقفوا وقفه عز وشرف صامدين وجاهدين باذلين الدماء رخيصة من اجل الأقصى نصرة لا خوانهم المظلومين في غزة".
نحمد الله على وجود القادة الحكماء الواعين امثال سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله وحفظ جميع المجاهدين الشرفاء وايدهم بنصره).
وصيتي لكم قبل الختام ان يكون هدفنا من هذه المقالات ونشر الوعي بين الشباب وتربيه الأولاد تربية صالحه نزرع فيهم محبه الاخرين حتى تكون قلوبهم طاهره نقيه من كل حقد وبغي ونزرع فيهم جدوة المقاومه ليكون اشداء على الكفار رحماء بينهم حتى ينالوا محبه الله ومحبه رسوله (ص) ورضاه؛ [ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص] صدق الله العلي العظيم.
ارك الله سعيكم وجهودكم وجعله في ميزان حسناتكم يوم القيامه وقل اعملوا سيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون صدق الله العلي العظيم والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.


انتهى 
https://taghribnews.com/vdch66n--23nxqd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز