تاريخ النشر2024 11 June ساعة 20:00
رقم : 638915

باحث اسلامي جزائري : الحج اكبر محل لمواجهة الاستكبار لو استثمر صحيحا

يرى الباحث الاسلامي والاستاذ الجامعي الجزائري "د. نور الدين بولحية"، أن الحج هو اكبر محل لمواجهة الاستكبار لو استثمر استثمارا صحيحا، ولو اُدّي هدفه؛ ولذلك تحرص الاداره الامريكيه ويحرص المستكبرون على ان يبعدوا كل الشرفاء عن هذه الفريضة.
باحث اسلامي جزائري : الحج اكبر محل لمواجهة الاستكبار لو استثمر صحيحا
جاء ذلك في مقال للدكتور بولحية، خلال ندوة عقدت عبر الفضاء الافتراضي (الثلاثاء 11 يونيو / حزيران 2024م) برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تحت عنوان "دعوة وحدة المسلمين ضد جرائم المشركين".

وفيما يلي نص هذا المقال :

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا اتقدم بالشكر الجزيل لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلاميه لإتاحه الفرصه لي للحديث اليكم حول الحج واهم مقاصده، وهو مواجهه الاستكبار ومواجهه الاجرام.
نحن نعرف جميعا، وهذا من الحقائق المقرره في القران الكريم ان هناك حزبان حزب الله وحزب الشيطان، وان هناك المشروع الشيطاني والمشروع الالهي.
المشروع الشيطاني، وضحه القران الكريم من خلال لسان ابليس نفسه والذي يكيد للانسان ويتآمر على الانسان من خلال تشكيل حزب خاص يعمل لإغواء الانسان لتغيير فطرته وسفك دم الانسان للتغرير او للتاثير او الافساد بين البشر، فهذا دوره وهو يستعمل كل الوسائل.
طبعا، ان حزب الشيطان لا يمكن ان يقوم بالجهود الفردية، ولذلك الشيطان يشكل تحالفات ويشكل كما يقال دولا او يشكل مؤسسات بحيث تؤدي هذا الدور.
والقران الكريم يشير الى كل هذه الامور، عندما يقول "بخيله ورجله"، اي الشيطان يستعمل كل شيء وكل المكائد سواء كانت فردية او جماعية.
وفي المقابل كذلك، حزب الله لابد ان يؤدي هذا الدورن ولذلك الشريعات الالهيه تراعي هذا الامر مع الصلاة، مثلا، صلاه الجماعه لان الصلاة هي صلة بالله تعالى، كما يمكن ان تتحقق للإنسان وهو في بيته، والصوفية بعضهم مثلا يهتمون بالخلوة او يذهب الى جبل او في غار او في محل معين، ونحن طبعا لا نحث عليه، ولكن الإسلام كذلك اضاف الى هذا البعد الفردي، البعد الجماعي؛ فمثلا صلاة الجماعة واستحبابها في المسجد وصلاه الجمعه تكون في المسجد الجامع فلا يكفي مسجد الحلي، بل  لابد من المسجد الجامع ليجتمع الناس فيه، وهكذا في المناسبات المختلفه المسلمون يجتمعون في رمضان يجتمعون في الاعياد خلال المناسبات المختلفه وهذه كلها تجمع بين قلوبهم، وتجعلهم يصدحون بفكرة معينة.
في هذا الاطار يدخل "الحج" باعتباره كذلك وسيله لتجميع حزب الله او من يريد ان يكون حزبا لله، وطبعا هذا التجميع لو كان المقصد منه ما يسمى الجانب الروحي فقط لا يوفي في ذلك، فلا يفيد للشخص ان يصلي في بيته يكفي فيه ان يدعو الانسان "لبيك اللهم لبيك"، يمكن ان يرددها في اي محل ذكر الله يمكن ان يردده في كل محل ولكن اجتماع الناس في محل واحد، واجمتاع جميع مسلمي العالم في محل واحد وفي وقت واحد طبعا هذا دليل على ان المقصود هو اجتماع الناس وليس المقصود فقط الجانب الروحي.
الجانب الروحي نعم وراءه ولكن الجانب الاكبر هو اجتماع الناس طبعاـ القران الكريم يشير الى هذا الامر عندما يذكر من اسس الاجتماع او من اسس الاختلاف بين البشر، هو التعارف [لتعرافوا]، وهكذا المسلم الجزائر يلتقي مع المسلم الايراني والمسلم العراق، ويكتشف كثيرا؛ فمثلا عندنا في الجزائر كانت هناك روية سلبية للجانب الإيراني لكن عندما ذهبوا الى الحج ورأوهم يطوفون ويلبون (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك)، راوهم وهم يبكون ويتضرعون جاؤوأ متأثرين ومتغيرين جدا، فقالوا الاعلام شوّه صورة الايرانيين، ويصور الشيعة في العراق بانهم مشركين وانهم يؤلّهون الامام علي (ع)، ولكن كل ذلك زال.
فلذلك هنا، كل ما يقوم به الاعلام وكل ما يقوم به الدجالون واصحاب الفتنة والتكفيريون يسقط في هذا الامر؛ وانا شخصيا رايت الايرانيين اكثر الناس التزاما وتدينا وورعا وتقوى ودعاء وبكاءا في الحج.
طبعا هذا جانب مهم جدا، وبالتالي يثير ويعمّق الوحده الاسلاميه، ويبعد النعرات الطائفيه وما يريد المستكبر ان ينشره بين المسلمين.
وهناك جانب اساسي اخر، وهو التقاء النخبه المسلمين بالاصل، وطبعا هذا ما دعا اليه "الامام الخميني" (رض) كثيرا في كلماته، وهو ان هذا الحج هو مؤتمر عالمي اسلامي ومؤتمر سياسي ومؤتمر اقتصادي وثقافي وتربوي، المؤتمر الذي من خلاله يتحقق العمل في سياق اهداف الامه.
الحج وسيله للتلاقي والتعارف ووسيلة للتخطيط ولقاء النخبه، والحج حتى في الواقع التاريخي، هناك الكثير من القيادات الفكريه التقت في الحج وارتبط مصير افكارها بالحج.
فذلك الحج له دور كبير في هذا الباب، ومن اهم ادواره مواجهه الاستكبار؛ تصوروا لو ان الحج اتيح له ما ذكره الامام الخميني حول البراءة من أمريكا وان على كل حاج ان يردد هتاف "الموت لامريكا والموت لاسرائيل والموت للمعتدين"، ويردد شعار "الموت للطغاه المستبدين، عنده سيعود الحاج الى بلاده وهو يحمل هذه المفاهيم ويعرف مصاديقها ويعرف معنى الطغيان ومصداقه.
للاسف شيوخ السلاطين صوروا للناس ان "الجبت" و"الطاغوت" هم "ابو جهل" و"ابو سفيان" او "ابو لهب" او فلان، ولم يذكروا بان جبت وطاغوت هذا العصر، هي امريكا والكيان الصهيوني.
ولذلك اكبر محل لمواجهة الاستكبار هو الحج، لو استثمر استثمارا صحيحا، ولو ادّي هدفه، ولذلك تحرص الاداره الامريكيه ويحرص المستكبرون على ان يبعدوا كل الشرفاء، وقد رأينا ما حصل للايرانيين الشرفاء وما حصل للسفير الايراني في لبنان "الشهيد غضنفري" وغيره كثير من الطاقات الايرانيه والصالحين الذين استشهدوا هناك.
كذلك ما حصل خلال مراسم "البراءه من امريكا" وغيرها، نحن نتاسف كثيرا عندما نشاهد مكه والمدينه التي ترمز للاسلام وتعبر عن قيم الاسلام، لا تتحرك فيه ولو مسيره واحدة لمسانده الفلسطينيين، لان علماء الحرمين طبعا هم علماء السلاطين لا يتكلمون ابدا، هم فقط علماء للفتنه يجددون الجيوش لضرب سوريا واليمن ولاثاره الفتن.
ولذلك الحج له دوره الكبير في هذا الامر في مواجهه الاستكبار وفي التعريف بقيم الاسلام وفي التواصل بين المسلمين؛ وهذه من مقاصده الكبرى.
الحمد لله انا من خلال متابعتي، اؤكد بان الجمهوريه الاسلاميه في ايران تؤدي دورها الكبير، السيد القائد بصفته ولي امر المسلمين يبعث برساله كل سنة الى الحجاج وفي عرفات، ويبين ما هو المشروع الاسلامي في مقابل خطبه عرفات التي يبثها الاعلام والتي يتبناها علماء السلاطين.
وبالتالي ان للحج الدور الكبير ونتمنى ان يعود الامر لنصابه، كما نتطلع الى تحرير المسجد الاقصى وشكرا جزيلا والحمد لله رب العالمين.


انتهى
https://taghribnews.com/vdcb8wb0srhbf9p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز